من شرق آسيا إلى غربها.. أشباح داعش تتشابه في جرائمها
توجد أوجه شبه غريبة بين حصار تنظيم داعش الإرهابي لمدينة الموصل العراقية ومدينة ماراوي جنوب الفلبين.. في الواقع، حاولت فرقة شرق آسيا التابعة لداعش، تكرار نموذج الموصل في ماراوي.
على الرغم من أن عدد سكان الموصل كان أكبر بعشرة أضعاف من سكان ماراوي، إلا أن هناك العديد من أوجه التشابه.
حوصرت الموصل وماراوي وكلاهما مدينتان رمزيتان، في الفترة التي سبقت شهر رمضان حيث تعهد المسلحون الذين شاركوا في الحصارين بالقتال حتى موتهم.
أخذ داعش رهائن وأعدم مسيحيين ومسؤولين حكوميين واستخدم آخرين كدروع بشرية ودنس داعش الكنائس والمؤسسات الدينية غير الإسلامية وغيرها من المعالم التاريخية.
كانت القوة المهاجمة لداعش أصغر بكثير لكنها طغت على أفراد الجيش والشرطة الذين كانوا يحمون المدينتين.
حتى الآن تعاني كل من الموصل وماراوي من نزوح أغلبية سكانها ولا تزال عمليات إعادة الإعمار مستمرة بمعدلات بطيئة.
تم تحرير الموصل، إحدى أكبر مدن العراق، من سيطرة داعش في 10 يوليو 2017، بعد أكثر من ثلاث سنوات بقليل من هجوم قوة قوامها ما بين 800 و 1500 من مقاتلي داعش على المدينة.
خلق الاستيلاء على الموصل والاحتفاظ بها فرصة للبغدادي إعلان الخلافة في 29 يونيو 2014 حيث كان هدف إيسنيلون هابيلون، زعيم تنظيم داعش في الفلبين، هو السيطرة على ماراوي على أمل أنه سيتم إعلان ولاية (إقليم) آسيا.
تم تحرير ماراوي من سيطرة داعش في أكتوبر 2017 بعد خمسة أشهر من المواجهات بين قوات الأمن الحكومية الفليبين التي خاضتها مع عناصر موالية لتنظيم داعش كانت قد اقتحمت أحياء منها وفرضت سيطرتها عليها.
تم تحرير الموصل وكُسر حصار داعش لماراوي لكن ذلك أتى بتكلفة اجتماعية واقتصادية هائلة بلغت عدة مليارات من الدولارات بعد تدمير المنازل والممتلكات التجارية والبنى التحتية للمرافق بالاضافة إلى فقدان الآلاف من الأرواح.
مثل الموصل.. لن تكون ماراوي كما كانت مرة أخرى.