الجفاف يضرب أصفهان بفعل السياسات المائية غير المسؤولة للنظام الإيراني

أظهرت صور الأقمار الصناعية كيف تحولت أصفهان والمناطق المحيطة بها من واحة خضراء إلى بقعة قاحلة يقتلها الجفاف والتصحر، بفعل سيايات النظام الإيراني المائية والتي أدت إلى جفاف نهر زايندة أشهر أنهار.

ويحتج المزارعون في إقليم أصفهان منذ سنوات على تحويل المياه من نهر زاينده رود لتزويد مناطق أخرى، مما أدى إلى معاناة مزارعهم من الجفاف وتهديد سبل عيشهم.

وكان النهر يعد نقطة استقطاب في أصفهان، خصوصا لعبوره أسفل “سي وسه بُل” (جسر الثلاثة والثلاثين) التراثي.

الا أن مياه النهر انقطعت منذ نحو عقدين من الزمن، باستثناء فترات وجيزة في مراحل مختلفة حين يتم فتح بوابات سد نكو آباد. ومنذ أعوام، يشكو سكان أصفهان من تحويل مياه النهر أيضا الى محافظة يزد المجاورة.

فيما تنحى السلطات الإيرانية باللائمة في نقص المياه على أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ 50 عاما، أما المنتقدون فيؤكدون أن السبب يعود إلى سوء الإدارة، بحسب ما أفادت رويترز.

مع جفاف نهر زاينده رود، فإن حضارة عمرها 5 آلاف عام على وشك الاختفاء. يتطلب الوضع اتخاذ إجراءاتٍ عاجلة من جانب كل مواطن في الحوض وكذلك في الأحواض المجاورة.

 

تجدد التظاهرات في أصفهان

وتجددت تظاهرات “العطش” في أصفهان وسط إيران، السبت، بينما انتشر عناصر الأمن في الطرقات.

ورفع المحتجون شعارات ضد السلطات، كما هتفوا ثانية “الموت لخامنئي”، رغم المواجهات العنيفة التي اندلعت السبت مع القوات الأمنية، أدت إلى مقتل متظاهر بالرصاص الحي.

كما أدت إلى اعتقال أكثر من 120 مواطناً ممن نزلوا إلى الشوارع، منتقدين سياسة الحكومة، فيما يتعلق بالموارد المائية، هاتفين “الموت للديكتاتور”.

وأصفهان هي ثالث كبرى مدن إيران، ويقطنها نحو مليوني نسمة، وتتضمن ساحة “نقش جهان” (رسم العالم) المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. وسبق لمسؤولين إيرانيين أن شكوا خلال أشهر الصيف من معاناة البلاد من جفاف حاد يعود بشكل أساسي لشح الأمطار.

وكانت محافظة خوزستان الواقعة في جنوب غرب إيران الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، شهدت في تموز/يوليو احتجاجات واسعة على خلفية الشح في المياه، قتل على هامشها أربعة أشخاص على الأقل، وفق ما أفادت في حينه وسائل إعلام رسمية.