470 ألف ملف كمبيوتر وتدوينات بخط يد بنات بن لادن
- كتاب جديد سيصدر الثلاثاء عن صعود وسقوط بن لادن
- تفاصيل الأسابيع والأيام الأخيرة في حياة بن لادن وأسرته داخل مخبئهم في باكستان
- بن لادن يلقى حتفه قبل التوصل لمخبأ جديد
- نجل بن لادن تعجب من سلمية ثورات الربيع العربي
- أسامة بن لادن أراد تقديم نفسه كأب روحي للثورات العربية لكن الوقت لم يمهله
- كيف خطط زعيم القاعدة لتغيير أيدولوجيتها واسمها أيضا لكسب الثوار العرب
“صعود وسقوط أسامة بن لادن” هو عنوان الكتاب الذي سيصدر الثلاثاء القادم عن دار نشر “سايمون آند سوشر” الأمريكية للمؤلف بيتر بيرغن محلل الأمن القومي في سي إن إن وقام بيتر بيرغن بكتابة مقال عن محتوى الكتاب في صحيفة وول استرييت جورنال الأمريكية قمنا بترجمته في “أخبار الآن”، تضمن المقال تفاصيل الأسابيع والأيام الأخيرة في حياة بن لادن واسرته داخل مخبئهم في باكستان.
كانت الأسابيع الأولى من عام 2011 محملة بعواصف انتفاضات أطاحت بأنظمة حكم عدد من الدول العربية، وحملت معها موجة من القلق تسربت إلى مخبأ أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة وزعيمها السابق، الذي كان مختبئا منذ خمسة أعوام مع عائلته الكبيرة –زوجاته وأبنائه وأحفاده- في مجمع أبوت أباد بباكستان، وشعر بن لادن أن المخبأ الذي تم تشييده بعناية بدأ ينهار .
وكان مصدر هذا القلق أن الحراس الشخصيين لزعيم التنظيم الإرهابي قد ضاقوا ذرعا بالمخاطر المصاحبة لعملية حماية وخدمة المطلوب الأول على قائمة الإرهاب في العالم .
كان حارساه الشخصيان على مدار السنوات الخمس شقيقين عضوين في تنظيم القاعدة من عائلة نشأت في نفس المنطقة المحيطة بالمخبأ ، وقد فعلا كل شئ من أجل زعيمهما، بداية من التبضع في الأسواق وحتى تسليم رسائله باليد إلى القادة الآخرين في القاعدة.
أخبر بن لادن إحدى زوجاته أن الحارسين الأخوين أصابهما التعب ويخططان للاستقالة ثم ساءت الأمور بعد ذلك لدرجة أنه كتب لهما خطابا رسميا رغم كونهما يعيشان معه في نفس المجمع السكني، اعترف فيه بمدى غضبهما منه وتوسل إليهما يمنحاه مزيدا من الوقت للعثور على حراس جدد ومخبأ جديد –حيث كان المجمع السكني مسجلا باسم الأخوين ، فوافق الشقيقان على الانفصال عن زعيمهما بحلول منتصف يوليو من نفس العام.
بن لادن يلقى حتفه قبل التوصل لمخبأ جديد
فشل بن لادن في إيجاد مكان جديد للاختباء به ،حتى موعد قتله في 2 مايو 2011،، فقد قتل جنبا إلى جنب مع ابنه خالد والحارسين وزوجة أحدهم عندما داهمت قوات البحرية الأمريكية المجمع السكني الخاص بهم ، في عملية لم تخلص فقط العالم من العقل المدبر للارهابيين بل حصلت أيضا على 470 ألف ملف كمبيوتر على 10 أقراص صلبة وخمسة أجهزة كمبيوتر ومئات من الأقراص الأخرى.
