الشركس يحييون ذكرى الحداد السنوية

  • قتلت روسيا 90 بالمئة من الشركس في إبادة جماعية
  • يحي الشركس يوم 21 مايو من كل عام ذكرى الحزن

يحي اليوم الشركس في مختلف المناطق التي تم تهجيرهم إليها قسرا، الذكرى السنوية لإبادتهم الجماعية والذي يعرف بـ “الحداد الشركسي“.

واتبعت روسيا سياسة التغيير الديموغرافي، خلال القرن العشرين، حيث قامت بتهجير 1.5 مليون شركسي من مدن “سوتشي” و”توابسي” و”سخومي” الساحلية، إلى مناطق فارنا وصامسون وسينوب وطرابزون.

وأثناء الحقبة السوفيتية واجه تتار القرم جريمة الإبادة الجماعية والطرد القسري من أوطانهم وتواصلت جرائم روسيا القصرية ضد شعب تتار القرم إلى القرن الواحد والعشرين بضم روسيا بعض مدنهم الأصلية عام 2014.

ويُعد الشركس من شعوب بلاد القوقاز، ويحد بلادهم من الشمال روسيا، ومن الجنوب تركيا، ومن الغرب البحر الأسود، ومن الشرق بحر قزوين. وقد أدى موقع هذه المنطقة الفريد إلى وقوعها منذ القدم تحت تأثير إمبراطوريات متنافسه.

ويحيي اليوم، تتار القرم ذكرى الإبادة السنوية، وهو “يوم الحداد الشركسي”، الذي يذكر بضحايا الإبادة الجماعية الشركسية التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية، والتي قتلت وشردت ما يزيد عن 97٪ من السكان الشركس الأصليين.

وكتب الناشط التتاري، كريم الرفاعي، الأحد، على حسابه الرسمي على تويتر تدوينة بمناسبة الحداد الشركسي.

وقال الرفاعي “اليوم هو يوم الحداد الشركسي ، الذي يتذكر ضحايا الإبادة الجماعية الشركسية التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية ، والتي قتلت وشردت ما يزيد عن 97٪ من السكان الشركس الأصليين. أجدادي ، مثل كثيرين آخرين ، رُحلوا إلى سوريا”.

 

وفي الحادي والعشرين من شهر مايو كل عام، يحي الشركس ذكرى يوم الحداد أو الحزن، وهو ذكرى اليوم الذي انتهت فيه حرب استمرت أكثر من 100 عام بين روسيا والشركس، ونتج عنها مقتل عدد كبير منهم وتهجير الكثيرين إلى الدولة العثمانية آنذاك.

فبين عامي 1763 و1864 شهد شمال القوقاز حربا استمرت 101 عام بين الروس وشعوب المنطقة، وصنفت تلك الحرب باعتبارها من أكثر الحروب دموية على مر التاريخ..

حيث انتهت تلك الحرب في 21 مايو عام 1864، بانتصار روسيا على شعوب القوقاز في وادي “كبادا” قرب مدينة “سوتشي” الشهيرة، المطلة على البحر الأسود.

وتفيد إحصائيات غير رسمية، إنه قضى خلال عمليات التهجير القسري بحسب البيانات ما بين 400-500 ألف شركسي، بسبب الأوبئة والجوع.
ونُفي معظم الشركس إلى منطقة من أوروبا، ثم هاجر قسم منهم من تلك المناطق إلى سوريا والأردن.

وتقع معظم منطقة الشركس التاريخية، حاليا، في جمهورية قراشاي شركيسيا الروسية.

وتذكر الجرائم الروسية التي يرتكبها بوتين ضد الشعب الأوكراني، منذ بداية الغزو في فبراير الماضي، بتلك الإبادة الجماعية التي إرتكبتها روسيا ضد الشعوب المجاورة لها، في تواصل لسياسة الإستعمار التوسعية، في ظل طموحات بوتين بإعادة أمجاد السوفيات الذي إنهار في التسعينات.