عدد السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية وصل قرابة 210 ألفا منذ 11 سنة
- “500 ألف سوري عادوا إلى المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ إطلاق عملياتها في سوريا عام 2016
- يمكن لحامل جواز السفر التركي الدخول إلى 77 دولة حول العالم
- نسبة اللاجئين السوريين وصلت إلى 8.25 بالمئة من نسبة اللاجئين عالميا حتى نهاية عام 2019
عشرات الآلاف اللاجئين السوريين في تركيا حصلوا على الجنسية التركية خلال السنوات الماضية.
ولكن الكثير اليوم يعيش شعور بعدم الاستقرار والخوف من نتائج الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة.
والقرارات التي تضيق على إقامة السوريين خاصة بعد إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن تحضير أنقرة لمشروع يتيح العودة الطوعية لمليون سوري إلى بلادهم.
جاء ذلك خلال مشاركته عبر رسالة مصورة في مراسم تسليم منازل مبنية من الطوب في إدلب السورية، شارك فيها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.
ولفت الرئيس أردوغان إلى أن نحو “500 ألف سوري عادوا إلى المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ إطلاق عملياتها في سوريا عام 2016”.
وأضاف حينها “نحضر لمشروع جديد يتيح العودة الطوعية لمليون شخص من أشقائنا السوريين الذين نستضيفهم في بلادنا”.
وفي مقابلة خاصة مع الشاب أحمد سواس سوري من حمص حصل على الجنسية التركية قبل ثلاث أعوام كونه كان طالب هندسة إلكترون في جامعة سامسون في تركيا.
يقول “بعد تخرجي ورغم أنني حصلت على الجنسية التركية لم يكن هذا كافي إلى أنني أضمن مستقبلي وحياتي وكنت أعيش بقلق يومي خاصة أنه هناك الكثير من أصدقائي.
وأضاف “تم سحب الجنسية منهم وتم ترحيلهم كما يصف ويتابع من هننا قررت الهروب لتأمين حياتي وقمت بحجز تذكرة طيران إلى صربيا دون فيزا ولكن كنت مجبرا على أن تكون ذهاباً وإياباً من أجل التأكد من عودتي إلى تركيا”.
ويذكر الشاب أحمد أن كان التوتر و الخطر محفوف برحلته بشكل كامل حيث اضطر لإخفاء جميع أوراقه الشخصية بعد وصوله لصربيا من جواز سفر والبطاقة الشخصية وغيرها.
ولأن في حال عرف السبب من قبل السلطات الصربية سيدمر كل ما كان يخطط له لسنوات وكل ما كان يبينه في تركيا وحسب وصفه أنه في حال علمت الشرطة الصربية سيكون مصيره إبلاغ السلطات التركية وهذا ما سوف يعرضه لسحب الجنسية منه وربما يصل الأمر لترحيله.
كانت أكثر النقاط صعوبة و أخطرها عبر الحدود بين صربيا والمجر وفي حال تم القبض عليه يتم ترحيله إلى صربيا.
وكما يصف أنه كان مع مجموعة لأشخاص من دول مختلفة وتم القبض عليهم لعشرات المرات حسب وصفه وما زالوا يحاولون الوصول لأوربا.
ويصف أحمد أن رحلته كانت لمدة أسبوعين كونه كان هناك تشديد كبير من قبل دوريات الحراسة وكلاب بوليسية مدربة وكاميرات حرارية مما جعل الرحلة محفوفة بالمخاطر وصعبة وبعد محاولات صعبة و المكوث لساعات طويلة في الغابات وبين مياه الصرف الصحي استطاع الشاب أحمد الوصول إلى النمسا والتي كان يخطط الوصول إليها
أما حول تكلفة الرحلة يقول “هناك أسعار مختلفة في حال كان يريد الشخص الوصول إلى النمسا فقط يختلف تماما وفي حال كان الأمر يتطلب الوصول إلى هولندا عبر ألمانيا يكون المبلغ أكبر.
ودفع الشاب أحمد 4000 دولار أمريكي ولكن يذكر أنه تنقص حسب البازار والمهرب، وتعد النمسا أسهل الدول تهريبا من صربيا.
