تفجيرات بالي..بصمات القاعدة اللانسانية تبقى في الذاكرة
في الذكرى العشرين لمجزرة بالي التي أودت بحياة أكثر من مئتي برئي، تبقى مسألة الإفراج المبكر عن عمر باتيك أحد منفذي التفجيرات تثير سخطا وجدلا كبيرا في كل من اندونيسيا واستراليا البلد الذي تألم أكثر بسبب ارتفاع عدد الضحايا من المواطنين الذين كانوا في سياحة في بالي وقتلوا هناك بتالتفجيرات الفظيعة التنظيم القاعدة.
في الذكرى الأليمة لهذه الحادثة الموجعة، لا يزال الشعور بالصدمة والألم حيا لدى الكثير من الناجين وأسر الضحايا، وهو يرفظون التسامح مع تنظيم القاعدة وبالتالي مع مخططي ومنفذي وممولي هذه التفجيرات.
نظرا لخطورة الهجوم في بالي والغضب في كل من أستراليا وإندونيسيا بشأن الإفراج المبكر عن عمر باتيك، لا يزال القرار قيد البحث وقد يتم رفضه على المستوى الوزاري في جاكرتا.
ورغم هذه المعطيات تسعى إندونيسيا إلى إيجاد حلول متوازنة بين فظاعة الجريمة وخطورتها والتوصية بالإفراج المبكر بناءً على حسن سلوك عمر في السجن وإعادة تأهيله وإصلاحه.
وأشار رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني البانيزي خلال مراسم أقيمت في سيدني إلى أن فظاعة الاعتداءات ترافقت مع أفعال شجاعة لا تصدق.
وتركت اعتداءات بالي بصمة لا تمحى على الهوية الوطنية الأسترالية على ما اكد ألبانيزي، على غرار معركة الدردانيل خلال الحرب العالمية الأولى.
وتواجه إندونيسيا أكبر دولة مسلمة على صعيد عدد السكان، حركات متطرفة شنت هجمات عدة منذ اعتداءات بالي. وقد عززت التدابير الأمنية قبل مراسم الذكرى الحالية.
من هو عمر باتيك؟
في عام 2011، قبل شهرين من قتل البحرية الأمريكية لأسامة بن لادن في مجمعه في أبوت آباد، باكستان، اعتقلت السلطات في البلدة نفس مشتبهًا به في الإرهاب وهو إندونيسي يدعى عمر باتيك وكانت قد خصصت مكافأة قدرها مليون دولار أمريكي لمن يقضي عليه.
في ذلك الوقت، قال مسؤول إندونيسي كبير إن باتيك ذهب إلى أبوت آباد للقاء زعيم القاعدة، لكن شبكة “إيه بي سي نيوز” نقلا عن مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب قالت إن كل ذلك كان محض صدفة.
انخرط باتيك في المساعدة في تجميع السيارات المفخخة والسترات الانتحارية التي تم تفجيرها في ملهين ليليين في بالي 12 أكتوبر 2002، مما أسفر عن مقتل 202 شخص. اعتبر هذا الهجوم الإرهابي الأكبر بعد 11/9. وقد فقدت أستراليا في التفجيرات 88 مواطنًا.
وحكم على باتيك بالسجن لمدة 20 عامًا لدوره في التفجيرات. وكان عضوًا بارزًا في الجماعة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في جنوب شرق آسيا، وهي الجماعة التي ألقي باللوم عليها في تفجيرات بالي. ومن المعروف أنه قد تلقى تدريبًا عاليًا وقضى بعض الوقت في أفغانستان وباكستان وجنوب الفلبين.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز لقناة ناين نتورك الشهر الماضي إن الإفراج المبكر عن باتيك “سيسبب المزيد من القلق لعائلات الضحايا الأستراليين في تفجيرات بالي.”
وقال أليف ساتريا وهو باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مقره جاكرتا، إن أستراليا ترفض منح الإعفاء لباتيك لأن التوقيت يصادف إحياء الذكرى العشرين لتفجيرات بالي و”ينظر إلى الأمر على أنه لا يراعي مشاعر عائلات الضحايا الأستراليين الذي قضوا في التفجيرات “.