تزامناً مع توافد عدد كبير من المهاجرين من المغرب إلى سبته في إسبانيا، توجه المغرب بدعوة لإسبانيا بإجراء تحقيق “شفاف” حول دخول قائد جيهة البوليساريو البلاد لتلقي العلاج.
الأمر الذي أدى إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين، كما بدوره قال المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية المغربية فؤاد يزوغ خلال مؤتمر صحافي في الرباط إن دخول زعيم جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر إلى إسبانيا جرى “بشكل احتيالي وبوثائق مزورة وهوية منتحلة”، مضيفاً أنه “يتعين إجراء تحقيق نأمل أن يكون شفافا لتسليط الضوء على كافة ملابسات هذه القضية”.
وتابع المسؤول أن المغرب الذي “كشف منذ 19 أبريل” عن وجود غالي في إسبانيا، لديه معلومات تثبت أن الأخير استفاد من “تواطؤات” وأنه “سيتم الكشف عن المزيد من المعطيات في الوقت المناسب”.
جرائم ضد الانسانية
وكان القضاء الإسباني قد فتح تحقيقا حول شبهة تورط إبراهيم غالي في “جرائم ضد الإنسانية” بعد أن رفعت “الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان” دعوى ضده واتهمته بارتكاب “انتهاكات لحقوق الإنسان” في حق معارضين صحراويين في مخيم تندوف غرب الجزائر.
كما تم دعوة زعيم جبهة بوليساريو إلى المثول أمام القضاء في الأول من يونيو على خلفية قضية أخرى اتهمه فيها المنشق عن الجبهة فاضل بريكة بـ”التعذيب”، وأودع غالي في أبريل مستشفى في مدينة لوغرونيو شمال إسبانيا إثر إصابته بكورونا، وأفادت الجبهة أنه “يتماثل للشفاء”.
أثار استقبال إبراهيم غالي في إسبانيا “استياء” المغرب الذي يعتبره “مجرم حرب”. وقد بررت مدريد خطوتها بأنها جاءت “لأسباب محض إنسانية”.
وتطورت القضية لتتحول إلى أزمة عندما خففت الشرطة المغربية رقابتها ليتدفق آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة الإسباني الواقع شمال المغرب.
بوليساريو والمغرب
تدعو جبهة بوليساريو إلى إجراء استفتاء على تقرير مصير في المستعمرة الإسبانية السابقة، في حين يقترح المغرب منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.
وبعد نحو ثلاثة عقود من سريان اتفاق لوقف إطلاق النار، تجددت الأعمال العدائية منتصف تشرين الثاني/نوفمبر بعد أن نشر المغرب قوات في منطقة عازلة أقصى جنوب الصحراء الغربية لفتح الطريق الوحيد الرابط مع غرب إفريقيا بعد أن أغلقه نشطاء من بوليساريو يعتبرون أنه غير قانوني.