البرازيل شهدت انتخابات رئاسية “ساخنة”
- لولا يخوض سادس معركة انتخابية رئاسية للفوز بولاية ثالثة
بعد فرز أكثر من 70% من الأصوات في الانتخابات البرازيلية، حصل الرئيس اليميني المنتهية ولايته جايير بولسونارو على 45.5% من الأصوات، مقابل 45.7% حصل عليها الرئيس السابق اليساري إيناسيو لولا دا سيلفا، فيما تتواصل عمليات فرز الأصوات.
ويرى خبراء أن تقارب نسب التصويت، سيؤدي إلى انعقاد جولة ثانية من الانتخابات بين الرئيسين السابق، والمنتهية ولايته.
وأدلى الناخبون البرازيليون الأحد، بأصواتهم في انتخابات رئاسية شهدت توترا شديدا يأمل فيها الرئيس السابق اليساري إيناسيو لولا دا سيلفا بالفوز من الدورة الأولى على الرئيس اليميني المنتهية ولايته جايير بولسونارو الذي هدد برفض الاعتراف بالنتائج.
وأدلى المرشحان لولا (76 عاما) وبولسونارو (67 عاما) بصوتيهما في الصباح الباكر.
وتشكلت صفوف انتظار أمام مراكز الاقتراع وقف فيها ناخبون يرتدون ملابس بلون العلم الوطني تأييدا لبولسونارو، وآخرون يرتدون الأحمر تأييدا للولا.
وأدلى الرئيس اليساري الأسبق (2003-2010) بصوته في ساو برناردو دو كامبو، الضاحية العمالية لساو باولو، حيث اشتهر بكونه زعيمًا نقابيًا.
وقال لولا الذي يخوض سادس معركة انتخابية رئاسية للفوز بولاية ثالثة بعد 11 عامًا من مغادرته الحكم مع شعبية غير مسبوقة “بالنسبة إلى، إنها الانتخابات الأكثر أهمية”.
وصرح معلقا على الانقسام الذي يسود البرازيل “لم نعد نريد كراهية وخلافات، نريد بلدا في سلام”.
وبعد قليل أدلى بولسونارو (67 عاما) بصوته في ريو دي جانيرو مرتديا قميص المنتخب الوطني لكرة القدم الأصفر والأخضر فوق سترة واقية من الرصاص، ولوح مرة جديدة بإمكان الطعن في النتائج.
وقال الرئيس المنتهية ولايته الذي انتقد مرارا نظام الاقتراع الإلكتروني “إذا كانت الانتخابات نظيفة، لن تكون هناك أي مشكلة. ولينتصر الأفضل! “.
وظهرًا، أكد رئيس المحكمة الانتخابية العليا، الكسندر دي مورايس، أن التصويت يجري “دون مشكلات، في هدوء تام” وحرص على “إعادة تأكيد موثوقية وشفافية” نظام الاقتراع الإلكتروني.
وتوقع آخر استطلاع للرأي أجراه معهد داتالوفها فوز لولا بحصوله على 50% من الأصوات مقابل 36% لبولسونارو.
ومع إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة الخامسة مساء (20، 00 ت غ)، تجمع أنصار كلا المرشحين لمتابعة النتائج.
مرحلة فوضى
امتدت طوابير انتظار طويلة منذ الصباح الباكر أمام مراكز الاقتراع وخصوصا في العاصمة برازيليا.
وقالت الديزي دوس سانتوس ربة العائلة الأربعينية ردا على أسئلة وكالة فرانس برس في برازيليا “أنا مسيحية ولا أصوّت إلا للمرشحين المؤيدين لما ورد في الكتاب المقدس، إذًا أصوت لبولسونارو”.
وفي ريو دي جانيرو، أعلنت كايا فيراري عالمة النفس المتقاعدة البالغة 67 عاما باختصار ووضوح “أكره بولسونارو”.
في ساو باولو، قالت لوسيا استيلا دا كونسيساو، وهي متقاعدة “كوني امرأة سوداء، صوتت لمرشح ملتزم مكافحة التمييز” بعد أن أدلت بصوتها لصالح لولا.
وتابعت “نعيش في مرحلة فوضى، وآمل أن يجري كل شيء على ما يرام اليوم، والا تحدث اضطرابات”.
تم فتح بعض مراكز الاقتراع في مواقع غير معتادة، مثل فندق فخم على شاطئ كوبا كابانا في ريو.
وقالت جوليانا تريفيسان لوكالة فرانس برس “إنها المرة الأولى التي أدلي فيها بصوتي في فندق. من الجيد أن يرى السائحون أننا في ديموقراطية أو أننا على الأقل نناضل من أجل حمايتها”.
تعزيز الأمن
وشهدت هذه الانتخابات الحاسمة لمستقبل الديموقراطية في البرازيل، مواجهة شديدة بين المرشحين الأبرز حجبت تماما المرشحين التسعة الآخرين الذين لم يكن لهم حضور يذكر.
وقال أدريانو لورينو المحلل لدى مكتب بروسبيكتيفا للاستشارات لوكالة فرانس برس إن “السؤال المطروح يتعلق بمعرفة ما إذا ستجري دورة ثانية أم لا، من المستحيل التكهن بذلك”.
وفي حال فوز لولا، سيشكل ذلك عودة إلى الحياة السياسية لم يكن يأمل بها بعد سجنه المثير للجدل في قضايا فساد.
وسعيا للفوز من الدورة الأولى، دعا فريق لولا إلى “التصويت بصورة مفيدة”، دون خوض أربعة أسابيع إضافية من الهجمات الضارية حتى الدورة الثانية في 30 تشرين الأول/أكتوبر.
أما في حال تنظيم دورة ثانية، فسيسمح ذلك لبولسونارو بتعبئة مؤيديه والتقاط أنفاسه.
ونشر على حسابه على تويتر رسائل دعم تلقاها من حلفائه النادرين، مثل نجم كرة القدم نيمار والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي دعا البرازيليين إلى “إعادة انتخاب أحد أعظم الرؤساء في العالم”.
وقال لورينو “أعتقد أن بولسونارو سيطعن في النتيجة إذا خسر، لكن هذا لا يعني أنه سينجح. الأسرة الدولية ستعترف بالنتيجة بسرعة”.
ولوح الرئيس المنتهية ولايته بتحرك عنيف، ما أحيا مخاوف من وقوع أحداث شبيهة بالهجوم على مبنى الكابيتول في واشنطن في كانون الثاني/يناير 2021 بعد هزيمة ترامب في الانتخابات.
ولم تصدر أي مؤشرات قلق من جانب الجيش، وأعلنت الولايات المتحدة أنها “ستتابع عن كثب” الانتخابات. ونشر أكثر من 500 الف عنصر من قوات حفظ النظام تولوا ضمان الأمن.
كما انتخب البرازيليون الأحد نوابهم الفدراليين الـ513 وحكام الولايات الـ27 ونواب مجالس الولايات. ويُنتخب هؤلاء المسؤولون كالرئيس لولاية من أربع سنوات. كما سيتم تجديد ثلث مقاعد مجلس الشيوخ الـ81 إنما لثماني سنوات.