المسؤول سمح بالتعاون مع شركة صينية “تستعبد” الإيغور
قال موقع The Daily Beast الأمريكي، إنه جرى الكشف عن علاقات عميقة تربط بين مسؤول كبير في الألعاب الأولمبية وتشغيل أقلية الإيغور المسلمة في السخرة، حيث سمح خوان أنطونيو سامارانش ساليساش، رئيس لجنة التنسيق التابعة للجنة الأولمبية الدولية في أولمبياد بكين 2022، لمؤسسته الرياضية الخيرية بأخذ مبالغ مالية من شركة ملابس رياضية صينية تستخدم قطناً من إقليم شينجيانغ ، والذي يعتمد في صناعته على العمل بالسخرة.
فيما يدير خوان مؤسسة سامارانش الخيرية الرياضية والمسجلة في بكين، والتي تمولها شركات صينية كبرى مثل شركة الملابس الرياضية ANTA Sports التي تعهدت في مارس/آذار “بمواصلة شراء واستخدام” القطن من إقليم شينجيانغ رغم مخاوف العمل القسري.
كانت شركة ANTA قد قدمت الدعم المالي لمؤسسة خوان منذ إطلاقها عام 2012، وتدير تحالف التعاون الخيري الأولمبي مع المؤسسة منذ عام 2013. والشركة الصينية عضو نشط في مجلس الإدارة في مؤسسة سامارانش، حيث يشغل مديرها التنفيذي، دينغ شيزونغ، منصب نائب الرئيس.
في حين حصلت الشركة الصينية على صفقات رعاية كبرى للألعاب الأولمبية بعد أن صعد خوان إلى منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية عام 2016. وخلال فترة توليه للمنصب، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية أن شركة ANTA Sports ستوفر زياً رسمياً لمسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو عام 2021، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين لعام 2022، وغيرهما من الفعاليات الرياضية.
ثالث أكبر شركة ملابس رياضية في العالم
هذا الدعم رفيع المستوى عزز الصعود السريع لشركة ANTA Sports لتصبح ثالث أكبر شركة ملابس رياضية في العالم من حيث الإيرادات.
في حين رفضت اللجنة الأولمبية الدولية حتى الآن التخلي عن شركة ANTA Sports رغم تعهدها بالاستمرار في استخدام قطن شينجيانغ، حيث قالت لموقع Axios في أبريل/نيسان إنها “ستواصل بذل العناية الواجبة مع شركة ANTA”.
بينما لم تستجب اللجنة الأولمبية الدولية أو مؤسسة سامارانش لطلبات موقع The Daily Beast للتعليق على إن كانت علاقات خوان الشخصية بشركة ANTA Sports تدخل في عملية صنع القرار في المنظمة.
بحسب الموقع الأمريكي، تعدّ علاقة خوان مع شركة ANTA الرياضية واحدة من علاقاته العديدة بكيانات صينية، والعديد منها في إقليم شينجيانغ الذي يقع في أقصى غرب الصين وتحتفظ فيه الحكومة الصينية بأكثر من مليون مسلم من الإيغور في معسكرات اعتقال، وتجبر العديد منهم على العمل بنظام السخرة في حقول القطن بالإقليم.
ربما تشكل هذه العلاقات عائقاً أمام خوان في محاولته صد الدعوات المتزايدة لمقاطعة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
“دورة ألعاب الإبادة الجماعية”
من جانبه، قال بيتر إروين، كبير مسؤولي البرامج في مشروع الإيغور لحقوق الإنسان، إن علاقات خوان الشخصية بشركة ANTA وحكومة شينجيانغ إشارة أخرى إلى أن مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية “ليس لديهم مصلحة حتى في الاعتراف بالفظائع التي يواجهها الإيغور. ودورة بكين 2022 ستكون (دورة ألعاب الإبادة الجماعية) المقبلة، وهم سيكونون المسؤولين”.
جدير بالذكر أنه في عام 2008، منحت اللجنة الأولمبية الصينية خوان أعلى وسام شرف لديها، نظراً لما وصفته بـ”إسهاماته الكبيرة في الحركة الأولمبية”. وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، كان خوان من بين 10 أجانب تم تكريمهم بميدالية الصداقة للإصلاح في الصين.
يشار إلى أن العديد من الجهات الدولية اتهمت الصين باحتجاز المسلمين بمراكز اعتقال لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وإجبارهم على العمل بالسخرة.
غير أن بكين عادة ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ”معسكرات اعتقال”، هي “مراكز تدريب مهني” وترمي إلى “تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة”.
تجدر الإشارة إلى أن الصين تسيطر على إقليم تركستان الشرقية منذ 1949، وهو موطن أقلية الإيغور المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.
في هذا الصدد، تشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.