وتكمن أهمية هذه الوثائق في أنها المرجعية لفهم الرجل الذي وجه هجماته إلى نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001 ، تلك الهجمات التي تم تحديد مسار السياسة الأمريكية على أثرها على مدار عقدين كاملين ، فلا يوجد مصدر لفهم ذلك الرجل افضل من ألاف الصفحات من رسائله الخاصة ومذكراته السرية والتي تم الافصاح عنها فقط في نهاية عام 2017 ونشرت على الموقع الإلكتروني لمكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية.
كان من بين الوثائق جريدة كتبت بخط اليد كانت تحتفظ بها اثنتان من بنات بن لادن، وفيها تم تسجيل أحداث الأسابيع الأخيرة من حياته ، في البداية كان يصعب فك غموض النص في تلك الجريدة ولذا لم تحظ سابقا باهتمام الصاحفيين والباحثيين ، ولكن عند ربطها بباقي وثائق أبوت أباد فقد ساعد ذلك في توضيح بعض الألغاز المهمة حول بن لادن والقاعدة.
حيرة من الربيع العربي وبن لادن يشعر أن التاريخ يتخطاه
في أوائل عام 2011 ، وفي تلك الأسابيع التي سبقت مقتله، كان بن لادن الذي كان في منتصف الخمسينيات من عمره مضطربًا ،حيث بدا أن التاريخ يتخطاه.، فقد اجتاحت الانتفاضات الشرق الأوسط فيما بات يعرف بالربيع العربي وهي تلك الأحداث التي اعتقد بن لادن أنها الأكثر أهمية في المنطقة منذ قرون.
ورغم ذلك ، فإنه لا يوجد أحد من ملايين المتظاهرين الذين خاطروا بحياتهم للاحتجاج في مصر وليبيا لم يلوحوا بلافتة منظمته أو يرددون دعوتها للجهاد العنيف، بل كانوا ببساطة يطالبون بحقوق الإنسان الأساسية،و كان بن لادن في حيرة شديدة من أمره بشأن كيفية التفاعل مع تلك الانتفاضات.
سلمية الربيع العربي أزعجت نجل اسامة بن لادن
في تلك الأسابيع القليلة التي سبقت مقتله، عقد بن لادن اجتماعات عائلية شبه يومية في مجمع أبوت آباد لمناقشة كيفية التفاعل مع أحداث الربيع العربي، وشملت هذه الاجتماعات زوجتي بن لادن أم حمزة التي كانت يعتبرها بن لادن ندا فكريًا له، حيث كانت تكبره بثماني سنوات، وحاصة على درجة الدكتوراه في علم نفس الطفل و صاحبة معرفة عميقة بالقرآن، وقد أمضت عقدًا من الزمان تحت الإقامة الجبرية في إيران ، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل أن تنضم إليه في باكستان، إلى جانب سهام زوجته الثانية التي وكانت شاعرة ومفكرة حاصل على دكتوراه في علوم القرآن، وكان لسهام دور كبير في مراجعة وتصحيح كتابات بن لادن ، لذا فقد كانت الزوجتين بمثابة مجلسه الفكري الذي لا غنى عنه.
