الصين تعيش في عزلة دولية منذ نحو عامين
منذ بداية جائحة فيروس كورونا قبل نحو عامين، تعيش الصين حالة من الإغلاق وضعتها في عزلة عن العالم الخارجي، وامتدت آثارها إلى جميع نواحي الحياة.
ومع بداية الموجة الأولى للوباء في مدينة ووهان، حاولت الصين ترويض الفيروس من خلال إغلاق المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين شخص، وإلزام السكان بالبقاء في منازلهم لأسابيع، ووقف وسائل النقل العام.
ومنذ ذلك الحين، تبنت بكين إجراءات احترازية تتسم بعدم التسامح لقمع عودة ظهور الفيروس، من خلال تسخير نفوذ وقوة الدولة الاستبدادية والرقابية، وفرضت عمليات إغلاق مفاجئة ووضعت الملايين في الحجر الصحي.
ولكن مع استمرار انتشار الوباء في البلاد، أصيبت الحكومة الصينية بإحباط بعد أن فشلت مهمتها في القضاء على الفيروس داخل حدود الصين.
وتُضاعف السلطات الصينية في الوقت الحالي من عزمها على القضاء على فيروس كورونا، حيث تلجأ إلى تدابير متطرفة بشكل متزايد للحد من تفضي الوباء محليًا.
ولكن يرجح خبراء الصحة العامة أن إحجام الصين عن تخفيف سياستها الخاصة بمكافحة الفيروس يرجع جزئيًا إلى عدم اليقين بشأن فعالية اللقاحات الصينية، لا سيما في مواجهة الموجة الجديدة شديدة العدوى.
الرئيس الصيني لم يغادر البلاد منذ نحو 21 شهرًا
وبعد مرور نحو عامين من بداية الجائحة في ووهان، قرر العديد من دول العالم إعادة الانفتاح وتخفيف القيود المفروضة سابقًا، وتوصلت الدول لطريقة أفضل للتعامل مع الجائحة بدلًا من الإغلاق الكلي، بينما تبدو الصين معزولة بشكل متزايد مقارنة بالدول الأخرى.
ووفقًا لتقرير نشرته شبكة ”سي إن إن“ الأمريكية، تتجلى هذه العزلة الصينية عن العالم في عدم مغادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ لبلاده منذ نحو 21 شهرًا.
كما أشارت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية إلى أن عدم السفر إلى الخارج طوال هذه المدة، حرم الرئيس الصيني من فرصة التصدي لتدهور سمعة البلاد في الخارج، في وقت تواجه بكين توترًا متزايدًا بشأن التجارة الدولية والعديد من القضايا الأخرى.
كما تتجلى العزلة أيضًا في الانخفاض الحاد في التبادل السياحي والثقافي بين الصين وبقية العالم خلال العامين الماضيين، حيث تباطأ تدفق الرحلات السياحية والأكاديمية والتجارية إلى الصين بشكل ملحوظ.
وأوضحت ”سي إن إن“ في تقريرها أن الحدود الصينية المغلقة صارت امتدادًا ماديًا ملموسًا للعقلية الصينية ذات الميول الانعزالية التي تترسخ في أجزاء من البلاد، والتي أسس لها كبار قادة الحزب الشيوعي وبدأت تتغلغل في المجتمع بقطاعاته المختلفة.