كبير أساقفة كانتربيري: هناك أسئلة أخلاقية حول إرسال طالبي اللجوء إلى خارج البلاد
أكد كبير أساقفة كانتربيري جاستن ويلبي في عظته بمناسبة عيد الفصح على أن خطة الحكومة لإرسال بعض طالبي اللجوء من المملكة المتحدة إلى رواندا هي “نقيض طبيعة الرب”.
وقال ويلبي إن قيامة المسيح ليست الوقت المناسب لـ “التعاقد من الباطن حول مسؤولياتنا”.
ودعا أيضاً إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا وتحدث عن قلقه إزاء أزمة تكاليف المعيشة.
وتقول الحكومة إن التغيير ضروري لحماية أرواح الناس من مهربي البشر.
وبموجب الخطة التي ستتكلف 120 مليون جنيه استرليني- والتي أعلنت هذا الأسبوع- فإن الأشخاص الذين اعتبروا بأنهم دخلوا المملكة المتحدة بصورة غير شرعية سيتم نقلهم جواً إلى رواندا في شرقي أفريقيا، حيث سيسمح لهم بالتقدم بطلبات للحصول على حق الإقامة.
ولقد واجهت الخطة معارضة واسعة. وطالبت أكثر من 160 منظمة خيرية وجماعة من جماعات الناشطين في هذا المجال الوزراء بإلغاء ما وصفته بالسياسة “الوحشية”. وانتُقدت الخطة كذلك من قبل أحزاب المعارضة وبعض الأعضاء في حزب المحافظين الحاكم.
أسئلة أخلاقية جدية
وقال ويلبي، في عظته التي ألقاها في كاثدرائية كانتربيري، إن هناك “أسئلة أخلاقية جدية حول إرسال طالبي اللجوء إلى خارج البلاد”.
وقال إن “التفاصيل هي للسياسة والسياسيين. أما المبدأ فعليه أن يصمد أمام حكم الرب، ولا يمكنه ذلك”.
وأضاف “ولا يمكنه أن يحمل ثقل مسؤوليتنا الوطنية كبلد تشكل بالقيم المسيحية، لأن تصدير مسؤولياتنا، حتى لدولة تسعى إلى الخير مثل رواندا، هو نقيض طبيعة الرب، الذي تحمل بنفسه المسؤولية عن أخطائنا”.
وقد دافعت الحكومة عن الخطة في مواجهة انتقادات كبير الأساقفة، قائلة إن المملكة المتحدة لديها “تاريخ مشرف” في دعم المحتاجين كما أن برامج إعادة التوطين وفرت “مسارات آمنة وقانونية لمستقبل أفضل” لمئات الآلاف من الأشخاص.
وقال متحدث باسم الحكومة: “لكن، العالم يواجه أزمة هجرة عالمية على نطاق غير مسبوق والتغيير مطلوب لمنع مهربي البشر الأشرار من تعريض حياة الناس للخطر ومن أجل إصلاح نظام اللجوء العالمي المعطوب”.
وقالت وزارة الداخلية إن رواندا “بلد آمن ومستقر” وستعالج الطلبات بما يتوافق مع قوانين حقوق الإنسان الدولية”.
واتضح الجمعة أن وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل اضطرت إلى تولي المسؤولية الشخصية عن الخطة، من خلال إصدار “توجيه وزاري” نادر وسط مخاوف من المسؤولين حيال عدم معرفة تكاليف الخطة بشكل دقيق وبالتالي لم تستطع الوزارة أن تقول ما إذا كانت الخطة مجدية ماليا.
ونشرت وزارة الداخلية الرسائل المتبادلة بين باتل ورئيس موظفي الوزارة، ماثيو رايكروفت، والتي وضح فيها موقفه.
وهذه هي المرة الثانية فقط التي تصدر فيها الوزارة مثل هذا التوجيه الوزاري خلال الثلاثين عاماً الماضية.
وقالت اتحادات موظفي الحكومة إن السياسة المتعلقة بالخطة “غير إنسانية” لكن المسؤولين سيكون عليهم إما تطبيقها أو المغادرة.
وتطرق كبير الأساقفة في عظته أيضاً إلى “أكبر أزمة عرفناها في تكاليف المعيشة”، قائلاً إن الأسر في عموم البلاد “تستيقظ على بيوت باردة وأمعاء خاوية”.
وقال إن الكفاح من أجل دفع تكاليف ضروريات الحياة هو أول ما يخطر ببالهم كل يوم وهم يشعرون بأنهم “غارقون تحت الضغوط”.
وأضاف كبير الأساقفة قائلاً أن الآخرين الذين فقدوا أحباءهم في الجائحة يصارعون بـ “شعور عميق ومتواصل بالضياع”، بمن في ذلك الذين لم يتمكنوا من وداع أحبائهم على النحو الذي يليق بهم.
وفي رسالة منفصلة بمناسبة عيد الفصح، أكد أمير ويلز على معاناة “ضحايا الصراع من الأبرياء”.
وقال الأمير تشارلز إن “قلبه يتمزق” على المحنة التي يعيشها أولئك الذين يجبرون على الفرار من منازلهم بسبب الصراع والاضطهاد.