كان السؤال الذي طرحه بن لادن على طاولة اجتماعات العائلة هو: إذا كانت ثورات الربيع العربي قد قامت إلى حد كبير بتحريض من الليبراليين، فهل يمكنه مع ذلك أن يقدم نفسه على أنه زعيم للثورات؟
في تلك الاجتماعات كان الدور الموكل إلى ابنتي بن لادن هو تدوين الملاحظات والتي أظهرت ان بن لادن وزوجاته وأبنائه اليافعين كانوا في حيرة من أمر الغياب المذهل لأفكار القاعدة وأتباعها عن انتفاضات الشارع العربي، وتساءل أحد أففراد العائلة : “كيف لا يوجد ذكر للقاعدة؟” فأجاب بن لادن بإيجاز وبشكل دفاعي: بعض المحللين يذكرون القاعدة”
في أحد الاجتماعات، اشتكى بن لادن لعائلته من أنه أصدر بيانًا عامًا يعود إلى عام 2004 يحث فيه أتباعه على “محاسبة الحكام العرب” ولكن نداءه تم تجاهله، فأجابته أم حمزة: ربما يكون بيانك هذا أحد أسباب انتفاضات الربيع العربي؟، لكنه بالطبع لم يكن كذلك، فحتى أفراد عائلة بن لادن كانوا على دراية تامة بهذه الحقيقة، فقد لاحظ أحد الأبناء أن ثورات الربيع العربي سلمية إلى حد كبير، وتساءل ” إذا حدث التغيير بدون جهاد هل سيكون لذلك أثر سلبي علينا ؟”
وفي العاشر من مارس2011 ، حث بن لادن زوجتيه الأكبر سنًا وابنتيه الراشدتين على إبداء آرائهم فتوجه لهن بالحديث قائلا :”أود أن أعرف تعليقاتكن على ما شاهدتن في الأخبار التي تابعتنها بعد ظهراليوم”
فأخبرنه أنه بحاجة إلى إلقاء خطاب كبير في الشأن العام ، وكانت الأسرة تعتقد اعتقادا راسخا أن كلمات بن لادن يمكن أن تغير مسار الربيع العربي.
اعتذار للمسلمين والتفكير في إعادة طرح القاعدة بصورة مختلفة
كجزء من الدعاية العامة له، كان بن لادن يفكر جديا في إصدار نوع من الاعتذار نيابة عن القاعدة وحلفائها، بالطبع لم يكن اعتذارا بل كان بن لادن مدركًا تمامًا أنه منذ 11 سبتمبر، قامت الجماعات المتحالفة مع القاعدة – على سبيل المثال ، القاعدة في العراق ، الشباب في الصومال وطالبان في باكستان – بقتل الآلاف من المدنيين المسلمين وأن هذه الأفعال قد قوضت فكرة أن القاعدة كانت تخوض جهادًا نيابة عن جميع المسلمين.
في تلك اللحظة، فكر بن لادن في إعادة تنظيم القاعدة في العالم الإسلامي كمنظمة لا تقتل المدنيين المسلمين بشكل عشوائي. وكتب رسالة إلى قائد كبير بالقاعدة يقول فيها، إنه يعتزم إصدار بيان يناقش فيه “بدء مرحلة جديدة لتصحيح الأخطاء التي ارتكبناها”
فقد تعرض اسم التنظيم لشوائب شديدة في ذهن بن لادن لدرجة أنه فكر في تغيير اسم المجموعة، كان يبحث عن اسم يليق ب”قاعدة، ألطف وأكثر طيبة.
خطط لقتل أوباما ورأى أن بايدن لن يكون رئيس
رغم كل ما سبق فإن فكرة إعادة انتاج القاعدة التي اقترحها بن لادن لم تضمن وقف التخطيط لهجمات إرهابية ضد أهداف أمريكية، فمع اقتراب الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر، كان بن لادن حريصًا على تخليد المناسبة بضربة مذهلة أخرى، حيث أخبر مساعديه أنه يريد “عمليات فعالة يكون تأثيرها أكبر من تأثير 11 سبتمبر”
وأوضح بن لادن أن قتل الرئيس باراك أوباما كان أولوية قصوى، لكنه وضع الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في أفغانستان في ذلك الوقت، صوب عينيه كضحية ثانية بعد باراك أوباما،قال بن لادن لفريقه ألا يكلفوا نفسهم عناء نسج المؤامرات ضد نائب الرئيس جو بايدن ، الذي اعتبره “غير مستعد على الإطلاق” لمنصب رئيس أمريكا.
أعداء للقاعدة في العلن وأصدقاء في السر
لم يكن المجمع السكني لعائلة بن لادن في أبوت أباد بعيدا عن المعادلة الباكستانية في ملفات ويست بوينت “الأكاديمة العسكرية الأمريكية” لهذا السبب فقد توقع العديد من المراقبين أن بن لادن قد تلقى بعض الدعم من المسؤولين الباكستانيين أو الضباط العسكريين في باكستان.
