توسع رقعة الاحتجاجات في إيران وسط استمرار آلية القمع من قبل السلطات 

توسّعت رقعة المظاهرات وشملت مدناً أخرى مجاورة للأحواز إيران، تزامنا مع إرسال السلطات الإيرانية آلاف التعزيزات لقمع الاحتجاجات، منها عناصر من قوات الأمن والوحدات الخاصة.

وأكدت المعلومات بأن المتظاهرين اجتاحوا 10 مدن مجاورة للأحواز، فيما أكد ناشطون أن التعزيزات الأمنية لم تكسر حدة الغضب ولم تردع المحتجين للرجوع.

 ونظم متظاهرون في أليكودرز بمحافظة لورستان، مسيرة للتعبير عن تأييدهم للمتظاهرين في الأحواز، بينما اعتقلت قوات الأمن عشرات المظاهرين خصوصاً بعد تدخّل قوات من الحرس الثوري.

الأمم المتحدة تدعو طهران إلى حل المشكلة

ودعت منظمة الأمم المتحدة طهران إلى حل المشكلة بدلاً من اللجوء إلى العنف وتكميم الأفواه والاعتقالات.

وصرحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه، مساء الجمعة، إنه من الأفضل أن تعالج السلطات الإيرانية مشكلة شح المياه في جنوب غربي إيران بدلا من قمع الاحتجاجات بالعنف.

وتابعت في بيان أن على الحكومة التركيز على تأثير الأزمة الرهيبة لندرة المياه في حياة سكان الأحواز وصحتهم وازدهارهم، وعلى احتجاجات المواطنين اليائسين بعد سنوات من الإهمال في مواجهة وضع كارثي، وفق قولها.

كما شددت على أن إطلاق النار على الناس وتوقيفهم لن يؤديا إلا إلى زيادة الغضب واليأس، موضحة أن المصابين رفضوا الذهاب إلى المستشفى خوفا من توقيفهم.

إلى ذلك، أصدرت منظمة العفو الدولية، اليوم، بيانًا طالبت فيه السلطات الإيرانية بوقف استخدام الأسلحة والقوة ضد المحتجين على شح المياه في الأحواز.

وأشارت في بيانها إلى الإجراءات الأخيرة للقوات الأمنية الإيرانية في عدد من مدن الأحواز التي أسفرت عن مقتل 8 مواطنين بينهم مراهق.

وطالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلين وحماية السجناء من التعذيب وسوء المعاملة.

 منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أكدت أن السلطات في إيران استخدمت القوة المفرطة لقمع المظاهرات.

وطالبت طهران بإجراء تحقيقات تتمتع بالشفافية بشأن 3 حالات وفاة على الأقل وقعت بين المتظاهرين، ومحاسبة المسؤولين عنها، وكذلك معالجة مشاكل الوصول إلى المياه المستمرة منذ فترة طويلة.

بدورها، دعت الخارجية الأمريكية، الجمعة، قوات الأمن الإيرانية إلى وقف العنف والاعتقال التعسفي للمحتجين.

وأعلنت في بيان، عن دعمها لحقوق الشعب الإيراني في التجمع السلمي، وكذلك حقوقهم في التعبير عن أنفسهم بحرية، لا سيما حرية الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت دون خوف من العنف أو الاعتقال.

ويذكر أن الأحواز، واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31 في إيران، وهي من المناطق التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب.

كما سبق لسكان المحافظة أن اشتكوا من تعرضهم للتهميش من قبل السلطات، وقد شهدت في 2019 احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.