هل يترشح شي جينبينغ لرئاسة الصين لولاية ثالثة؟

  • اختيار آلاف المندوبين بعناية لحضور المؤتمر

انطلقت أعمال المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني في بكين، الذي يتوقع أن يمنح الرئيس شي جينبينغ ولاية ثالثة لخمس سنوات أخرى على رأس السلطة في البلاد.

وصعد شي إلى المنصة في قاعة الشعب الكبرى في بكين، وسط تصفيق مدو من آلاف المندوبين الذين تم اختيارهم بعناية لحضور المؤتمر الذي يعقد مرة كل خمس سنوات.

وأشاد الرئيس الصيني بحكم الحزب الشيوعي في خطاب افتتاح المؤتمر، كما أنه أكد أن مؤتمر الحزب الشيوعي ينعقد في “لحظة حساسة” بالنسبة للصين.

الحزب الشيوعي الصيني يفتتح أعمال مؤتمره الـ20

قال الرئيس الصيني شي جي بينج، الأحد، خلال افتتاح المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الحاكم، إن بكين تمكنت من السيطرة الكاملة على هونغ كونغ، وستمضي قدماً على النهج ذاته في تايوان.

وتعهد شي، في المؤتمر الذي يعقد مرة كل خمس سنوات، بخوض “كفاح كبير ضد النزعة الانفصالية والتدخل” في جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “الوضع في هونغ كونغ حقق تحولاً كبيراً من الفوضى إلى الحكم”.

ويستعد الرئيس الصيني، لنيل ولاية ثالثة سكرتيراً للحزب الشيوعي ورئيساً للبلاد، وسط تحذيرات يواجهها من تداعيات “حكم الرجل الواحد”.

ويشار إلى أن 2296 مندوباً “منتخبين” يشاركون في المؤتمر، يمثلون 96 مليون عضو في الحزب، الذي يُرجّح الكشف عن قيادته الجديدة خلال جلسته الختامية، مع ظهور أعضاء بارزين من وراء ستار، ليأخذوا أماكنهم في التسلسل الهرمي بناءً على بعدهم من شي جين بينج، إلى يساره ويمينه.

ويشكل مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، حدثًا مهما لأنه يعد فرصة لشي جينبينغ للترشح لولاية ثالثة على رأس البلاد، وهو أمر غير مسبوق منذ وفاة ماو تسي تونغ، في عام 1976.

وبينما يجب أن يبدو الرئيس الصيني أقوى من أي وقت مضى، فإنه يواجه سلسلة من التحديات أبرزها: “الشعور المتزايد بالضيق لدى الطبقة الوسطى لا سيما بين شبابها، وتعمقه في استراتيجية لا نهاية لها لمكافحة كوفيد19 والاقتصاد الراكد”.

ومع ذلك، فإن هذه الطبقة الوسطى هي أحد أعمدة سياسة شي جينبينغ منذ ترقيته إلى منصب رئيس الحزب في عام 2012. هي في قلب “حلمه الصيني”، هذا المفهوم العزيز على الرئيس، والذي يهدف إلى جعل الصين دولة قوية، ومتقدمة تكنولوجيا، مع ضمان الصعود الاجتماعي والازدهار لسكانها.

الشباب في مواجهة “أزمة وجودية”

صعوبات في الاندماج في الحياة المهنية، قلة الآفاق … في هذا السياق، يفضل جزء من جيل الشباب التقليل من طموحاتهم. وفي الأشهر الأخيرة، دعا العديد من مستخدمي الإنترنت على الشبكات الاجتماعية إلى “تانغ بينغ” أو “لاينغ فات” – وتعني بالعربية “ابق مستلقيا”. تقوم الفكرة على تحرير الذات من نماذج نجاح المجتمع الصيني لتبني أسلوب حياة أبسط وأكثر سعادة.

يرجع أصل هذه الحركة، إلى نص مكتوب من قبل مستخدم إنترنت صيني بعنوان لاينغ فلات إن جاستيس وتم نشره على منتدى على الإنترنت في يوليو/ تموز 2021.

يقول لويو هيوازونغ إنه قبل خمس سنوات، استقال من وظيفته كعامل من أجل الذهاب إلى التبت، يعمل من حين لآخر ويعيش على حوالي عشرين يورو في الشهر. وقال في شهادته التي كتبتها صحيفة نيويورك تايمز وهي الآن خاضعة للرقابة في الصين: “بعد العمل لفترة طويلة، شعرت أني مخدر، وكأني آلة، لذلك استقلت”.

ومنذ ذلك الحين، تكثر على الويب الشهادات التي تعبر عن هذا الإرهاق من الحياة اليومية، ويتم حذفها على الفور، وفي الشارع، يرتدي البعض قمصانا تحمل شعار “لاينغ فات” منصة وايبو، أجرت سبرا لآراء مستخدميها في الفترة ما بين 28 مايو/ أيار و 3 يونيو/ حزيران كشف أن 61٪ من المستجيبين البالغ عددهم 241 ألفا قالوا إنهم مستعدون لتبني حالة “اللاينغ فات” أي “ابق مستلقيا”.

وقال المختص في الشؤون السياسية جان لويس روكا: “لقد تحولت معاناة جيل الشباب إلى أزمة وجودية”. “في مواجهة تقلص الآفاق، لم تعد ترى مغزى الخضوع للنظام الصيني شديد التنافسية وهذا المخطط 9-9-6، والذي يتكون من العمل من الساعة 9 صباحًا حتى 9 مساء، ستة أيام في الأسبوع.”

“حتى ذلك الحين، اعتقد الجميع أن الحلم الصيني يعني أن كل جيل سيستفيد من وضع أفضل من السابق” ، هذا ما يحلل أليكس باييت، عالم السينولوجيا ومدير شركة سيركوس غروب، ومقرها مونتريال. “يجد السكان أنفسهم الآن في مواجهة حدود الحلم الصيني”.