ورغم ذلك ، فإن آلاف الصفحات من الوثائق التي تم العثور عليها من مجمع بن لادن لا تحتوي على أي شيء يدعم فكرة أن بن لادن كان محميًا من قبل المسؤولين الباكستانيين أو أنه كان على اتصال بهم، بل على العكس تمامًا: تصف الوثائق أعضاء الجيش الباكستاني بـ “المرتدين” وتتحسر على “الضغط الباكستاني المكثف عليهم” بل وتشمل الوثائق أيضًا خططًا لشن هجمات ضد أهداف عسكرية باكستانية.
وفكر قادة القاعدة في التفاوض على اتفاق مع الحكومة الباكستانية خلال صيف عام 2010 وتواصل ممثلو جماعة بن لادن مع قادة طالبان الباكستانية ، الذين حافظوا على اتصالاتهم مع المخابرات العسكرية الباكستانية ،لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم التفاوض لوقف إطلاق النار من جانب الحكومة الباكستانية. لكن هذه المفاوضات تعثرت.
كتب بن لادن إلى نائب كبير له بينما كان العديد من أفراد عائلته يقيمون في إيران قيد الإقامة الجبرية: “لا يمكن الوثوق بالإيرانيين”
من ناحية أخرى، ظلت العلاقات مع طالبان في أفغانستان وثيقة ،ويزعم المدافعون عن طالبان أن الجماعة رفضت منذ فترة طويلة وجود تنظيم القاعدة – وكان لك مقدمة لابد منها لبداية محادثات السلام المطولة بين الولايات المتحدة و طالبان ، والتي فرضت من المسلحين الأفغان رفض القاعدة مقابل الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان.
لكن وثائق أبوت آباد أوضحت أن القاعدة وطالبان ليست لديهما نية لقطع تحالفهما، بل على أرض الواقع حافظت القاعدة على علاقات ودية مع طالبان وتعاونت معها في العمليات العسكرية والتمويل، وبحسب الوثائق، فإن مجموعة بن لادن اختطفت دبلوماسيا أفغانيا في باكستان، وأفرجت عنه مقابل فدية قدرها خمسة ملايين دولار في عام 2010 ، ثم دفعت لفرع طالبان المعروف بشبكة حقاني “مبلغا كبيرا” من تلك الأموال.
فك شفرة العلاقة الغامضة بين إيران والقاعدة
تساعد وثائق أبوت آباد كثيرا في توضيح علاقة القاعدة الغامضة مع الحكومة الإيرانية، فقد عاش بعض قادة القاعدة وأفراد عائلة بن لادن، مثل أم حمزة، رهن الإقامة الجبرية في إيران لمدة عقد كامل عقب أحداث 11 سبتمبر.
لا تحتوي الوثائق على أي دليل يشير إلى أن القاعدة وإيران تعاونا على الإطلاق في أي هجمات وبدلاً من ذلك، أظهرت الوثائق عدم ثقة بن لادن الشديدة في النظام الإيراني وسجلت الوثائق بعض الحوادث التي أدت إلى توتر العلاقة.
ومن أمثلة هذه الحوادث، ووفقًا لمذكرة أرسلها أحد أعضاء القاعدة إلى بن لادن، أفادت باقتحام القوات الخاصة الإيرانية التي كانت ترتدي ملابس سوداء وترتدي أقنعة أمنية إيرانية، مكان إقامة بعض أفراد عائلة بن لادن وقادة القاعدة وتم احتجازهم في 5 مارس / آذار 2010، وقام الجنود بضرب المعتقلين بمن فيهم أعضاء من مجموعة بن لادن، في ذلك الوقت ، فكتب بن لادن إلى نائب كبير له بأن الإيرانيين لا يمكن الوثوق بهم .
