الصين.. مخاوف من انتهاك حقوق الإنسان في الأولمبياد

  • معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أوقف تعاونه مع شركة صينية
  • شركة iFlytek تبيع التكنولوجيا الجديدة للحكومة التي تستخدمها في تعقب المواطنين

انتقادات واسعة للصين، وذلك قبل انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، لأسباب عدة، أبرزها انتهاك حقوق الإنسان، وكذلك برامج التجسس على الهواتف المحمولة للرياضيين وغيرهم.

وبعد انتشار الكثير من المعلومات خلال الفترة الماضية، عن استخدام الصين لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتجسس على المواطنين- خاصة أقلية الإيغور المسلمة في مقاطعة شينجيانغ- كشفت تقارير عن استخدام بكين لنفس التكنولوجيا للتجسس على الحضور في أولمبياد بكين، التي تُقام في فبراير المقبل، وقاطعتها العديد من الدول لسلوك الصين المناهض لحقوق الإنسان.

وحذرت تقارير، من أن الأجهزة السرية الصينية يمكن أن تقرأ البيانات الحساسة من الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. في تطبيق “My2022 “، وهو ما يجب على جميع المشاركين في الألعاب الأولمبية إدخال البيانات الطبية عليه، على سبيل المثال نتائج اختبارات “بي سي أر” لفيروس كورونا قبل دخول الصين ونتائج القياس اليومي للحمى.

ووفقًا للمتخصصين، فإنه بعد حساب الهندسة العكسية لجميع تطبيقات برامج التجسس، في أولمبياد بكين 2022، في كل الهواتف “أندرويد، وآيفون، وتطبيقات جوجل”، فإن الصين ستعمل على جمع كل الأصوات المتواجدة في الأولمبياد، وتحليلها وحفظها على خوادم صينية باستخدام تقنية من شركة iFlytek- وهي مدرجة في القائمة السوداء بالولايات المتحدة الأمريكية.

https://twitter.com/jonathandata1/status/1486458526767661060

 

في وقت سابق، أنهى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تعاونًا بحثيًا مع شركة iFlytek، وهي شركة ذكاء اصطناعي صينية متهمة بتوفير التكنولوجيا للحزب الشيوعي الصيني لمراقبة وقمع المسلمين الإيغور في مقاطعة شينجيانغ.

وقطع المعهد العلاقة مع الشركة في شهر فبراير الماضي، بعد مراجعة لمجموعة من المشاريع التي تحكمها إرشادات مشددة لتمويل من الشركات موجودة في الصين وروسيا.

ولم يذكر المعهد- حينها- السبب الذي تسبب في مراجعة هذه المشاريع وأدى إلى انهاء التعاون مع iFlytek .

تقول ماريا زوبر، نائبة رئيس قسم الأبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “إننا نتعامل بجدية مع المخاوف بشأن الأمن القومي وتهديدات الأمن الاقتصادي وقضايا حقوق الإنسان من الصين ودول أخرى “.

وفي السنوات الأخيرة، أقامت الشركات والجامعات الأمريكية علاقات مع شركات التكنولوجيا الصينية، لكن العلاقات خضعت لتدقيق متزايد مع تدهور العلاقات بين البلدين.

الصين

اختراق الشركة للمكالمات القادمة من هواتف أبل

وبموجب الاتفاق الموقع يونيو 2018، بين معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وشركة Flytek، فإن التعاون كان من المفترض أن يكون لمدة خمس سنوات، ومنذ ذلك الحين، ساعدت iFlytek في تمويل مجموعة من الأبحاث حول العديد من الموضوعات.

بموجب الاتفاقية، اختارت iFlytek المشاريع القائمة لتمويلها، لكن المعهد يقول إن الشركة لم تحصل على وصول خاص للاطلاع على كيفية العمل ولم تتلقى بيانات أو كود ملكية.

في أكتوبر 2019، حظرت حكومة الولايات المتحدة ست شركات صينية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك iFlytek، من التعامل مع الشركات الأمريكية، حيث يتم تزويدها بتقنيات تستخدم لقمع الأقلية الإيغورية في شينجيانغ.

في عام 2017 ، أفادت هيومن رايتس ووتش أن iFlytek زودت أقسام الشرطة في شينجيانغ بتكنولوجيا تستطيع من خلالها تحديد الأشخاص عن طريق أصواتهم.

وتقول التقارير الصحفية، إن هذه التكنولوجيا ساعدت الشرطة لفرض مراقبة كبيرة على شينجيانغ وقامت من خلالها باعتقال واختفاء أكثر من مليون شخص.

iFlytek هي واحدة من شركات الذكاء الاصطناعي الأقدم في الصين، وعلى الرغم من تخصصها في التعرف على الصوت، فإنها توفر أيضًا أدوات لتحليل المستندات القانونية والصور الطبية، ومثل غيرها من شركات الذكاء الاصطناعي الصينية المتنامية، تعد عقود أقسام الشرطة والحكومات المحلية مصدرًا مهمًا للإيرادات.

من جهتها- وفي حينها- ردت شركة iFlytek إن قرار معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كان مخيبا للآمال.

وقال جيانغ تاو ، نائب رئيس أول في الشركة “نأسف بشكل خاص لهذا الأمر”، “كانت رؤية التعاون لبناء عالم أفضل مع الذكاء الاصطناعي معا”.

مثل الجامعات الأمريكية الأخرى، يتلقى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تمويلًا من الشركات والجهات المانحة، لكن العديد من هذه التمويلات أثبتت أنها مثيرة للجدل.

وصدرت المبادئ التوجيهية الأكثر صرامة للعمل مع الشركات الأجنبية في أبريل 2019 وسط تدقيق في علاقة MIT مع شركتين صينيتين أخريين، (Huawei و ZTE)، وكان المعهد قد قطع علاقات التمويل مع تلك الشركات في عام 2018 .

ويتزايد قلق المسؤولين الأمريكيين من قيام الشركات الصينية بتطوير تقنيات متقدمة، وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، واتهامات للحزب الشيوعي بسرقة الملكية الفكرية.

على مدار العامين الماضيين، حذرت وكالة المخابرات الأمريكية الجامعات مرارًا وتكرارًا بمراقبة علامات التجسس من قبل الطلاب والأساتذة الصينيين، وحاكمت العديد من الأكاديميين المولودين في الصين لسرقة الملكية الفكرية.

وفي اجتماع مع كبار الشخصيات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في نوفمبر 2019 ، حذر مايكل كراتسيوس، كبير مسؤولي التكنولوجيا الأمريكي، من العمل مع شركات الذكاء الاصطناعي الصينية، وفقًا لشخص مطلع على الاجتماع.