حالات الطلاق في الصين قد تعرض الأطفال للخطف

نشرت شبكة “CNN” الأمريكية تقريراً جديداً أشارت فيه إلى أنّه ما يقرب من 80 ألف طفلٍ في الصين تم اختطافهم و إخفاؤهم في العام 2019 بسبب قضايا الحضانة ما بعد الطلاق.

ووفقا لتقرير صادر عن تشانغ جينغ، وهي نائبة مدير شركة محاماة في بكين وأستاذة في جامعة الصين للعلوم السياسية والقانون، فإن التقديرات تشير إلى وجود هذا العدد الهائل من عمليات الخطف والإخفاء بسبب صراع الأبوين على الحضانة، مشيرة إلى أن هذه العمليات شملت في الغالب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات.

ووسط ذلك، يقول خبراء في القانون أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى بكثير من ذلك نظراً لأن العديد من القضايا قد لا تكون متاحة أمام الجمهور أو يتمّ تسويتها خارج المحاكم المعنية.

تعديل قانوني

وتشكّل عمليات خطف الأطفال من قبل الآباء مشكلة أساسية لما في ذلك من مخاطر على حياة الطفل وحالته النفسية بالدرجة الأولى.

وإزاء ذلك، فقد هدف قانون جديد إلى وضع حدّ لتلك الممارسة، إذ أقرت الهيئة التشريعية في البلاد خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعديلاً على قانون حماية الطفل، ونصت إحدى المواد على أنه من غير القانوني للآباء اللجوء لخطف أطفالهم لكسب معارك الحضانة.

وأشاد البعض بالتعديلات التي تدخل حيّز التنفيذ في الأول من يونيو/حزيران المقبل باعتبارها خطوة حاسمة في حماية الأطفال والأمهات. إلا أن سنوات من القوانين الفضفاضة ونهج عدم التدخل من قبل السلطات الصينية في تلك المسائل، جعل الشكوك كبيرة حول ما إذا كان القانون الجديد سيغير أي شيء في الواقع.

ومع هذا، يقول الناشطون والأمهات إن المعارك القانونية يمكن أن تكون غير مُجدية، إلا إذا تعرض الطفل خلال اختطافه لسوء المعاملة أو كانت حياته في خطر، وقد يكون من المستحيل استعادة حضانته. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يمنح الوالد الآخر حقوق الزيارة، ولكن هذه الخطوة قد يصعب تنفيذها.

ويقول تشين هايي، رئيس قسم الأحداث والأسرة بمحكمة الشعب المتوسطة في قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ، في تقرير صادر عن الولاية لعام 2019، إنه في “نصف” نزاعات الطلاق على الأقل في ما يتعلق بحضانة الأطفال، “يخفي الآباء الأطفال لأسباب مختلفة”.

وفي الصين، تعدّ الحضانة المشتركة بين الأبوين بعد انفصالهما نادرة، إذ أن التفكير الشائع هو أنه “بعد تفكك الأسرة، يجب أن يذهب الأطفال مع أحد الوالدين بدلا من كليهما”، بحسب ما قال رئيس شركة محاماة الأسرة الدولية في نيويورك، جيريمي دي مورلي.

ويضيف: “إبعاد الأطفال من والد إلى آخر في الصين شائع منذ فترة طويلة. من الصعب للغاية أن تهتم المحاكمة والشرطة وسلطات الدولة بتصحيح هذه القضايا”.

ولفت مورلي إلى أنّ “عقلية عدم التدخل والحضانة الفردية هذه لم يسمع بها من قبل”، موضحا أنه “من الناحية التاريخية كانت نهجاً منتشراً في جميع أنحاء آسيا”.

وفي الصين، فإن هذه السياسة ظلت قائمة، وينص قانون الزواج الصيني على أنه بعد الطلاق، يظل كلا الوالدين لهما الحق والواجب في تربية أطفالهما وتعليمهم، وأن الوالد الذي فقد الحضانة لا يزال يحق له الحصول على حق الزيارة ما لم يكن ذلك على حساب الطفل.

لكن الآباء والنشطاء يقولون إن هذا القانون غالباً ما يتم تطبيقه بشكل سيء، ولا يوجد أي شيء يمنع الآباء من اختطاف أطفالهم قبل إنهاء الطلاق.

شاهد أيضاً: اليكم مدى حب الكلاب للطفل “راي”