غالبية المتطوعين في مبادرة “متحدون من أجل أوكرانيا من النساء الأوكرانيّات
كلّما طالت أيام الحرب في أوكرانيا، كلما ارتفع عدد الضحايا واللاجئين وكذلك عدد المشرّدين والمحرومين من الأمان والملاذ.
تحسساً مع كل أولئك المتضررين من الحرب والمظلومين بشرها، بادرت شابتان أوكرانيتان تقيمان في الخارج مع عدد من مواطنيهم وأصدقائهم في بلدان الاغتراب إلى إطلاق مبادرة “متّحدون من أجل أوكرانيا” عبر موقع unitedforukraine.org وذلك لجمع المساعدات وتقديم الدعم على أنواعه لكلّ من شرّدتهم الحرب وهجّرتهم عبر الحدود الأوكرانيّة.
تواصلت أخبار الآن مع أولغا ونينا للوقوف على ما يمكن لمبادرتهما أن تقدمه لمن هم بحاجة وفي المقابل لمساعدتهما على حشد الدعم المادي وغير المادي لمواجهة تدهور الأوضاع الإنسانيّة في أوكرانيا. فأي نوع من المساعدة يمكن لمبادرة “متحدون من أجل أوكرانيا” أن تقدّمه للهاربين من نيران الحرب؟ وكيف يمكن دعمها من قبل الراغبين بالمساعدة؟
تتحدّث أولغا عن مشروعها ومشروع صديقتها نينا فقد تمّ إطلاق مبادرة “متحدون من أجل أوكرانيا” “من قبل مجموعة من الأصدقاء والزملاء والأشخاص في الخارج، وخصوصاً من الأوكرانيين في اليوم نفسه الذي اندلعت فيه الحرب. اجتمعنا لنفكّر في كيفية تقديم الدعم وماذا يمكننا أن نفعل، حاولنا أولاً فهم المشكلات الأكثر إلحاحًا وبدأنا على الفور في تطوير موقع على الإنترنت من شأنه أن يساعد اللاجئين كما يوفّر المعلومات لجميع المهتمين بكيفية المشاركة في المهمّة ومساعدة الأوكرانيين على الأرض والذين يهربون من البلاد، بالإضافة إلى تقديم الدعم القانوني لأولئك الذين يدخلون دولاً أخرى”.
وتضيف نينا “استغرقنا ذلك بضعة أيام وقد تمكنا أخيراً من إنشاء منصّة ترحّب بكل المبادرات التي تحدث حاليًا في أوكرانيا للإنضمام إلينا وذلك بهدف رئيسي واحد وهو مساعدة الأشخاص الذين يبحثون الآن عن المساعدة. لدينا حالياً أكثر من 100 متطوع يعملون طوال الـ 24 ساعة لدعم الأوكرانيين على الأرض، كما نتعاون مع العديد من الشركاء في 15 دولة. وطبعاً ضمن هذه الشراكة، نعمل عن كثب مع المؤسسات الحكومية ومع شركات كبرى من تلك التي لديها القدرة على مساعدتنا في إدارة مثل هذا الجهد الكبير وكذلك العمل بسرعة وفعالية. وفي ما يتعلق بالدعم القانوني الذي نحتاجه كثيرًا مع انتقال اللاجئين إلى دول جديدة لدينا 66 محامياً يدعموننا في مختلف الاتجاهات، ونحن نقدّر أي شراكة وأي فرصة يمكننا من خلالها مساعدة هؤلاء الآلاف الذين ما زالوا يقفون في الطوابير عند الحدود”.
