بسبب البلاستيك.. ثاني أكسيد الكربون يرتفع بنسبة 50 في المائة

  • يتم استخدام ما يقرب من 500 مليار كيس بلاستيكي على نطاق عالمي سنويا
  • أكثر من 250 نوعًا من الحيوانات عالقا في بقايا البلاستيك التي يرمي بها الإنسان في البحر
يعاني النظام البيئي العالمي، والنظام البيئي البحري على وجه الخصوص بشكل كبير من التلوث البلاستيكي.
وكشفت منظمات غير حكومية في تقارير عام 2022 أن 31 نوعًا من الثدييات البحرية قد ابتلعت فضلات بلاستيكية في البحر، بينما تناول أكثر من 100 نوع من الطيور البحرية المصنوعات البلاستيكية.
وأصبح أكثر من 250 نوعًا من الحيوانات عالقا في بقايا البلاستيك التي يرمي بها الإنسان في البحر أو على الشواطئ.
وأعلنت التقارير البيئية عن اكتشاف معدلات تشابك تقارب ثمانية بالمائة بالنسبة لعض الحيوانات البحرية على غرار أسد البحر وأنواع من الفقمة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من البرتغال “للأسف، أخذنا المحيط كأمر مسلم به. نحن نواجه حالياً ما يمكن أن أطلق عليه حالة طوارئ للمحيطات”.

وأضاف في كلمته الافتتاحية  في مؤتمر بلشبونة حيث يعقد اجتماع بدعوة من الأمم المتحدة للعمل على تجنب “الآثار المتتالية التي تهدد البيئة والإنسانية”، وذلك بالتزامن مع دعوة مجموعة السبع في ألمانيا إلى العمل معاً لتسريع جهود مكافحة أزمة المناخ مع ضمان الأمن الطاقي.

وقال أمين عام الأمم المتحدة “لقد فشلنا في الحفاظ على المحيطات ستكون له آثار متتالية”.

التلوث البلاستيكي كارثة عالمية وللأسف كارثة من صنع الإنسان. هل تعلم أنه يتم استخدام ما يقرب من 500 مليار كيس بلاستيكي على نطاق عالمي، الأمر الذي يخلق تأثير ضار للغاية على البيئة والحياة البرية وصحة الإنسان بالفعل.

وتؤدي المحيطات التي تغطي أكثر من ثلثي سطح الأرض، دوراً رئيسياً في الحياة على الأرض من خلال التخفيف من آثار أزمة المناخ.

وازدادت الانبعاثات بسبب التلوث بثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 % خلال الستين عاماً الماضية 2020 و 2021،  حيث أصبح البحر أكثر حموضة، ما يشكل تهديداً لاستقرار سلاسل الغذاء المائية وتراجعت قدرة المحيطات على حبس المزيد من الكربون.

ومع امتصاصها أكثر من 90 % من الحرارة الزائدة الناجمة عن أزمة المناخ، تواجه المحيطات موجات حرّ بحرية شديدة تدمر الشعاب المرجانية المهمة جداً فيما تنتشر مناطق ميتة محرومة من الأكسجين.

وقالت شارلوت دي فونتوبير الخبيرة الرئيسية في الاقتصاد الأزرق في البنك الدولي “لقد بدأنا للتو فهم مدى تأثير أزمة المناخ على صحة المحيطات”.

بالمعدل الحالي، سيزداد التلوث البلاستيكي ثلاث مرات بحلول العام 2060، إلى مليار طن سنوياً، وفقاً لتقرير حديث لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

وحالياً، تتسبب جزيئات البلاستيك الدقيقة في نفوق مليون طائر وأكثر من 100 ألف من الثدييات البحرية كل عام.

وأعلنت “دبي تبادر” للاستدامة، المبادرة التي أطلقها  الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في فبراير الماضي، عن نجاح الجهود المشتركة للسكان والزوار وبمشاركة واضحة من مختلف قطاعات المجتمع، في تقليل استخدام أكثر من مليون قارورة بلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بسعة 500 مل.

ونجحت المبادرة خلال 100 يوم بالتعاون مع الشركاء والجهات المعنية، في تقليل استخدام ما يعادل مليون و77 ألفاً و474 قارورة بلاستيكية مستخدمة لمرة واحدة، كما سجلت استهلاك سكان وزوّار دبي نحو 539 ألف لتر مياه من أجهزة توزيع مياه الشرب المجانية التي تم نشرها في الأماكن العامة وضمن مناطق مختلفة من المدينة.

كانت الصين، حتى وقت قريب، الوجهة المفضلة للتخلص من النفايات، تحت اسم «تجارة المواد القابلة للتدوير»، واستقبلت وحدها نحو 45 في المائة من نفايات العالم البلاستيكية منذ سنة 1992، إلا أن كل شيء تغيّر بعد قرار الحكومة الصينية تطبيق إجراءات تصاعدية في سياستها المعلنة لتقييد استيراد المخلفات القابلة للتدوير، وزيادة التفتيش على خلو الواردات من الشوائب والمواد الملوثة منذ مطلع سنة 2018.

دفعت هذه الخطوة الصينية، إلى جانب الدراسات المتزايدة حول انتشار التلوث البلاستيكي، لا سيما في المحيطات، دول العالم إلى مواجهة التكلفة الحقيقية لإدمان استخدامها البلاستيك، وأثرت إيجاباً على الثقافة العالمية التي تتجاهل عادة مصير النفايات المطلوب التخلص منها. وبينما تقدم أنواع كثيرة من البلاستيك خدمات مفيدة تدعم التطور الاقتصادي والاجتماعي، وتقلل من استنزاف موارد أخرى، تشكّل المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة، مثل عبوات المياه وأكياس التسوق، معظم كمية النفايات البلاستيكية المشكو منها.

وأخذت كثير من البلدان تتبنى خيارات أفضل لإدارة النفايات، مثل توسيع قدرات المعالجة في أميركا الشمالية وأوروبا، وتحفيز المصنعين على جعل منتجاتهم أكثر قابلية لإعادة التدوير. وعلى صعيد العمل المشترك، وافقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، خلال محادثات جرت في نيروبي خلال شهر مارس  2018، على الحد بشكل كبير من تداول البلاستيك ذي الاستخدام الواحد، كالأكياس والقوارير والأكواب، بحلول سنة 2030.