الاستخبارات الأمريكية تواصل تحقيقاتها بأصول نشأة “كورونا”
- وكالات الاستخبارات الأمريكية تبحث في بيانات جينية يمكن أن تشق الطريق لتفكيك لغز أصول فيروس “كورونا“
- قاعدة البيانات الضخمة مستمدة من عينات الفيروس التي تمت دراستها في مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات في الصين
كشفت شبكة “CNN” الأمريكيّة أنّ وكالات الاستخبارات الأمريكية تبحث في عدد كبير من البيانات الجينية التي يمكن أن تشق الطريق لتفكيك لغز أصول فيروس “كورونا” عند تحليلها وفك شفرتها.
وأشارت الشبكة إلى أنّ قاعدة البيانات الضخمة مستمدة من عينات الفيروس التي تمت دراستها في مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات في الصين الذي يرى فيه العديد من المسؤولين أنه مصدر تفشي وباء “كورونا”.
ويأتي ذلك ضمن جهود وكالات الاستخبارات بالتحقيق في أصول الوباء الذي يستمر 90 يوماً، ويندرج ذلك التزاماً بتوجيهات الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وفي مايو/أيار الماضي، شدّد بايدن على ضرورة إجراء وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة التحقيق في منشأ “كورونا” بغضون 90 يوماً، ومن المفترض أن ينتهي ذلك خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب الجاري.
بدورها، قالت مطلعة على الملف لـ”CNN” إنه ليس من الواضح كيف أو متى تمكّنت وكالات الاستخبارات الأمريكية من الوصول إلى المعلومات، إلا أن الأجهزة المشاركة في إنشاء ومعالجة هذا النوع من البيانات الجينية للفيروسات ترتبط عادة بخوادم خارجية قائمة على السحابة، مما يجعل من إمكانية اختراقها متاحاً.
وفي ظل هذا المشهد، تواجه وكالات الاستخبارات الأمريكية تحديات ترتبط بالقوى العاملة لفك شفرة تلك البيانات، خصوصاً وأن تفسير المعلومات يحتاج للعنصر البشري المتخصص والمصرّح له بالعمل مع أجهزة الاستخبارات، على اعتبار أنها مكتوبة بلغة الماندرين وبمفردات تخصصية.
ولا يزال العديد من العلماء يعتقدون أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن الفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر بشكل طبيعي. ولكن على الرغم من اختبار آلاف الحيوانات، عجز الباحثون عن تحديد الناقل الوسيط الذي نقل الفيروس إلى الإنسان.
وحتى الآن، فإنّ الكثير من المسؤولين والمشرعين الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي يعتقدون أن علماء معهد ووهان لعلم الفيروسات ربما قاموا بتعديل فيروس وراثياً داخل المختبر باستخدام نوع مثير للجدل من الأبحاث يُعرف باسم “البحث المكتسب من الوظيفة” والذي يمكن أن يكون قد أصاب الباحثين الذين نشروه في مجتمعاتهم.
ووفقاً لمصادر “CNN”، فإنه من المعقول أيضاً أن العدوى الأولية حدثت بشكل طبيعي خارج المختبر، ربما أثناء قيام أحد العلماء بجمع عينة من حيوان بري، قبل أن ينشر هذا العالم الفيروس دون علمه عندما عاد إلى المختبر مع العينات التي جمعها.
وقال مصدر مطلع على التحقيق لـ”CNN”: “في الفرضية الأخيرة، من المحتمل أنه تم إحضاره إلى المختبر للدراسة لأن شخصا ما مرض … مما يعني أن هناك عددا غير معروف من الأشخاص الآخرين الذين كانوا مرضى بالفعل”.
وأوضح الشبكة الأمريكية إلى أنه لطالما سعى المحققون داخل وخارج الحكومة الأمريكية للحصول على بيانات وراثية من 22000 عينة فيروسية كانت قيد الدراسة في معهد ووهان لعلم الفيروسات، إذ تمت إزالة هذه البيانات من الإنترنت من قبل المسؤولين الصينيين خلال شهر سبتمبر/أيلول 2019.
ومنذ ذلك الحين، رفضت الصين تسليم هذه البيانات وغيرها من البيانات الأولية حول حالات الإصابة المبكرة بفيروس كورونا إلى منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة.
ولفتت مصادر مطلعة على هذا الجهد إلى أن ملء هذا الرابط الجيني المفقود لن يكون كافياً لإثبات ما إذا كان الفيروس قد نشأ في مختبر ووهان أو ظهر بشكل طبيعي. وبشكل أكيد، فإنّ المسؤولين سيعمدون إلى الاستمرار بتجميع أدلة سياقية أخرى وذلك للوصول إلى تحديد الأصول الحقيقية للوباء.
وفي يونيو/حزيران الماضي، وجد عالم فيروسات أمريكي أن 13 تسلسلاً جينياً لمصابين بـ”كورونا” خلال الأيام الأولى للوباء بووهان الصينية، حذفت من قاعدة بيانات في الإنترنت بشكل غامض.
وقال العالم المتخصص في التطور الفيروس في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، جيسي بلوم، إنه تمكن من استعادة نسخ من البيانات المحذوفة.
ومع هذا، فق وجه بلوم اتهامات للصين بمحاولة إخفاء التسلسلات الجينية، في إشارة إلى احتمالية حذف السلطات الصينية لهذه البيانات بسبب مخاوف من كشف أصول الوباء.
وإزاء كل هذا المشهد، فقد تمسك المشرعون الجمهوريون في مجلس النواب بنظرية أن الفيروس تسرب من المختبر.
وزعم المشرعون الجمهوريون في تقرير صدر، الاثنين، عن النائب مايكل ماكول من تكساس أن “الأدلة تشير إلى أن فيروس كورونا أطلق عن طريق الخطأ” من مختبر ووهان عام 2019. ورغم هذا الكلام، فإنّ مسؤولو المخابرات يقولون إنه الحديث عن ذلك ما زال سابقاً لأونه.
من جهته، كشف المدير السابق للاستخبارات الوطنية، جون راتكليف، قال إن “مجتمع الاستخبارات الأمريكية لديه بالفعل مجموعة كافية حول موضوع أصول كورونا”. وقال: “لدينا نظرة ثاقبة غير عادية حول هذا الموضوع لعدة أشهر، أكثر بكثير مما تم رفع السرية عنه. التظاهر بأننا لم نفعل ذلك هو شأن سياسي لمحاولة كسب الوقت”.
وفي وقتٍ سابق من هذا العام، عمد نحو 18 عالماً متخصصاً إلى انتقاد تقرير منظمة الصحة العالمية الخاص بأصول الوباء كونه فشل في إعطاء “اعتبار متوازن” لنظرية تسرب الفيروس من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات، وهي النظرية التي استبعدها الفريق الدولي المكلف ببحث منشأة الوباء.
وكان الفريق المكون من علماء من منظمة الصحة العالمية ونظرائهم الصينيين زاروا ووهان يناير/كانون الثاني الماضي لبحث أصول الوباء الذي أدى لفوضى عارمة في العالم.
وخلص الفريق لاحقاً إلى أن فيروس كورونا المستجد انتقل للإنسان عبر حيوان وسيط.
شاهد أيضاً: تريندينغ الآن | مرعب كالمغناطيس معادن تلتصق في ذراع من أخذ لقاح كورونا …إليكم الحقيقة
https://youtu.be/8WXtVA0IoOM