تقارير تكشف عن تمويل البنك الدولي حملات قمع ضد الإيغور

  • كشف التقرير “دليلاً مهماً” عن حملة شاركت فيها الصين بالاستخدام الواسع النطاق للعمل القسري، والتهجير للأشخاص من أراضيهم
  • قال النائب البلجيكي صمويل كوغولاتي، إن “البنك الدولي موجود لدعم التنمية العالمية، وليس لتمويل العبودية الحديثة

 

اتُهم البنك الدولي بـ “تمويل حملة قمع” للأويغور والأقليات المسلمة الأخرى في شينجيانغ في تقرير جديد عرضه معهد واشنطن للمنطقة الصينية.

وجد تقرير المجلس الأطلسي، وهو مؤسسة فكرية بارزة تتخذ من واشنطن مقراً لها، “دليلاً مهماً” على أن العديد من عملاء مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وهي شركة تابعة للبنك الدولي، كانوا “مشاركين نشطين” في حملة شاركت فيها الصين متهمون بالاستخدام الواسع النطاق للعمل القسري، والتهجير للأشخاص من أراضيهم، والمحو الثقافي، وتدمير البيئة في شينجيانغ.

وطالب الباحثون البنك الدولي بمغادرة المنطقة، مشددين على أن التمويل – الذي بلغ إجماليه 486 مليون دولار أمريكي في شكل قروض مباشرة واستثمارات في رأس المال لأربع شركات تعمل في شينجيانغ – خالف المعايير الخاصة بمعهد تمويل التنمية.

وقال النائب البلجيكي صمويل كوغولاتي، إن “البنك الدولي موجود لدعم التنمية العالمية، وليس لتمويل العبودية الحديثة، يجب عليهم سحب استثماراتهم من هذه الشركات المرتبطة بانتهاكات العمل الجبري على الفور”.

وجاء في خطاب وقع عليه 20 مشرعًا من أوروبا وأمريكا الشمالية، وتم إرساله إلى رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس وبتنسيق مع التحالف البرلماني الدولي بشأن الصين، وهو مجموعة ضغط وطنية ، أنه “يجب ألا يكون للبنك الدولي أي دور في تمويل هذه الانتهاكات “.

وأصبحت منطقة شينجيانغ، وهي منطقة شاسعة تقع على الجانب الشمالي الغربي للصين، قضية جيوسياسية ضخمة في السنوات الأخيرة.

وتتهم الحكومة الأمريكية الصين بارتكاب “إبادة جماعية” في المنطقة، وحضرت العديد من السلع المنتجة هناك مستشهدة بذلك على أنها دافع للمقاطعة الدبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وقد أيدت برلمانات دول مثل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا هذه الاتهامات.

إن كنت من عرق الهان تقدم إلى وظيفة مدير !

 

في عام 2019، أقرضت مؤسسة التمويل الدولية 40 مليون دولار أمريكي لمجموعة Chenguang Biotech Group، الشركة المصنعة والمصدرة للمستخلصات النباتية والمواد المضافة مع مجموعة من العملاء الأمريكيين، لدعم متطلبات رأس المال العامل المستمر على مدى ست سنوات.

ووجد الباحثون أن إعلانات الوظائف لشغل مناصب إدارية في شركة Xinjiang Chenxi Pepper Industry Co المملوكة بالكامل لشركة Chenguang، يجب أن تكون من “عرقية الهان”.
وبنت الشركة منشآت في ياركانت، وهي مقاطعة في جنوب شينجيانغ، “بقصد محدد” وهو توظيف العمال الفقراء أولاً “من خلال خطط التخفيف من حدة الفقر ونقل العمالة التي ترعاها الدولة”، وذلك وفقاً لتقارير غربية، مضيفة أن برامج التوظيف هذه “عادة ما ترعاها الدولة حيث تكلّف الفقراء في وظائف منخفضة المهارات والأجر، وفي كثير من الأحيان ضد إرادتهم”.

التدريبات العسكرية شرط الالتحاق بالوظائف

تتحدث التقارير أن شركة Camel Group Co، إحدى أكبر الشركات المصنعة للبطاريات في الصين والمورد لفولكس فاجن وفورد وأودي وجنرال موتورز، اقترضت 81 مليون دولار أمريكي من مؤسسة التمويل الدولية في عام 2019 لبناء مصانع إعادة التدوير وتحديث المرافق القائمة في شينجيانغ.

في الوقت الذي أكدت فيه مجموعة Camel Group علنًا إنها شاركت في برامج “التخفيف من حدة الفقر” في شينجيانغ ، بما في ذلك مخططات نقل العمالة المثيرة للجدل.

ووجد باحثون أنه خلال مثل هذه المخططات، تلقى العمال الإيغور الذين جندتهم شركة Camel “تدريبًا عسكريًا وأيديولوجيًا ، وكانوا مطالبين بغناء الأغاني الوطنية وتعلم اللغة الصينية”.

وكتبوا أن مثل هذه الأنشطة وصفت بأنها “تدريب مغلق قبل العمل”، ما “يشير إلى أنه لم يُسمح للمشاركين بالحضور والخروج بحرية من التدريب”.

في غضون ذلك، أعلنت شركة Jointown عن توظيفها لأكثر من 200 عامل لمنشأة صناعية في أورومتشي، العاصمة الإقليمية لشينجيانغ، من خلال برامج نقل العمالة التي ترعاها الدولة من جنوب المنطقة.

ويقع “مرفق أورومتشي” حيث تتخذ الشركة فيه مقراً لها، في واحدة من أكبر مناطق السجون في المنطقة، وهو ممول جزئيًا بقرض مؤسسة التمويل الدولية لعام 2019، وكتب تقرير المعهد في هذا الصدد: “في العشرين عامًا الماضية، تحولت المنطقة من منطقة زراعية إلى أكثر من 150 هكتارًا من السجون ومرافق الاحتجاز ومعسكرات الاعتقال”.