بعد استخراج تأشيرة سياحية لبيلاروسيا.. لوكاشينكو: لن نمنع المهاجرين من اجتياز الحدود إلى الاتحاد الأوروبي
- إفتعال أزمة المهاجرين للضغط وإضعاف الاتحاد الأوروبي
- الدخول إلى بيلاروسيا لا يتطلب غير تأشيرة سياحية سهلة الاستخراج والإجراءات
هربا من بؤس الأوضاع المعيشية المتردية وحلما بمستقبل يضمن كرم الحياة، تدفق آلاف المهاجرين الرجال والنساء والأطفال إلى مينسك حيث بدأت مأساة استغلال المهاجرين.
لم يتخيل فيرمان جلال، كردي عراقي، 30 عامًا من مدينة أربيل المنطقة التي تشهد احتجاجات متواصلة لعدة أيام وأزمة سياسية متوترة، أنه بعدما أنفق ما يصل إلى 6000 دولار على الرحلة إلى بيلاروسيا بالإضافة إلى نفقاته فيها، أن محاولة الهجرة ستكلل بالفشل.
بعدما علق الآلاف المهاجرين وأكثرهم من أكراد العراق على الحدود البيلاروسية البولندية في البرد القارس والظروف شديدة الصعوبة.
أصابع الاتهام تشار إلى رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو حول افتعال أزمة المهاجرين للضغط وإضعاف الاتحاد الأوروبي.
وهو ما لم ينكره في حوار حصري أجراه مع البي بي سي وصرح أنه “من المحتمل جدا” أن تكون قواته ساعدت اللاجئين على العبور إلى بولندا.
وفي الحوار الذي دار داخل القصر الرئاسي، برر لوكاشينكو موقفه بأسلوب “فظ” وقال: “أعتقد أن هذا محتمل جدا. نحن سلاف، ولدينا قلوب، قواتنا تعلم أن اللاجئين متوجهون إلى ألمانيا”.
وقال لوكاشينكو للمهاجرين عند حدود بيلاروسيا مع بولندا: التوجه غربا حقكم وإذا تمكنتم من العبور فامشوا!
وشدد الرئيس البيلاروسي مخاطبا المهاجرين العالقين عند حدود بلاده مع بولندا، أن حكومته لن تمنعهم من اجتياز الحدود في طريقهم إلى الاتحاد الأوروبي.
مع هذا، نفى لوكاشينكو أن تكون بلاده وجهت الدعوة للآلاف لخلق أزمة على الحدود، وأضاف: “قلت لهم إني لن أحتجز لاجئين على الحدود، فلتبقوا عليهم عند الحدود، وإذا ما واصلوا القدوم، فسأظل على موقفي بعدم منعهم. لأنهم لم يأتوا إلى بلادي، إنهم في طريقهم لبلادكم”.
أزمة المهاجرين هي أحد أسباب تأجيج التوترات بين الغرب وبيلاروسيا حليفة روسيا
يذكر أن الدخول إلى بيلاروسيا لا يتطلب غير تأشيرة سياحية سهلة الاستخراج والإجراءات. وهي الطريقة التي اتخذها المهاجرين من بلدانهم الأم.
وتحدث عراقي من كردستان عن رحلته “المروعة” من أجل دخول بولندا مع أسرته عبر الحدود مع بيلاروسيا، وعن ترحيلهم إلى العراق بعد ذلك.
متحدثًا من السليمانية، قال كامران حسن إن الشرطة في بيلاروسيا أطلعته وعائلته على الطريق إلى الحدود البولندية ثم تركتهم هناك في الغابة.
ومنذ عام 1994، ولوكاشينكو في سدة الحكم في بيلاروسيا، بيد أن الغرب شكك في إعادة انتخابه رئيسا ولم يعترف الاتحاد الأوروبي بنتائج الانتخابات التي أعيد انتخابه عبرها.
واتهم الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو بتنظيم أزمة الحدود مع لاتفيا وليتوانيا وبولندا، في الأشهر الأخيرة، كرد انتقامي على العقوبات التي فرضت على بلاده بسبب القمع الوحشي للمعارضين، الذين نظموا مظاهرات حاشدة بعد انتخابات عام 2020.
وحذر لوكاشينكو الاتحاد الأوروبي من أن قضية المهاجرين ستتزايد بأضعاف إذا لم يتم حلها حاليا
وألقي القبض على الآلاف من المعارضين ونشطاء المعارضة وأجبرت زعيمة المعارضة سفيتلانا تسيخانوسكايا على مغادرة البلاد بعدما أعلنت فوزها في الانتخابات الأخيرة.
وأكدت قوات حرس الحدود في بيلاروسيا إخلاء مخيم مؤقت كان يؤوي 2000 مهاجر على الحدود مع بولندا.
وكان المهاجرون يقيمون في المخيم في البرد القارس، في انتظار الدخول إلى الاتحاد الأوروبي.
وجاء أغلب المهاجرين من الشرق الأوسط. وأعلن العراق عن تنظيم رحلتي طيران جديدتين، الجمعة والسبت، لإعادة أكثر من 800 مهاجر عالق على الحدود بين بيلاروس وبولندا، بعد ثلاث رحلات مماثلة أعيد خلالها مئات.
وشن لوكاشينكو حملة قمع شرسة على الاحتجاجات الشعبية، التي خرجت منددة بنتيجة الانتخابات، وتحدثت التقارير عن انتهاكات وحشية طالت المعارضين السياسيين والمحتجين.