“جنون ووحشية غير مسبوقة”.. هذا ما كشفه تقرير يكشف جرائم حرب روسيا
- القوات الروسية ارتكبت جرائم لا تعد ولا تحصى من اغتصاب جماعي واختطاف وقتل.
- قصفت روسيا مسرح ومستشفى للولادة.
- بوتين بالنسبة لبعض القادة الغربيين مجرم حرب.
كشف تقرير لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن بعض الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا قد تشكل “جرائم حرب”، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وذكر التقرير، الذي أعده محققون من 12 دولة، أن القوات الروسية ارتكبت جرائم لا تعد ولا تحصى من اغتصاب واختطاف وهجمات على أهداف مدنية، فضلاً عن استخدام ذخائر محظورة.
وأجرى المحققون تحقيقات في جميع البلدات والقرى التي تعرضت للقصف، وقالوا إن القوات الروسية ارتكبت “أنماط واضحة” لانتهاكات حقوق الإنسان.
كانت المحكمة الجنائية الدولية أعلنت أنها ستجري تحقيقًا في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا الشهر الماضي، كما أن هناك عدد من الدول تبحث في طريقة يمكن أن تساعد بها للأمم المتحدة في إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة موسكو على انتهاكاتها.
كما يمكن محاكمة الروس في محاكم الدول الأخرى بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، وهو المفهوم القانوني القائل بأن بعض جرائم الحرب يمكن مقاضاتها في أي مكان.
ويشير خبراء جرائم الحرب إلى أن محاسبة المتهمين في جرائم الحرب في أوكرانيا سيكون أسهل، بسبب التقدم التكنولوجي في أدوات الطب الشرعي مثل برامج تحديد الوجه، وتواجد عدد هائل من المحققين على الأرض في أوكرانيا.
وقالت ليلى السادات، أستاذة القانون الدولي بجامعة واشنطن في سانت لويس، والمستشارة القديمة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم ضد الإنسانية: “ستكون هناك محاكمات، وربما في جميع أنحاء العالم”.
“ستكون هناك محاكمات، وربما في جميع أنحاء العالم”
ليلى السادات، أستاذة القانون الدولي
ويعد التقرير الذي أصدرته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي منظمة مؤلفة من 57 عضوًا ومقرها في فيينا تضم روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، من أولى الدراسات المتعمقة لانتهاكات حقوق الإنسان خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ونظر المحققون في بعض أكثر الهجمات شهرة وأعمال العنف الأخرى في الحرب، بما في ذلك قصف روسيا لمسرح ومستشفى للولادة في مدينة ماريوبول المحاصرة، وكلاهما صُور في التقرير على أنهما جرائم حرب.
كما قاموا بالبحث في روايات عن أعمال عنف مروعة أخرى، وإن كانت أقل وضوحًا. وكتبوا: “هناك مزاعم عن عمليات اغتصاب جماعي، ارتكبها جنود روس في العديد من المناطق الأخرى في أوكرانيا”..
وقال مايكل كاربنتر، السفير الأمريكي في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن التقرير “يوثق قائمة الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا”.
من جانبه، رفض الكرملين نتائج التقرير، ووصفها بأنها “دعاية لا أساس لها”.
كان المدعون العامون الأوكرانيون وفريق من الخبراء الفرنسيين كشفوا عن مئات الجثث في قرية بوتشا بالقرب من كييف، بعد خروج القوات الروسية منها.
وقال الرئيس الأمريكي بايدن إنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يرتكب “إبادة جماعية” في أوكرانيا، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ الأمر يعود للمحامين الدوليين أن يقرّروا “ما إذا كانت الجرائم المرتكبة في أوكرانيا هي فعلاً إبادة جماعية أم لا.”
والأربعاء، قالت المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند “أعتقد أنّه بمجرّد أن نتمكّن من جمع كلّ الأدلة، سنخلص في النهاية إلى نفس النتيجة التي توصّل إليها الرئيس بايدن، لأنّ ما يحدث على الأرض ليس صدفة”.
وأضافت “هذا قرار متعمّد اتّخذته روسيا وقواتها لتدمير أوكرانيا وسكّانها المدنيين”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء: “ما يحدث هو جنون، إنها وحشية غير مسبوقة”.
ولم يستبعد الخبراء القانونيين إمكانية توجيه لائحة اتهام إلى بوتين، الذي انتقده بالفعل بعض القادة الغربيين باعتباره مجرم حرب. وإذا تم توجيه تهم جنائية إليه من قبل محكمة خارج روسيا، فمن المحتمل أن يعني ذلك أنه سيتعين عليه تقييد سفره الدولي من أجل تقليل مخاطر الاعتقال المحتمل.