البابا ينتقد مالطا خلال زيارة لها ويدعو للاستجابة لأزمة “الهجرة الطارئة” التي فاقمتها الحرب في أوكرانيا
- وأعرب الحبر الأعظم في كلمة عن أسفه
- اصطفت حشود المؤمنين على امتداد مساره في شوارع العاصمة
دعا البابا فرنسيس في مالطا المجتمع الدولي إلى استجابات واسعة على خلفية “حالة الهجرة الطارئة” جراء الحرب في أوكرانيا التي أثارها، على قوله، “بعض الأقوياء” الذين يسيرون حسب “مصالح قومية”.
وأعرب الحبر الأعظم في كلمة ألقاها في مستهل زيارة إلى مالطا أمام الرئيس جورج فيلا عن أسفه لأنه “من شرق أوروبا، من الشرق حيث يشرق النور أولاً، جاء اليوم ظلام الحرب”.
وأضاف “بعض الأقوياء الذين سجنوا أنفسهم في ادعاءات مصالح قومية عفا عليها الزمن آثار الصراعات وسببها مرة أخرى” في إشارة لا لبس فيها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدون أن يسميه.
كما استنكر “إغراءات الاستبداد” و “الإمبريالية الجديدة” التي تهدد العالم بـ “حرب باردة” “لا تجلب إلا الموت والدمار والكراهية”.
وأمام هذا النزاع الذي دفع بأكثر من 4,1 ملايين أوكراني إلى مغادرة بلادهم، دعا إلى “حلول عالمية” للرد على تدفق الفارين من سائر أنحاء البلاد.
وأوضح البابا: “لايمكن لبعض الدول أن تتحمل كل المشكلة وحدها، والاخرون لا يبالون” وفي ذلك انتقاد واضح لسياسة الهجرة في مالطا التي لطالما اتهمت بإغلاق موانئها أمام سفن المنظمات غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين العالقين في البحر المتوسط خلال عبورهم إلى أوروبا.
“قريب من الناس”
تقع مالطا بين جزيرة صقلية الإيطالية وتونس، وهي أصغر دول الاتحاد الأوروبي وتشكل بوابة دخول إلى اوروبا لمهاجرين يسلكون طريق المتوسط.
وقال برنارد فاليرو الدبلوماسي السابق والخبير في شؤون المتوسط لوكالة فرانس برس “لمالطا أبعاد رمزية على أصعدة عدة، فموقعها في وسط المتوسط مسرح مأساة الهجرة، وتاريخ الجزيرة نفسها زاخر بعمليات غرق سفن وبالقديس بولس وبموجات الهجرة، مع رمزية دينية كبيرة”.
ويلتقي البابا أيضا مهاجرين في مركز استقبال في هال فار في جنوب البلاد. وخلال مؤتمره الصحافي التقليدي خلال الرحلة التي تعيده إلى روما، قد يتطرق الحبر الأعظم الى الحرب في أوكرانيا التي ندد كثيرا بها.
وكان يفترض أن يتوجه البابا إلى مالطا العام 2020 لكن الزيارة أرجئت بسبب جائحة كوفيد. وخضع البابا في 2021 لعملية في القولون وألغى في شباط/فبراير التزامات بسبب “ألم حاد في الركبة”.