وضع صعب للمرأة واضطهاد لأقلية مسلمة.. قراءة في لغات وعرقيات أفغانستان

تتجه أنظار العالم نحو أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على عاصمتها كابول ومغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد.

وسيطر  مسلحو طالبان  مطلع الأسبوع الماضي على العاصمة الأفغانية كابول وهو ما جاء بعد استيلائهم على معظم مناطق البلاد، وفي مقدمتها الولايات الاستراتيجية، كمزار شريف، وجلال أباد شرقي كابول وقندهار وهرات.

هذا الحدث وقع بعد أسابيع من مغادرة القوات الأمريكية -باستثناء عدد محدود من الجنود- قواعدها في البلاد التي بقيت فيها قرابة عشرين عاما. 

خطوة فاجئت كثيرين، وإن كانت متوقعة، لكنها أثارت اهتمام الكثيرين للتعرف على هذا البلد الأسيوي وسكانه. 

من الناحية الجغرافية، تقع أفغانستان في قلب القارة الأسيوية، وتبلغ مساحتها نحو 652 ألف كيلومتر مربع، وهي أقل قليلا من مساحة المملكة المغربية، وما يقرب من ثلثي مساحة مصر. 

وهي دولة حبيسة  ليس لديها حدود أو موانئ بحرية، ولكنها تمتلك مينائين نهريين، هما: خير أباد، شير خان، ولها حدود مع 6 دول، أبرزهم الصين وإيران وباكستان.  

 

يقترب عدد سكان أفغانستان من 40 مليونا، نحو نصفهم من النساء، وفق آخر تقدير في يوليو حزيران 2021.

ويمتلك هذا العدد الكبير من السكان تنوعا في السكان من ناحية الأديان والعرقيات المتواجدة في الداخل الأفغاني.

 

 

أرض الأفغان والطاجيك وغيرهم

 

يعترف دستور أفغانستان الذي أقر عام 2004 بـ 14 مجموعة عرقية، هم: البشتون، والطاجيك، والهزارة، والأوزبك، والبلوش، والتركمان، والنورستاني، والباميري، والعرب، والغوجار، والبراهوي، وقيزلباش، وأيماك، وباشاي.

لا توجد إحصاءات تحدد على وجه الدقة نسبة كل عرقية من السكان، والبيانات الوحيدة حول هذه النقطة تتوفر فقط من خلال استطلاعات رأي شارك فيها عدد محدود لم يتجاوز مئات المشاركين.

أحد هذه الاستطلاعات أجرته مؤسسة آسيا للتمنية الدولية، وخلص إلى أن البشتون والطاجيك يمثلون أغلب سكان هذا البلد الآسيوي. 

 

 يعرف البشتون باسم الأفغان ويترجم اسم “أفغانستان” إلى “أرض الأفغان”، أي “أرض البشتون”؛ أغلبهم من المسلمين وهم رعاة يتنقلون من مكان لآخر بحثاً عن المراعي.

وللإسلام تأثير كبير على ثقافتهم في الطعام والشراب.

البشتون هم تقليدياً  رحل ينتقلون من مكان إلى آخر. 

أما الطاجيك، ثاني أكبر مجموعة عرقية في البلاد، فيُعتقد أن لهم أصول إيرانية ويتحدثون اللهجة الفارسية المعروفة باسم الداري، ومعظمهم من المسلمين السنة.

وتمثل عرقية الهزارة نحو عشر سكان أفغانستان، يعيشون في مناطق المرتفعات الوسطى الوعرة، ويقال إنهم من نسل جنكيز خان، مؤسس الإمبراطورية المغولية. ينتمي الهزارة للمذهب الشيعي، وغالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم غرباء. 

وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت طالبان، بتعذيب وقتل عدد من أقلية الهزارة الشيعية والتنكيل بهم.

وتضمن تقرير للمنظمة الحقوقية شهادات مروعة لأعمال قتل وقعت في أوائل شهر يوليو/تموز الماضي بولاية غزني جنوب شرقي أفغانستان.

كما يشكل الأوزبك 9٪ من إجمالي السكان أفغانستان، ويتركزون في المنطقة الشمالية من البلاد. ينتمون للمذهب السني، ويتحدثون اللغة الأوزبكية، وهي لغة تركية. 

لغات وديانات متنوعة 

مرة أخرى يظهر التنوع في أفغانستان، من خلال اللغات التي يتحدثها سكانه، حيث تبلغ نحو 10 لغات.

معظم السكان يتحدثون أكثر من لغة محلية، بعضها لغات رسمية يعترف بها الدستور الأفغاني، وبعضها لغات غير رسمية. 

اللغات الرسمية هي الأكثر انتشارا، حيث يتحدث 80% من السكان اللغة الأفغانية الفارسية، وتعرف بال” دارية”؛ كما يتحدث نحو نصف السكان اللغة الباشتونية.  

 

ديانات متنوعة يعتنقها الناس  في أفغانستان، كالإسلام، والسيخية والهندوسية، وإن كان السواد الأعظم من السكان ينتمون إلى الدين الإسلامي، وبالتحديد إلى المذهب السني. 

 

 

ظروف معيشية صعبة 

 

كما ذكرنا سابقا، يصل تعداد سكان أفغانستان إلى نحو 40 مليون نسمه.

ثلاثة أرباع هؤلاء السكان يعيشون في الريف والوديان والمناطق البدوية، كثيرا منهم يعاني من ظروف معيشية صعبة.

ويعيش واحد من كل اثنين من مواطني أفغانستان تحت الفقر، وهي نسبة مرتفعة للغاية. 

 

حظوظ أسوء للنساء

نسبة المتعلمين في أفغانستان منخفضة وتقل عن نصف السكان، لكن تبدو حظوظ النساء في التعليم هناك أقل. 

 

ينعكس ذلك على تمثيل النساء في الحياة العامة، ويمكننا رؤية ذلك بوضوح من خلال نسب تمثيل المرأة في البرلمان الأفغاني على سبيل المثال.

 

ويخشى كثيرون من أن صعود طالبان للحكم، قد يؤثر بشكل سلبي على تعليم النساء وخروجهم للعمل. 

ويخشى الكثير ضياع حقوق النساء مع إلغاء الجماعة أغلب تلك الحريات التي انتزعنها خلال 20 عاما، بعد أن ساعدت الولايات المتحدة عبر القوات التي تقودها في الإشراف على مسار انتقال البلاد إلى الديمقراطية.

فخلال سيطرتها على الحكم في الفترة ما بين 1996 و2001 لم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت طالبان تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق.

وعندما حكمت طالبان البلاد من 1996 إلى 2001، بات العمل غير مسموح للمرأة، كما منعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس، وكان على النساء تغطية وجوههن في الأماكن العامة، ودائما ما يصطحبهن رجل من أقربائهن إذا ما أردن الخروج من المنزل.

أما النساء اللواتي خالفن تلك القواعد المتشددة، فقد تعرضن في بعض الأحيان للإذلال والضرب العلني على أيدي الشرطة الدينية. وأقدمت الحركة على تنفيذ عمليات إعدام علنية، وتم معاقبة اللصوص بقطع الأيدي ورجم النساء اللواتي اتهمن بارتكاب الزنا.