ارتفاع الأصوات المطالبة باستبعاد روسيا من نظام سويفت
تتوالى العقوبات الأوروبية والأمريكية على موسكو منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين ترتفع الأصوات المطالبة باستبعاد روسيا من نظام سويفت العالمي.
وصباح اليوم السبت، أكد رئيس وزراء إيطاليا ماريو دراجي، دعم بلاده لفصل روسيا من نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك، وذلك خلال حديثه مع الرئيس الأوكراني.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أكد في وقت سابق أن استبعاد روسيا من نظام سويفت العالمي لايزال خيارًا قائمًا، موضحًا في الوقت ذاته أن هذا الخيار لا يحظى حتى الآن بالقبول بين الأوروبيين.
وأضاف بايدن أن حزمة العقوبات الأخرى التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا خلال الأيام الماضية، سيكون لها تأثيرًا أكبر من خيار استبعاد موسكو من النظام المالي الدولي.
ومن جانبه، حث وزير خارجية أوكرانيا، ديمترو كوليبا، قادة الغرب على ضرورة حظر روسيا من نظام سويفت، حيث قال في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر: ”لن أكون دبلوماسيًا حول هذا الأمر، كل من يشك في ضرورة حظر روسيا من نظام سويفت يجب أن يفهم أن دماء الأبرياء من رجال ونساء وأطفال أوكرانيا ستلطخ يديه أيضًا“.
ما هو نظام سويفت العالمي؟
ونظام سويفت، هو نظام عالمي للمؤسسات المالية، تأسس في عام 1973 من أجل إيجاد طريقة للتعامل مع المدفوعات عبر الحدود، ومركزه هو بلجيكا، ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي“، يربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة.
أما معنى كلمة سويفت – SWIFT – فهي اختصار لـ ”جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك“، Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications.
كما يشرف على نظام سويفت البنك الوطني البلجيكي بالتعاون مع البنوك المركزية الرئيسية حول العالم، ومنها البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبنك إنكلترا.
كما أن سويفت هو نظام مراسلة فوري يخبر المستخدمين بموعد إرسال المدفوعات وتسلمها، ويعمل كنظام تراسل آمن يربط آلاف المؤسسات المالية في أكثر من 200 دولة. ويرسل الطلبات والتأكيدات للمدفوعات والتداولات وتبادل العملات.
ويعد النظام بمثابة ”البريد الإلكتروني“ للبنوك والتعاملات المالية الدولية، وفي المتوسط يرسل سويفت حوالي 40 مليون رسالة يوميًا، ويسهل معاملات بقيمة تريليونات الدولارات.
كيف ستتأثر روسيا بالاستبعاد من نظام سويفت؟
وبدون القدرة على الوصول إلى نظام سويفت، سيتعين على البنوك الروسية الاعتماد على تقنية قديمة مثل الفاكس والبريد الإلكتروني للمعاملات عبر الحدود. ولن يؤدي ذلك إلى إعاقة وتيرة العملية فحسب، بل سيجعلها أيضًا أكثر تكلفة. ونتيجة لذلك، فإن قدرة روسيا على المشاركة في التجارة العالمية سيتم إعاقتها إلى حد كبير.
ونظرًا للاعتماد الكبير للمؤسسات المالية العالمية على نظام سويفت، قال بعض الخبراء إن منع روسيا من استخدام الشبكة سيكون بمثابة ”هجوم نووي“ على اقتصاد البلاد.
ولكن لم يحظى قرار استبعاد روسيا من النظام المالي العالمي بإجماع الغرب حتى الآن، والسبب الأساسي في ذلك هو اعتماد أوروبا إلى حد كبير على روسيا في النفط والغاز.
وسيؤثر استبعاد روسيا من سويفت على تعاملات روسيا التجارية الدولية، إذ من المتوقع أن يلحق هذا القرار الضرر بالشركات العالمية التي تتعامل معها في البيع والشراء، كما سيؤثر ذلك على سرعة تحصيل الديون الدولية من الشركات الروسية.