مساعدات لوجستيّة وإنسانيّة
بحسب نينا فإن الجمهور المستهدف من المبادرة “هم أولاً الأشخاص الذين يقفون في صفوف الانتظار على الحدود وقد عبروا بالفعل وهم يبحثون الآن عن منزل جديد حيث يمكنهم البقاء لفترة من الوقت بينما يدركون ما يجب فعله بعد ذلك. ثانياً تقديم الدعم القانوني لهم لمساعدتهم في التواصل والترجمة، فالكثير من هؤلاء الأشخاص لا يتحدثون للأسف لغات البلدان التي يصلون إليها ولدينا الكثير من المتطوعين الذين يجتمعون بهم ويساعدونهم في الترجمة والتعرف على الأشخاص المناسبين. كما نقدم لهم الدعم الطبي والإنساني وبالطبع أكثر ما ندفع باتجاهه حالياً هو الحصول على التبرعات لأن بلدنا بحاجة إلى الدعم”.
وأضافت “نحن لا نحتاج إلى المال فقط من أجل جيشنا لأننا بحاجة إلى الكثير من الإمدادات لمساعدة من هم داخل المدينة كي يتمكنوا من الصمود إذ ليس من فرصة متاحة لهم للحصول على أهم الأشياء مثل المعدات الطبيّة وما إلى ذلك”.
إلى ذلك لفتت أولغا إلى أن المبادرة تضمّ “خبراء من منظمات غير حكومية، وثمّة من بينهم من لديه خلفية قوية للغاية في العمل مع المنظمات غير الحكومية في أوكرانيا وخلفية قوية جدًا في العمل مع المنظمات غير الحكومية والحكومات التي تستثمر في أوروبا. لذلك على سبيل المثال نقدّم معلومات منظمة لأولئك الذين هم على استعداد لتقديم الدعم المالي فيما يتعلق بنوع الدعم المطلوب، وإن المنظمات غير الحكومية والجمعيات حالياً هي الأفضل لتقديم أسرع دعم ممكن على الأرض حيث تشتد الحاجة إليها. ونقوم منذ يومين أيضًا ببناء شبكة توفر الإمدادات الطبية والإنسانية للأشخاص داخل أوكرانيا وعلى الحدود، لذلك من الواضح أننا نتواصل أيضاً مع السفارات ومع الكثير من المنظمات على الأرض وفي الخارج للمساعدة في رعاية الأشخاص أو في دعمهم عبر سلسلة التوريد لأنه في بعض الأحيان ليس من السهل توصيل شيء ما إلى الحدود. لكن يبقى السؤال كيف يمكن إدارة اللوجستيات داخل البلاد وهو في حالة حرب؟ يمكننا المساعدة في ذلك الشيء أيضًا لأننا نبني تلك الشراكات ونتواصل مع الناس داخل البلاد وخارجها على مستويات مختلفة”.
أما عن كيفيّة عمل المنصة وكيف يمكن للاجئين استخدامها شرحت نينا ذلك مشيرة إلى أنها مسألة سهلة للغاية “فقد سهّلنا الأمر لكل الفئات العمريّة وكل الخلفيات، نحن نفهم أنه يتعيّن علينا حماية هؤلاء الأشخاص الذين يستخدمون هذا الحق وثمة العديد منهم ربما ممن يستخدمون المواقع الإلكترونية للمرة الأولى لذلك حرصنا على تسهيل الأمر”.
وأضافت “يتعيّن عليهم الدخول إلى موقع United for Ukraine متحدون من أجل أوكرنيا وقد نشرنا على الحدود رمز الـQR الخاص بنا حيث هناك العديد من المتطوعين الذين يساعدون بشكل خاص كبار السن في الوصول إلى هذه المنصة، ثم عليهم أن يختاروا الطريقة التي يريدون عبرها الوصول إلى الحدود وإلى أين يريدون الذهاب وما هي المساعدة التي يحتاجون إليها فهل هي المسكن مثلاً؟ هل هي مساعدة قانونية؟ هل هي معلومات طبية؟ وما إن يختاروا حاجتهم حتى يتلقون على الفور خانة لإضافة المعلومات، وإذا كان هناك من حاجة إلى مساعدة قانونية لدينا خط ساخن واحد فقط حيث تأتي معظم الطلبات عبره، ثم يقوم جيشنا الكبير المكون من 66 محام بتولي الأمر ويربط الناس مباشرة بمن يساعدهم. إذا كان مسكنًا فإننا نعمل مع العديد من الشركاء بالإضافة إلى منظمة تطوعية معترف بها من قبل السفارات على الأرض، لربط اللاجئ الذي يبحث عن المساعدة بالأماكن الجاهزة لتقديمها. أعتقد أن جزءًا مهمًا من مهمتنا الآن هو التأكد من أننا نزود الأشخاص بمشاركات تم التحقق منها، لذلك فهي آمنة لأولئك الذين يسافرون إلى الخارج لأول مرة ويبحثون عن مكان”.
أما عن السبل التي يمكن للراغبين بدعم المبادرة وتقديم المساعدة اعتمادها قالت أولغا “نحن بحاجة إلى قوّة بشرية على الأرض كما نحتاج إلى دعم الناس لنا بمواردهم الخاصة، يمكنني أن أتخيل بالنسبة لجمهوركم فالكثيرين قد يكونون على استعداد لتقديم الدعم المالي لذلك يرجى التواصل معنا على unitedforukraine.org وسنكون قادرين على تزويدكم بقائمة منسقة بما تحتاجه الأمة، ويمكن أيضًا العثور على هذه القائمة على موقعنا على الإنترنت، لذلك إذا أردتم دعم البلد فستجدون فرص التبرع وقائمة بذلك أيضاً”.
وأضافت “نتحدث حالياً مع شركاء على استعداد لتمويلنا لأنه من الواضح أنه سيتعين علينا دعم الهيكل الضخم الذي نبنيه تقنيًا وبشريًا لذلك ستكون هذه هي الخطوة التالية، نأمل أن نكون منظمين وأن يكون لدينا حساباتنا الخاصة الأسبوع المقبل”.
دور المرأة في أوكرانيا
تشير نينا إلى أن “غالبية المتطوّعين الـ100 لدينا هم في الواقع من النساء الأوكرانيّات، فقد تمكّنت نساء أوكرانيا من الاتحاد معًا لدعم رجالنا الموجودون حاليًا في الحرب ودعم أبنائنا وإعالة أجدادنا وآبائنا. أعتقد أنها لحظة حاسمة للغاية بالنسبة لجميع النساء الأوكرانيات في العالم لتتحدن معًا وتستخدمن هذا النوع من القوة أو القوة الاجتماعية لحماية وطننا وتقديم المساعدة لبلدنا، ولإعادة البناء عندما ينتهي كل شيء، سينتهي كل شيء وأعتقد أننا سنفوز. أعتقد أن أفضل شيء يمكننا فعله الآن هو تقديم الدعم، ومهمتنا بصفتنا نساء أوكرانيات مهمة جداً في الوقت الحالي بالنسبة للرجال الذين يخدمون بلدنا حالياً، ويقومون بحمايته وحماية مستقبلنا”.
توافق أولغا على ما قالته نينا وتضيف “ثمّة الكثير من الأشخاص الذين نتواصل معهم على الأرض وعلمنا منهم أن هناك نحو 200 امرأة على وشك الولادة أو أنجبن بالفعل أطفالًا في محطات المترو وفي الملاجئ في كييف فقط. لذلك نحن نعلم أن النساء اللواتي لديهن أطفال يبقين في الحقول ويمشين عبر الغابة لعبور الحدود فيما يبقى الرجال في البلاد لدعم الدفاع، لذلك نحن على تواصل مستمر معهم وكذلك مع المنظمات غير الحكومية التي تقدم الدعم للأطفال والنساء على وجه التحديد، وسيكون الدعم الطبي والدعم النفسي مهمين للغاية لكن ستكون أهميتهما أكبر في الأيام القادمة. لذلك نعم ثمّة الكثير والكثير من القضايا التي يجب أن نأخذها في الاعتبار ونحن فخورون بهذه القوة النسائية، لكن طبعاً لدينا العديد من الرجال العظماء الذين يدعموننا أيضًا ونأمل أن نتمكن من بذل قصارى جهدنا لدعم أي شخص على الأرض وتحرير البلاد”.