مفاجأة الوثائق للجميع: بن لادن ظل يدير القاعدة عن بعد ولم ينعزل
عقب توغل القوات الأمريكية في أفغانستان، تخيل الكثيرون في وسائل الإعلام وأجهزة المخابرات أن بن لادن كان يعيش منعزلاً في كهف بعيد، معزولاً عن القيادات التي تدير فروع القاعدة باسمه ولكن الوثائق تفاجئ الجميع بعكس ذلك فقد أظهرت وثائق أبوت آباد أنه حتى في الأسابيع الأخيرة من حياته ، كان زعيم القاعدة لا يزال يدير منظمته بنفسه.
كان بن لادن منخرطًا بعمق في القرارات الهامة للتنظيم وتقديم نصائح استراتيجية لأتباعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، وفي عام 2010 ، رشح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية رجل الدين اليمني الأمريكي، أنور العولقي، كزعيم جديد محتمل ، لكن بن لادن ألغى الترشيح،كما اقترح قادة القاعدة في اليمن إقامة “ولاية إسلامية في اليمن” ، فأخبرهم في مذكرة غير مؤرخة أن الوقت لم يحن بعد لذلك الإعلان، وفي رسالة كتبها بن لادن في 7 أغسطس 2010، حث فيها جماعة الشباب الصومالية الإرهابية على عدم تعريف نفسها علانية على أنهم جزء من القاعدة، وامتثلت الجماعة لأمره.
وثائق أبوت آباد تكشف عن وجه لزعيم يعيش في أكاذيبه ويصدقها
ولكن على الرغم من إدارته التفصيلية ، فإن بن لادن بصورته التي رسمتها وثائق أبوت آباد هو زعيم لا يعرف أن إنجازه المميزمتمثلا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، قد أدى إلى نتائج عكسية بشكل لا يمكن تخيله، لقد ارتكب بن لادن الخطأ الشائع وهو تصديق دعايته الخاصة التي كانت تردد الولايات المتحدة “نمرًا من ورق” ، وأنها ستنسحب من الشرق الأوسط بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، وأن الأنظمة الحليفة لها ، ستقع مثل أحجار الدومينو
ولكن الواقع كان عكس ذلك فبعد 11 سبتمبر ، شنت الولايات المتحدة حملات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية الجهادية في سبع دول إسلامية – أفغانستان والعراق وليبيا وباكستان والصومال وسوريا واليمن. على الرغم من أن هذه الحملات كانت مكلفة بالتأكيد حيث بلغت تكلفتها حتى الآن حوالي ستة تريليونات دولار، وحياة أكثر من 7000 أمريكي ومئات الآلاف من القتلى المدنيين ، إلا أنها بعيدة كل البعد عن الانسحاب الذي توقعه بن لادن بعد الحادي عشر من سبتمبر، حيث انتشرت القواعد الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة، بينما خسرتنظيم القاعدة أفضل قاعدة له في أفغانستان
الآن فقط ، بعد عقدين من الحادي عشر من سبتمبر وبعد مرور عقد على مقتل أسامة بن لادن ، انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان مؤخرا وإلى حد ما العراق – البلدان التي لم يتصور ابن لادن فيها وجودًا للولايات المتحدة ، في الوقت نفسه ، تواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بقواعد كبيرة في دول عربية عديدة ،فلم تنه هجمات الحادي عشر من سبتمبر الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط بل ساهمت في تضخيمه بشكل كبير.
كان أسامة بن لادن أحد الأفراد القلائل الذين يمكن القول إنهم غيروا مجرى التاريخ ، لكن النتائج لم تكن على الإطلاق كما كان يأمل، ففي عام 2011 ، ومع اقتراب الذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ، كان هدفه الأسمى هو تنفيذ هجوم إرهابي مذهل آخر ضد الولايات المتحدة. توفي وهو يعلم أنه قد فشل