كيم جونغ أون يصدر أحكامًا بالإعدام ضد من يشاهد أعمال كوريا الجنوبية
يُفاجئ كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، العالم في كل يوم بأفعاله الغريبة التي يقف البعض أمامها حائرًا ولا يجد لها أي تفسير. فمن تشريع القوانين الغريبة، إلى قمع شعبه بقيود صارمة تتحكم في كافة جوانب حياتهم الشخصية، وصولًا إلى تنفيذ أكثر طرق الإعدام فظاعة.
وتتنوع طرق الإعدام التي يُنفِّذها كيم انتقامًا من خصومه، ولا يوجد بها رحمة أو إنسانية، حيث نقلت وسائل إعلام عالمية أن بعض ضحايا كيم أعدموا بواسطة مدافع مضادة للطائرات، إضافة إلى قاذفات اللهب، وعادة ما يتم تنفيذ الحكم بحضور عدد من المواطنين، وأمام أعين أفراد أسر ضحايا الإعدام أيضًا.
ولكن ما هي الجريمة التي يرتكبها شخص ما وتبرر إعدامه بهذه الطرق الوحشية؟
بالنسبة إلى كيم جونغ أون، يكفي أن يستمع أحد المواطنين إلى أغاني فرق (كي بوب) الكورية الجنوبية وعلى رأسها فرقة (بي تي إس) لكي يواجه هذا المصير، ويكفي أيضًا أن يشاهد أحدهم مسلسل (لعبة الحبّار) أو أي عمل درامي كوري جنوبي أو يساهم في نشره وتوزيعه داخل البلاد، لكي يتم إعدامه بأبشع الطرق الممكنة.
وذكر تقرير حقوقي أن كوريا الشمالية أعدمت علنًا سبعة أشخاص على الأقل في العقد الماضي، لمشاهدتهم أو توزيعهم مقاطع فيديو الموسيقى الشعبية في كوريا الجنوبية (كي–بوب)، حيث تقوم السلطات هناك بقمع ما يسميه زعيمها كيم جونغ أون ”سرطانًا شريرًا“.
رغم ابتسامته، #الزعيم_ الكوري_ الشمالي #كي_ جون_ أون منذ وصوله إلى السلطة في كانون الأول/ديسمبر 2011 تم إعدام 23 شخصاً رميًا بالرصاص أو شنقًا في أماكن عامة#أخبار_الآن#كوريا_الشمالية
للمزيد: https://t.co/AyBiIpl9zS pic.twitter.com/ccoPRzScTY— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) December 16, 2021
كما أكدت (مجموعة عمل العدالة الانتقالية) هذا الأمر.. بعدما قامت بتحليل صور التقطتها الأقمار الصناعية وجمعت 442 شهادة تتعلق بإعدام 23 شخصًا رميًا بالرصاص أو شنقًا في أماكن عامة منذ وصول الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى السلطة في شهر ديسمبر من 2011.
ونقل التقرير عن منشقين كوريين أن عمليات الإعدام تم تنفيذها في مواقع تخضع لرقابة مشددة، وبذلت السلطات قصارى جهدها لمنع تسرب أي معلومات إلى الخارج.
وفي شهر نوفمبر الماضي، واجه طلاب في كوريا الشمالية أحكامًا رادعة بسبب مشاهدة مسلسل لعبة الحبّار، والذي تم إطلاقه على منصة نتفيلكس.
وبدأت القصة عندما استطاع أحد الأشخاص اختراق العزلة الشديدة التي فرضتها السلطات في كوريا الشمالية على نفسها، ونجح في تهريب نسخة تحتوي على المسلسل من الصين، قبل أن يقوم بنسخها عدة مرات ويبيعها إلى عدد من الطلاب والمراهقين.
فما كان مصير ذلك الرجل؟ تم الحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص بتهمة توزيع ونشر عمل فني من إنتاج الجار الجنوبي.
ومنذ توليه السلطة قبل عقد من الزمان، هاجم زعيم كوريا الشمالية الإنتاج الفني الكوري الجنوبي مثل الأغاني والأفلام والمسلسلات التلفزيونية، إذ يرى أنها تفسد عقول الكوريين الشماليين. وبموجب قانون أُقر في العام الماضي، يمكن أن يواجه أولئك الذين يوزعون أنواع الترفيه الكوري الجنوبي عقوبة الإعدام.
فلماذا يخشى زعيم كوريا الشمالية مشاهدة شعبه للمسلسلات الكورية الجنوبية أو استماعهم لموسيقى (كي بوب)؟
صحيفة ”واشنطن بوست“ حاولت الإجابة على هذا السؤال في شهر أغسطس من عام 2019، وكشفت في تقرير أن السلطات في كوريا الشمالية تعتبر وسائل الإعلام الكورية الجنوبية ”خطيرة للغاية“، لأنها تشجع المواطنين على الفرار من البلاد.
واعتمد التقرير على استطلاع للرأي شمل 200 مواطن من الكوريين الشماليين الذي فروا إلى كوريا الجنوبية، وأوضح 90% منهم أنهم كانوا يستهلكون وسائل إعلام أجنبية أثناء إقامتهم في الشمال.
ممارسات قمعية.. وأحكام جائرة.. وإعدامات بأكثر الطرق وحشية.. وحصار مشدد يتحكّم حتى في وسائل الترفيه التي يشاهدها المواطنين.. لتصبح كوريا الشمالية تحت حكم كيم أرضًا للغرائب والعجائب.