ويكمل بعد وصوله إلى هناك كأنه كان مقيد وأصبح في حرية حسب ما يصف شعوره بعد القلق والتوتر والخوف واختياره بالتنازل عن الجنسية التركية والبقاء بجنسيته الأم السورية
ويصل عدد السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية اليوم إلى قرابة 210 ألفا منذ 11 سنة، وفق تقديرات تعود لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، تعود إلى يونيو الحالي.
وفي حديث مع سمر والتي رفضت الإفصاح عن اسمها الكامل خوفا من سحب ملفها في مرحلته الأخيرة لـ”الجنسية التركية وتقول : “أصبحت اليوم في المرحلة الأخيرة في الحصول على الجنسية التركية وهذا يعني اقتربت رحلة خروجي من تركيا”، وتخطط بعد حصولها عليها ترتيب رحلتها للبحث عن بلد أكثر أمان لها و لأطفالها كونها تريد تأمين حياة مستقبلية أمنة لهم.
وتقول “القرارات التركية الأخيرة وخاصة بما يهم التطبيع مع النظام السوري واقتراب الانتخابات التركية هي خوف وكابوس لي و لأطفالي من ترحيلي كوني مطلوبة للنظام السوري لأنني عملت ناشطة في بلدي حمص سابقا”.
وأضافت “سمعت مؤخرا أن الحكومة التركية تخطط لإعادة السوريين إلى مناطق تجريبية بينها مدينتي حمص”، وتكمل حول المستقبل التي تخطط له كونها هي الأب و الأم الوحيد لطفلتيها لانا و لين وخاصة بعد اعتقال زوجها منذ عام 2013 كونها كانت ناشطة وتقول، “كنت يومها السبب ربما ولكن كنت قد أخذت عهد على نفسي لتأمين أفضل مستقبل لأطفالي.
وتخطط بعد حصولها على الجنسية خلال فترة زمنية قريبة جدا للخروج نحو النرويج اعتمادا على الجنسية التركية، وتبحث بشكل مستمر عن الطرق التي يمكن عبرها الوصول إلى هناك.
وتواصل حديثها بأن أكثر ما يجعلها تخطط للخروج رغم أنها أصبحت بالمرحلة الأخيرة من الحصول على الجنسية التركية هو الخطاب العنصرية المستمر من قبل الشعب و حتى الأطفال الأتراك تجاه أطفالها والذي جعل لديهم حالة نفسية سيئة رافضين إكمال تعليمهم لكونهم سوريين.
وتقول “الشعب التركي وحتى الحكومة لا تفرق بالعنصرية والخطاب والكراهية المستمرة بين سوري حاصل على الجنسية ولا سوري لم يحصل عليها إنما يخاطبونا على أننا ( سوريلي ) وهذه الكملة التي أصبحنا نسمعها في كل مكان والتي أصبحنا نشعر منها بدرجة أقل منهم لكوننا فقط سوريين”، وتواصل “أنني رغم حصولي على الجنسية قريبا أشعر أنني ما زلت أجنبية في هذا البلد”.
وتدفع الظروف الحالية في تركيا، من غلاء المعيشة وحالات العنصرية والتضييق على السوريين، العديد منهم ممن يحملون الجنسية لسلك طرق التهريب أملاً بملاذٍ آمن ومستقر.
وفي حديث مع فهد الجابري من مدينة منبج يقول، “تم طلبي للجنسية التركية قبل عام كوني تخرجت من جامعة غازي عنتاب فرع كلية الهندسة المدنية و أتقنت اللغة التركية بشكل جيد جدا و أصبح لدي علاقات اجتماعية مع الأتراك بشكل أكثر من جيد ولكن كنت قد قدمت عبر برنامج المفوضية السامية للأمم المتحدة في تركيا قبل أعوام وأجريت المقابلة في أنقرة عام 2016 ومن ثم تناسيت الأمر لأن إعادة التوطين لبلد ثالث يأخذ الكثير من الوقت.
