“داعش خراسان”: طالبان تنفذ خطط الآخرين
- الزعيم في “داعش خراسان” عبد المنير يقول إن لديه 600 رجل تحت أمرته
- المسؤول في التنظيم الإرهابي يقول إن “طالبان” لا يمكنها تطبيق الشريعة الإسلامية كما يجب
- القائد في “داعش خراسان” يرى أن أمر تنفيذ هجمات دولية هو “نقطة أعلى من مستواه”
بثت شبكة “CNN” الأمريكية، مؤخراً، مقابلة أجريت مع أحد كبار قادة تنظيم “داعش خراسان” في أفغانستان، وذلك قبل أيام قليلة فقط من سقوط البلاد بيد جماعة “طالبان“.
وخلال المقابلة التي أجريت داخل أحد الفنادق في العاصمة الأفغانية كابول، قال القائد في التنظيم “عبد المنير” إن لديه 600 رجل تحت أمرته من بينهم هنود وباكستانيون ومن آسيا الوسطى.
وكان “عبد المنير” يقاتل سابقاً في صفوف “طالبان”، لكنه يعتبر أن تلك الجماعة وقعت تحت تأثير قوى أجنبية، وقال: “أفراد طالبان لم يكونوا موالين لنا من حيث الإيمان، ولهذا ذهبنا إلى داعش”.
ورأى “عبد المنير” أنّ جماعة “طالبان” لا يمكنها تطبيق الشريعة الإسلامية كما يجب، باعتبار أنها تحت سيطرة الآخرين وتقوم بتنفيذ خططهم، وأضاف: “نحنُ لا نريد تنفيذ خطط شخص آخر، وما نريده هو تطبيق الشريعة. إذا كان أحد معنا في هذا فهو أخّ لنا، وإذا كان ضدنا فسنُعلن الحرب عليه سواء كان من طالبان أو غيره”.
وكشف “عبد المنير” أن جماعته نفذت إعدامات علنية وتفجيرات انتحارية، كما أنه استذكر قتل 5 أسرى عبر ضربهم وتقطيعهم بالفؤوس.
ووفقاً لـ”CNN”، فإن هذه الوحشية هي التي جعلت من “داعش خراسان” هدفاً للقوات الأمريكية. ففي السنوات الأخيرة، استهدفت الضربات الجوية وعمليات القوات الخاصة المجموعة في كونار وننجرهار.
وخلال حديثه، كشف “عبد المنير” أن جماعته انخرطت في قتال مع القوات الخاصة الأمريكية، وقال: “لقد واجهناهم في مناسبات عديدة.. لقد كان لدينا قتال متقارب معهم أيضاً.. كانوا ينزلون في أتشين في كونار.. نفذوا غارات جوية.. واجهناهم كثيراً في معارك بالأسلحة النارية”.
ومع هذا، فقد رأى القائد في “داعش خراسان” أن أمر تنفيذ هجمات دولية هو “نقطة أعلى من مستواه”.
ورداً على سؤال، قال “عبد المنير” أن جماعته عملت على التجنيد وهي كانت تخطط للتوسع، وأضاف: “عندما يغادر الاجانب وشعوب العالم أفغانستان، يمكننا استئناف عملياتنا”.
وفعلياً، فقد جاءت تلك اللحظة، وكما رأى العالم بوضوح شديد يوم الخميس هجوماً وحشياً ضرب مطار كابول في بلد يتعرض للتمزق بالفعل.
وبحسب “CNN”، فإنّ “عبد المنير” كان يأمل مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أن تتمكن جماعتهم من إقامة خلافة مثل تلك التي أسسها زعيم تنظيم “داعش” السابق أبو بكر البغدادي في سوريا والعراق.
إلى ذلك، أشارت الشبكة إلى أنّ معظم محللي الإرهاب يقولون إن عمر داعش خراسان لا يقل عن 5 سنوات، في حين أن الهجوم الدموي الأخير على مطار كابول يثير تساؤلات حقيقية للغاية حول قدرة طالبان على السيطرة على مجموعات مثل “داعش خراسان”، وما اذا كانت أفغانستان يمكن أن تصبح مرة أخرى ملاذاً آمناً للارهابيين.
من هو تنظيم “داعش خراسان”؟
- هو تنظيم فرع من تنظيم داعش الإرهابي وينشط في أفغانستان.
- ظهر التنظيم الإرهابي في البلاد لأول مرة عام 2015، وشن هجمات في وقت مبكر من أبريل/نيسان من العام المذكور، وقد جاء ذلك بعد أقل من عام على استيلاء داعش، الفرع الأم، على رقعة واسعة من الأراضي في العراق وسوريا، معلناً الخلافة التي انهارت فيما بعد.
- تلقى “داعش خراسان” الدعم من القيادة الأساسية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ تأسيسه في عام 2015.
- مع فقدان تنظيم داعش لأراضيه في العراق وسوريا، تحوّل الاهتمام بشكل متزايد إلى أفغانستان كقاعدة لخلافته العالمية.
- يعدّ شهاب المهاجر زعيم فرع داعش في المنطقة.
- تشير التقارير إلى أن “داعش خراسان” لديه ما بين 1500 إلى 2000 مقاتل في أفغانستان.
- يعتمد التنظيم الإرهابي في المقام الأول على خلايا منتشرة في جميع أنحاء البلاد تعمل بشكل مستقل ولكنها تشترك في نفس الأيديولوجيا.
- خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام 2021، شنّ تنظيم “داعش خراسان” 77 هجوماً في أفغانستان، ويمثل ذلك زيادة كبيرة عن الفترة نفسها من عام 2020، إذ بلغ عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها أو نسبت إليه 21 هجوماً.
- وفق لبعض المصادر، مصادر قوة التنظيم ما زالت قائمة وهو لايزال قادراً على تجنيد المسلحين ويواصل استخدام الدعاية ضد طالبان وقد يحاول أيضا تجنيد أعضاء أكثر تطرفاً في طالبان أو غيرهم من المسلحين الذين يشعرون بالتهميش.
ما مدى تطرف هذه المجموعة؟
يذكر فرانك غاردنر في مقال كتبه لـ”بي بي سي”، أنه تم إلقاء اللوم على جماعة “ولاية خراسان” في بعض أسوأ الجرائم في السنوات الأخيرة في أفغانستان، من قبيل استهداف مدارس الفتيات والمستشفيات، وحتى مهاجمة جناح الولادة وقتل النساء الحوامل والممرضات.
وعلى عكس طالبان التي تقتصر أهدافها على أفغانستان، فإن الجماعة المذكورة تعتبر نفسها امتدادا لشبكة داعش العالمية، التي تسعى إلى مهاجمة أهداف غربية ودولية وإنسانية محلية، كلما سمحت الظروف بذلك.
وفي أفغانستان يتمركز أعضاء المجموعة في إقليم ننكرهار بشرق أفغانستان، بمحاذاة طرق تهريب المخدرات والبشر من وإلى باكستان.
ويؤكد غاردنر على أنه كان لدى الجماعة حوالي 3000 عضو في أوج قوتها، لكنها تعرضت لخسائر كبيرة إثر اشتباكات مع الجيش الأمبركي وقوات الأمن الأفغانية، وكذلك مع قوات طالبان أيضا.