رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.. من قمع المعارضين لاضطهاد الإعلام

 

  • افتعال الأزمات- منهج لوكاشينكو الذي يختبئ خلف الرئيس الروسي
  • اعتقال مئات الصحفيين وإجبار المعارضين على المغادرة أو السجن

في مقابلة لم تتجاوز الـ7 دقائق؛ مع ستيف روزنبرغ مراسل بي بي سي في موسكو (53 عامًا)، تجسدت كل مواصفات رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو- الرجل الذي لا يتحمل صوتًا غير صوته؛ احتد أكثر من مرة على المذيع الذي حاول الاستفسار عن موقف بلاده من أزمة المهاجرين، والتي افتعلها بعد سماحه بمرور آلاف المهاجرين بطريقة غير شرعية إلى بولندا.

“عدم تحمل الأسئلة، وفرض الرأي، والتهديد بالمغادرة؛ أكثر من مرة في دقائق معدودة”- لم تكشف فقط عن ديكتاتورية الرجل، بل فضحت توتره، ومحاولته التدليس بفرض الرأي، وعدم القدرة على الإجابة عن أسئلة- ربما- هي التي تشغل بال المشاهدين.

الرجل الذي حصل على فرصة مع محطة إنجليزية مهمة، لم يستغلها الاستغلال الأمثل، خاصة أنها كانت فرصته لمخاطبة أوروبا، التي تتهمه بافتعال الأزمة؛ للحصول على مكاسب تتعلق برفع العقوبات عن بلاده، وكذلك الاعتراف به رئيسًا بعد فوزه بولاية سادسة في أغسطس 2020، وتم على إثره قمع المعارضين، عن طريق سجنهم، أو إجبارهم على الفرار خارج البلاد، ومنهم زعيمة المعارضة التي فرت إلى ليتوانيا.

الديكتاتور الذي يحكم دولة حبيسة في أوروبا الشرقية؛ لا يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة، أصبح حديث وسائل الإعلام بسبب الأزمات المتلاحقة؛ والتي يفتعلها مختبئًا خلف عباءة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ليس فقط مراسل بي بي سي؛ الذي تعرض لاضطهاد لوكاشينكو، بل إن وسائل الإعلام في بيلاروسيا تعاني القمع على مدار سنوات، إلا أنه منذ إعلان فوزه بدورة جديدة كرئيسٍ للبلاد- ارتفعت وتيرة الهجوم على الصحفيين، مع حملة اعتقالات واسعة النطاق وضغوط قانونية جعلت من المستحيل عليهم العمل في البلاد.

لكن لماذا يخشى لوكاشينكو الإعلام؟

بالإضافة إلى الإجراءات التي تصدرت عناوين الصحف، مثل تحويل مسار طائرة لاعتقال المدون الناشط رامان بروتاسيفيتش؛ في منتصف العام الجاري، والتي أدت إلى سلسلة من عقوبات الاتحاد الأوروبي، اعتقلت السلطات في بيلاروسيا ما يقرب من 500 صحفي خلال العام الماضي. وداهمت غرف الأخبار ومنازل الصحفيين، وجردت المراسلين من الاعتماد القانوني، ومنعت الوصول إلى المواقع الإخبارية بما في ذلك Tut.by الشهير.

 

وبدأت الحملة على وسائل الإعلام قبل انتخابات 9 أغسطس 2020، وتصاعدت بعد أن أعلن لوكاشينكو فوزه؛ حتى مع سجن أعضاء المعارضة أو إجبارهم على الفرار.

زميتر ميتسكيفيتش، وهو صحفي بيلاروسي موجود في بولندا، وصف الأسبوع الأول بأنه “وحشي”

قال “زميتر ميتسكيفيتش” لـVOA إن “وسائل الإعلام تعتبر أكبر تهديد لألكسندر لوكاشينكو”، مضيفًا: “أنه يعتبرهم أعداء شخصيين له. ولهذا السبب يريد القضاء عليهم جميعا خارج البلاد”.

وجاء في تقرير مشترك لمنظمة “مراسلون بلا حدود” ومنظمة “مناهضة التعذيب” السويسرية أن لوكاشينكو نفذ “نظام قمع فرض بهدف إسكات الصحافيين”.

ووصف التقرير عشرات المواجهات العنيفة مع الشرطة، بما في ذلك إصابة الصحفيين بالرصاص المطاطي، أو في حالة مراسل Hrodna.life رسلان كوليفيتش، الذي حرم من العلاج الطبي من كسور في كلتا يديه بعد أن ضرب بالهراوات واحتجز لمدة يومين.

منع أقدم صحيفة في بيلاروسيا من النشر!

واستمرارًا لاضطهاد وسائل الإعلام في بيلاروسيا، فقد منعت السلطات أقدم صحيفة في بيلاروسيا من نشر نسختها الورقية، وذلك بعد حجب موقعها على الإنترنت داخل البلاد.

وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس أنه تم منع “ناشا نيفا” من النشر في الذكرى الـ115 لتأسيسها يوم الثلاثاء؛ بعد أن وُصفت بأنها متطرفة.

منتقدو الحكومة البيلاروسية بقيادة لوكاشينكو، قالوا إنها تسير على خطى كوريا الشمالية.

وقال رئيس جمعية الصحفيين البيلاروسية أندريه باستونتس إن “السلطات تواصل تدمير وسائل الإعلام المستقلة في بيلاروسيا، واصفة الجميع بالمتطرفين، الوضع في بيلاروسيا أسوأ مما هو عليه في كوبا أو إيران ويقترب من المعايير في كوريا الشمالية”.