القضاء الفرنسي يستمع للمرة الأولى لكارلوس غصن في بيروت
بدأ قضاة فرنسيون الإثنين، للمرة الأولى، الاستماع للرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان كارلوس غصن في بيروت، التي فرّ إليها قبل أكثر من عام آتيا من اليابان، في قضيتين فتحتا بحقه في نانتير وباريس.
يرافق غصن فريق الدفاع قاعة محكمة التمييز بعد وصول الفريق الفرنسي، الذي يضم قضاة تحقيق من نانتير وباريس ومحققين من المكتب المركزي لمكافحة الفساد والمخالفات المالية والضريبية في فرنسا.
وكارلوس مرغم على البقاء في لبنان منذ فراره من اليابان في كانون الأول/ديسمبر 2019. إثر مذكرة توقيف دولية صادرة عن الأنتربول.
وضمن أعمال الاستجواب، حفلان في قصر فيرساي، أحداهما يُعتقد أنه أقامها للاحتفال بعيد ميلاده الستين، ومدفوعات لموزع تجاري في سلطنة عمان، بالإضافة إلى خدمات استشارية عندما كان غصن لا يزال الرئيس التنفيذي لتحالف رينو-نيسان.
من المقرر أن يستمر استجواب غصن حتى يوم الجمعة
وقال محامو غصن الثلاثة وهم كارلوس أبو جودة وجان-إيف لو بورني وجان تامالي، في بيان إن “فريق الدفاع سبق أن وجد في القضايا الفرنسية عيوباً إجرائية يعتبرها خطرة”. وأضافوا أن هذه العيوب “التي تضعف الآلية القضائية، تنبع من الأساليب الغريبة المعتمدة في التحقيق الياباني الذي يبقى المصدر الرئيسي للملفات الفرنسية”.
ولفت المحامون إلى أن قطب صناعة السيارات السابق البالغ 67 عاماً “الذي يُستمع إليه كشاهد، ليس لديه أي إمكانية للطعن بقانونية الإجراء”، معتبرين أن “وحده توجيه الاتهام” إلى غصن، سيسمح لغصن “بالتنديد بالعيوب القضائية التي تشوب الملف و(تتيح) عقد جلسات استماع”.
وبتوجيه الاتهام إليه سيتمكن غصن من الاطلاع على الملف وبالتالي معرفة التهم الموجّهة إليه، وخصوصاً تقديم التماسات على غرار طلب الحصول على رأي ثان مضاد أو الاستماع إلى شهود أو إجراء مواجهات…
توجيه الاتهام إلى غصن لا يمكن أن يحصل طالما أنه خارج الأراضي الفرنسية
وقد أوقف غصن في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 على مدرج مطار طوكيو واحتُجز لأشهر عدة ثم أُفرج عنه بكفالة مالية مع منعه من مغادرة الأرخبيل بانتظار محاكمته لشبهات باختلاس أموال من شركة نيسان، إلا أنه نجح في الالتفاف على مراقبة السلطات اليابانية.
ويُشتبه في أنه اختبأ داخل صندوق كبير أسود يشبه الصناديق المستخدمة لنقل الآلات الموسيقية ونُقل في طائرة خاصة عبر مطار أوساكا إلى مطار أتاتورك في اسطنبول ومنه إلى مطار بيروت.
وأكد رجل الأعمال الفرنسي اللبناني البرازيلي أنه “لم يفرّ من العدالة” إنما أراد “الهروب من الظلم” مندداً بـ”مؤامرة” دبّرتها السلطات اليابانية ضده.
فوائد جنائية مشتركة
يشتبه القضاء في أن غصن استفاد شخصياً من اتفاق أبرم بين رينو والمؤسسة التي تدير قصر فيرساي بتنظيمه أمسيتين لمناسبتين خاصتين.
وكذلك ينظر المحققون في قضية مدفوعات مشبوهة تبلغ قيمتها ملايين اليوروهات بين شركة “ار ان في بي” الفرع الهولندي لتحالف رينو ونيسان وموزع شركة تصنيع السيارات الفرنسية في سلطنة عمان “سهيل بهوان للسيارات”.
في آخر تطوّر لافت، تقدّمت مساهمة في رينو بشكوى قضائية جديدة في حق غصن في 18 أيار/مايو، حول “مبالغ كبيرة” سددت “من دون علم المساهمين” لشركة “ار ان في بي”.