وأضاف، “قبل تخرجي من جامعة غازي عنتاب عام 2021 تفاجئت باتصال من قبل رقم ينتهي برقم 7000 وهذا الرقم المعروف بين الذين لديهم ملفات إعادة التوطين في تركيا لبلد ثالث برقم (الحلم ) كونه يتم تحديد المقابلة معهم او تحديد الدولة وأخبرني الموظف عبر اتصاله بي انه تم تقديم ملفك إلى هولندا وكان يريد جواب قبولي أو رفضي لتقديم الملف وللحظة الأولى كنت متوتر كوني كنت قد طلبت للجنسية التركية قبل شهر واحد فقط من قبل دائرة الهجرة في غازي عنتاب وهنا كان خيار مصيري لي إما أن أهدر ما بذلته من حياتي أي أكثر من ثماني سنوات في تركيا كوني تعلمت اللغة و تخرجت و أصبحت على أبواب الجنسية ولكن كنت بتلك اللحظة مجبر على اتخاذ القرار من عقلي وليس قلبي لأن هذه الفرصة لن تعوض بالنسبة لي ويحلم بها ألاف السوريين و وافقت و أكملت جميع الإجراءات مع الوفد الهولندي وبانتظار رحلتي نحو هولندا في سبتمبر القادم”.
ويواصل حديثه عن حزن ما زال في قلبه كونه بعد سعي لثماني سنوات عقب دخوله تركيا وتعلم اللغة والاندماج والتخرج إلا أنه عنما كان يحاول التقدم لعمل مع شركات تركية يتم رفضه لكونه سوري ويتم تفضيل الشب التركي عنه رغم خبرته الكبيرة في هذا المجال أكثر من الشبان الأتراك وكان أحد الأوائل على دفعته بين الشبان الأتراك ويواصل بقوله، “رغم أنني كنت على أبواب الجنسية التركية ولكن رفضتها لأنني اعلم لن تكون ضامن لي لإكمال حياتي بشكل أمن وفضلت أن أهدر من عمري ثماني سنوات مقابل بدء حياة على أمل أن تكون في بلد إنساني أكثر، ليس بلد يقوم بتهديدنا كل يوم بتصريحات جديدة و أحزاب أصبح همها هو ملف السوريين و شعب لم يتقبلنا وعنصرية اعتدنا عليها كل صباح و مساء وكل مكان ويكمل رغم أنه جميع أصدقائي حصلوا على الجنسية التركية إلا أنهم جميعهم اليوم إما خرجوا نحو أوربا عبر هذه الجنسية والتي اعتبروها هي منفذ لأوروبا أو هم الان عاطلين عن العمل ويتم معاملتهم على أنهم سوريين رغم حصولهم على جنسية البلد التركي
ويمكن لحامل جواز سفر تركيا الدخول إلى 77 دولة حول العالم من دون الحاجة إلى استصدار تأشيرة دخول، كما يمكن لحامله أن يسافر إلى 33 دولة والحصول تلقائياً على الفيزا عند الوصول إلى المطار.
وفقاً لـ “قانون المواطنة التركي” رقم 5901، يسمح التخلي عن الجنسية التركية من أجل الحصول على جنسية أخرى، بناء على طلب من صاحب العلاقة.
ويشترط الحصول على الجنسية التركية أن يكون ناضجا ولديه القدرة على التمييز ووجود مؤشرات مقنعة للحصول على جنسية البلد الآخر، وألا يكون مطلوبا جنائياً بسبب جريمة أو خدمة عسكرية وعدم وجود أي قيود مالية أو جزائية.
وتُفقد الجنسية التركية بقرار من السلطة المختصة لمن ثبت أنهم ارتكبوا الأفعال المضرة بالدولة، وهي مدرجة في القانون التركي بموجب المادة 29 من قانون المواطنة.
الجدير ذكره، أن نسبة اللاجئين السوريين وصلت إلى 8.25 بالمئة من نسبة اللاجئين عالميا حتى نهاية عام 2019، لتصنف سوريا بذلك بلد المنشأ الأول للاجئين منذ العام 2014.
وذكر تقرير “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” الصادر مؤخرا، أن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى نحو 6.6 مليون لاجئ موزعين في 126 دولة، ويتركز 83 بالمئة من اللاجئين السوريين في دول المنطقة العربية والجوار السوري.