موجة الحر القياسية.. ما هي الأسباب؟
- درجات الحرارة القياسية ناجمة عن ظاهرة “القبة الحرارية”
- الاحتباس الحراري ليس سبباً رئيسياً
- مكيفات الهواء لها تأثير كبير
بالتزامن مع تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة في مناطق غرب المحيط الهادي تأثرت بها مناطق واسعة في كندا والولايات المتحدة، وأسفرت عن وفاة المئات، تشهد مناطق أخرى من العالم ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة ما
ينذر بالمزيد من المخاطر على الإنسان والبيئة خصوصاً وأن الخبراء يتوقعون أن يعمل التغير المناخي على زيادة تكرار حدوث ظروف طقس غير مسبوقة، كموجات الحر.
وارتفع عدد ضحايا موجة الحر غير المسبوقة التي ضربت مقاطعة بريتيش كولومبيا غرب كندا على مدار خمسة أيام إلى 719 وفاة، حيث وصلت درجات الحرارة في بعض مناطق الغرب الكندي إلى نحو 49.6 درجة مئوية.
وفي شمال غرب أمريكا، يعاني السكان من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وقد طُلب من سكان مدينة نيويورك عدم استخدام الأجهزة التي تستهلك طاقة عالية بما فيها مكيفات الهواء وذلك من أجل شبكة الكهرباء.
كما سجلت الكويت أعلى درجة حرارة في العالم لهذا العام، 53.2 درجة مئوية، وفقًا لموقع ” إلدورادو” الأمريكي ، الذي يجمع بيانات درجات الحرارة من محطات الأرصاد الجوية في الدول.
وفي قبرص نجحت السلطات بمساعدة دولية في السيطرة على أسوأ حريق للغابات في تاريخ الجزيرة أودى بحياة أربع عمال مصريين وأدى إلى إخلاء عشرات القرى.
القبة الحرارية وسنوات “النينا”
بحسب العلماء فإن غرب كندا والولايات المتحدة سجلت مستويات قياسية من الحر الناجم عن ظاهرة تعرف بـ “القبة الحرارية” نادرة القوة
وهذه الظاهرة تعني أن منطقة ذات ضغط جوي مرتفع تُثبِّت نفسها فوق منطقة على الأرض فينحبس الهواء الدافئ أثناء ارتفاعه وتدفعه القبة مرة أخرى نحو السطح ليصبح أكثر دفئا، فترتفع درجات الحرارة شيئا فشيئا.
ومن الأسباب التي أدت إلى هذه القبة الحرارية غير المسبوقة بحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) هي كوننا نعيش سنوات “النينا” وهي ظاهرة يحدث فيها تغير دوري في أنماط الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ.
من جانبه أكد الدكتور أحمد الملاعبة، استاذ الجيولوجيا البيئية والتغيرات المناخية في الجامعة الهاشمية بالأردن ان التغيرات المناخية الحالية جاءت نتيجة تراكمات كبيرة على مدى سنين طويلة من استخدام الفحم الحجري والصخر الزيتي، بالاضافة الى تصرفات الانسان الخاطئة تجاه البيئة.
واضاف الدكتور الملاعبة لـ “أخبار الآن” ان زيادة درجات الحرارة التي يمر بها العالم في هذه الأيام تأتي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة الغازات الضارة في الجو، الأمر الذي أدى الى زيادة درجة حرارة الأرض وأسفر عن الكوارث الطبيعية المستمرة.
الدكتور الملاعبة اشار في معرض حديثه عن اسباب الظواهر المناخية الأخيرة الى ان الصناعات الثقيلة وزيادة استخدام النفط وعدم الترشيد في استهلاك الموارد الطبيعية ادت الى حدوث هذه الظواهر.
ونوه الدكتور أحمد الملاعبة الى ان هنالك جهودا دولية لتطوير الطاقة البديلة ومواجهة التغيرات المناخية، حيث تتجه الكثير من الدول الى استخدام الطاقة البديلة وايجاد مشاريع صديقة للبيئة، اضافة الى زراعة المساحات بالأشجار.
وفيما يخص الحلول، قال الدكتور الملاعبة لـ “أخبار الآن” ان دول العالم تنبهت لهذه الأخطار وسارت على نهج الاعتماد على الطاقة البديلة وتنويع مصادر الطاقة، مشيرا الى ان الامارات العربية المتحدة والأردن والمغرب وغيرها من الدول طورت استخدام الطاقة البديلة الصديقة للبيئة واهمها الطاقة الشمسية، فيما طورت بريطانيا من استخدام طاقة الرياح كبديل لتوليد الطاقة الكهربائية.
واشار الدكتور أحمد أحمد الملاعبة، استاذ الجيولوجيا البيئية والتغيرات المناخية في الجامعة الهاشمية بالأردن الى ان على الدول وحتى الأفراد الخروج من التفكير الكلاسيكي في التعامل مع التغيرات المناخية واثارها وأسبابها والاتجاه نحو التفكير الجديد ووضع حلول لمواجهتها، مشيرا الى ان هذه الطرق ستخفف من حدة التطرف المناخي والظواهر المناخية حول العالم.
وقدم الدكتور الملاعبة عدة نصائح يمكن للأفراد اتباعها لترشيد استخدام المياه والتعامل الأمثل مع البيئة.
الاحتباس الحراري ليس السبب الوحيد
عند السؤال عن مسببات هذه الظواهر والارتفاع القياسي لدرجة حرارة الكوكب يتوار إلى الأذهان مباشرة مصطلح الاحتباس الحراري، لكن في الحقيقة يؤكد العلماء أن اعتبار هذه الظاهرة المسبب الوحيد أمرٌ خاطئ.
فهناك مسبب آخر هو ضعف التيارات النفاثة، وهي نطاق من التيارات الهوائية سريعة الحركة التي تحدث على ارتفاعات عالية وتتحرك بشكل موجات حول نصفي الكرة الشمالي والجنوبي.
وتوجد هذه التيارات في طبقة التروبوسفير من الغلاف الجوي وقد يصل عرضها ما بين 500 إلى 650 كيلومتراً حيث تندفع بسرعة عالية من الغرب إلى الشرق، وبالتالي توجه الطقس حول العالم.
وقد تؤدي هذه التيارات النفاثة حال اشتدادها إلى حدوث عواصف وفي بعض الأحيان حينما تضعف فإنها تتسبب بموجات الحر تماماً كما يحث هذه الأيام.
مكيفات الهواء والأنشطة البشرية
من الأسباب الأخرى التي تقف وراء موجات الحر القياسية أجهزة التبريد والتهوية التي يتوقع الخبراء أن يصل عددها في العام 2050 إلى 14 مليار جهاز، ولهذا فإن العلماء يطالبون باستعمال مستدام لأجهزة التبريد من أجل تخفيف نسبة الانبعاثات.
كذلك فإن عوادم الغازات الكربونية الناجمة عن الأنشطة البشرية تضاعف احتمالات حدوث موجات حر شديدة، وهو ما يلقي بالمسؤولية في المقام الأول على الانسان ويضعه أمام تحديات كبيرة من أجل التصدي لظاهرة التغيُّر المناخي وتحقيق الاستدامة في القطاعات الحيوية.
ذوبان آيس كريم في ثوان في كاليفورنيا وسط موجة حر تضرب ولايات أمريكية