روسيا ترفض تمديد إرسال المساعدات إلى سوريا دون موافقة دمشق
- استخدمت روسيا حق النقض على مشروع قرار لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية لسوريا
- يتزايد قلق سكان محافظة إدلب الذين يعيشون في فقر مدقع
حذر سكان شمال غرب سوريا المحاصر، السبت، من “كارثة” إنسانية غداة استخدام روسيا حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية اليهم.
واستخدمت روسيا حق النقض الجمعة خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لسوريا بدون موافقة دمشق لعام واحد، ولم تقبل موسكو سوى تمديد لستة أشهر.
واعتبر مازن علوش، مدير مكتب العلاقات العامة في معبر باب الهوى (شمال غرب) في تصريح لوكالة فرانس برس أن “استخدام الفيتو من قبل روسيا هو تطبيق حرفي لسياسة الحصار والتجويع التي تمارسها روسيا في كافة المناطق السورية”.
وأوضح أن “عدم اتخاذ أي قرار أو اجراء فعلي لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود هو مقدمة لمجاعة لا يمكن السيطرة عليها وتهديد مباشر للأمن الغذائي لأكثر من أربعة ملايين مواطن” يعيشون في شمال غرب سوريا.
وينتهي سريان الآلية الأحد، في حين يتزايد قلق سكان محافظة إدلب التي تضم غالبية من النازحين الوافدين من بقية المناطق السورية والذين يعيشون في فقر مدقع.
وقال عبد السلام يوسف “الجميع يعرف أن أغلب سكان المخيمات يعتمدون اعتمادا كاملا على هذه المساعدات”.
احتاج نحو 13,4 مليون شخص في أنحاء سوريا إلى المساعدة خلال العام 2021
وأضاف هذا النازح الآتي من جنوب إدلب أن الفيتو الروسي شكل “فاجعة كبرى بالنسبة لي”.
وأشارت فطيم (45 عاماً)، وهي نازحة وأم لأربعة عشر ولداً “إذا أغلق معبر باب الهوى وانقطعت (مواد) الإغاثة سنموت”، مضيفة “دمروا منازلنا وشردونا”.
والآلية الأممية سارية منذ عام 2014 وتسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية لأكثر من 2,4 مليون نسمة في منطقة إدلب (شمال غرب) الخاضعة لسيطرة جماعات جهادية ومعارضة.
وعبرت الحدود خلال العام الحالي وحده أكثر من 4600 شاحنة مساعدات، حملت غالبيّتها مواد غذائية، وفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
ومعبر باب الهوى هو الوحيد الذي يمكن عبره نقل مساعدات إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في إدلب (شمال غرب) ومحيطها، من دون المرور في مناطق سيطرة الحكومة السورية. وتستخدمه الأمم المتحدة منذ العام 2014.
وقال مراسل وكالة فرانس برس في المكان أن المعبر كان مغلقا السبت لمناسبة عيد الاضحى.
وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا مارك كتس لوكالة فرانس برس السبت “آمل أن يجتمع مجلس الأمن مرة أخرى قريبا ويتفق على المضي قدما”.
وتعدّ عملية إيصال المساعدات ملحّة مع بلوغ الاحتياجات الإنسانية في سوريا أعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع عام 2011 والذي أودى بنحو نصف مليون شخص وأدى الى تشريد وتهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
واحتاج نحو 13,4 مليون شخص في أنحاء سوريا إلى المساعدة خلال العام 2021، مقارنة بـ11,1 مليونا عام 2020، وفق الأمم المتحدة.