وسائل إعلام هندية تنتقد مودي.. الوضع قبل الوباء ليس كما بعده

رغم التحديات.. وسائل إعلام هندية تنتقد سياسة مودي في التعامل مع أزمة الوباء

 

في وقت سابق من هذا الشهر، تلقى غور، المحرر في Dainik Bhaskar، إحدى أكبر الصحف مبيعًا في العالم، معلومات تفيد بأنه تم رصد جثث عائمة في نهر الغانج في ولاية بيهار بشرق الهند.

ونظرًا لمدى تحلل الجثث، اشتبه المسؤولون في الولاية في أنهم أتوا من أعلى المنبع، ربما من ولاية أوتار براديش، الولاية المكتظة بالسكان حيث يقع مقر غور. لذلك أرسل فريقًا من 30 صحفيًا إلى أكثر من 27 منطقة للتحقق من الأمر.

بعد ساعات من البحث، وجد الفريق أكثر من 2000 جثة عائمة على امتداد 1100 كيلومتر (684 ميل) من نهر الغانج، والذي يعتبر نهرًا مقدسًا لمعظم الهندوس.

قال غور لشبكة”سي ان ان”: “لم أر شيئًا كهذا في حياتي المهنية التي امتدت 35 عامًا”.

لأسابيع، اجتاحت الهند موجة ثانية من إصابات Covid-19، مع ملايين الحالات الجديدة. سجلت وزارة الصحة ما يقرب من 300.000 حالة وفاة مرتبطة بـ Covid منذ بدء وباء كورونا، على الرغم من أن الرقم الفعلي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.

 

في حين أن الخسائر البشرية كانت هائلة، فإن الصحفيين مثل غور لا يقومون فقط بتغطية الوضع المأساوي.

إنهم يقاتلون أيضًا من أجل الشفافية والمساءلة من قبل حكومة حاولت تضييق الخناق على انتقادات رئيس الوزراء ناريندرا مودي وتعامله مع الوباء.

مع انتشار الأزمة، وجهت انتقادات لمودي في البداية من قبل الصحافة الدولية لأنه لم يفعل ما يكفي لمنع الكارثة، وتقليل عدد القتلى. واتُهم رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، وهو حليف وثيق لمودي، بترويع المواطنين والصحفيين الذين يغطون أخبار نقص الأكسجين في الولاية. حتى أن نيودلهي طلبت من منصة تويتر إزالة التغريدات حول فيروس كورونا، بما في ذلك بعض التغريدات التي انتقدت مودي.

قال غور، الذي لم يكتب فقط عن تزوير مزعوم للبيانات من قبل الإدارة، لكنه انتقد السلطات أيضًا بسبب الطريقة غير الملائمة التي تم بها حرق الجثث التي تم الكشف عنها أخيرًا: “كان الناس يطلبون مني ألا أواجه الحكومة”.

اضاف ان “مسؤولي الدولة حاولوا ايقاف تغطيتنا عدة مرات في الايام الماضية بل وهددونا برفع قضية”.

منذ مقالته الأولى، واصلت جريدته عدّ الجثث في نهر الغانج وتحميل السياسيين مسؤولية الأزمة، ليس فقط في ولاية أوتار براديش، ولكن في أجزاء أخرى من الهند أيضًا.

انتقاد مودي

 

طغت الأزمة المتصاعدة على نظام الرعاية الصحية في الهند في عدة ولايات. هناك نقص في الأسرة والأكسجين والعاملين في المجال الطبي. يموت بعض المرضى في غرف الانتظار أو خارج العيادات المكتظة. في أماكن حرق الجثث، تتراكم الجثث بشكل أسرع من قدرة العمال على بناء محارق جديدة. بينما يتحسن الوضع في المدن الكبرى، قد تستمر المناطق الريفية في البلاد في المعاناة.

يقول منتقدو الحكومة من السياسيين والقضاة المعارضين إلى المواطنين العاديين إنه على الرغم من حجم المأساة، ركز قادة البلاد أكثر على منع نشر الصور بدلاً من معالجة الكارثة. في غضون ذلك، قالت الحكومة إنها تريد منع الأفراد من نشر معلومات مزيفة أو مضللة.

 

لقد فاجأ هذا التقرير العديد من القراء: أصبحت وسائل الإعلام الهندية خاضعة بشكل متزايد لحكومة مودي منذ انتخابه لأول مرة رئيسًا للوزراء قبل سبع سنوات. استخدم الحزب الحاكم مجموعة من التكتيكات، تتراوح من إجبار المعلنين على مقاطعة المنافذ التي تنتقد سياساته إلى إغلاق القنوات .

قال أبيناندان سخري، الرئيس التنفيذي لـ Newslandan، وهو موقع إخباري مستقل حائز على جوائز ويركز على وسائل الإعلام والصحافة: “وسائل الإعلام السائدة ، وخاصة وسائل الإعلام المرئية، تخفي حقًا عن إخفاقات حكومة مودي، حتى عندما تبدو محايدة”.

وتابع سخري إن داعمي العديد من القنوات التلفزيونية والصحف بحاجة إلى البقاء في سياق الفريق الداعم للحزب الحاكم. وقال إنهم الحكومة لأنهم يحتاجون إلى سياسات تنظيمية مواتية لأعمالهم المختلفة ، والتي يمكن أن تتراوح من الاتصالات إلى النفط.

وأضاف سخري أنه مع ذلك، أصبح من الصعب بشكل متزايد على العديد من المنصات الإعلامية أن تكون صامتة عندما يتصاعد الغضب العام ضد حزب مودي.

وقال “إنهم يدركون أن مراسليهم سيتعرضون للضرب إذا نزلوا إلى الشوارع” ولم ينقلوا الحقيقة.

 

الصحافة في الهند

 

لكن قول الحقيقة يمكن أن يوقع الصحفيين في مشاكل. “الهند هي واحدة من أخطر دول العالم بالنسبة للصحفيين الذين يحاولون القيام بعملهم بشكل صحيح” ، وفقًا لمنظمة مراسلون بلا حدود ، التي صنفت الدولة في المرتبة 142 من أصل 180 منطقة على مؤشر حرية الصحافة العالمي.

“في العقد الماضي، تم اعتقال 154 صحفياً في الهند، أو احتجازهم، أو استجوابهم، أو تقديم إخطارات بسبب عملهم المهني،” وفقًا لتحليل أجرته مؤسسة Free Speech Collective.

على الرغم من التحديات، يبدو أن العديد من الصحفيين الهنود مستعدين لمواصلة محاولة الوصول إلى الحقيقة. في العاصمة دلهي، أثارت مجلة Outlook India ضجة على موقع تويتر الأسبوع الماضي، عندما استخدمت غلاف عددها الجديد لانتقاد الحكومة لتقاعسها عن اتخاذ أي إجراء.

وقال رئيس تحرير المجلة روبن بانيرجي لشبكة “سي ان ان“: “هذا ليس عملاً شجاعًا من جانبنا، نحن فقط نكتب بشكل موضوعي. هناك شعور بالتخلي في البلاد.”

4 أعراض تعني أن لديك مناعة قوية لفيروس كورونا
هل تعلم ان هناك اربعة أعراض تعني أن لديك مناعة قوية لفيروس كورونا؟ فقد أجرى باحثون دراسة طبية من أجل التوصل إلى مدى احتواء الجسم على مناعة قوية ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد.