التصعيد العسكري بين إسرائيل وحماس متواصل
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، ليل الأربعاء-الخميس، قصف قواعد جوية إسرائيلة جديدة برشقات صاروخية، كما واصلت إسرائيل شن هجماتها على غزة.
وأضافت حماس أنها قصفت قاعدة “حستريم” الجوية، بالإضافة لقاعدة “تل نوف” الجوية الإسرائيلية.
واستهدفت إسرائيل، ليل الأربعاء-الخميس، مجموعة من المناطق من بينها بيت لاهيا وخانيونس وجباليا ورفح والشيخ رضوان وبيت حانون.
ويتزامن هذا التصعيد الميداني مع دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى “خفض التصعيد” بين إسرائيل وغزّة اعتباراً من الأربعاء.
وقالت إسرائيل إنّها تُجري تقييماً للتأكّد ممّا إذا كانت شروط “وقف إطلاق النار” متوافرة، مؤكّدة تصميمها على “ردع حماس”.
حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة ترتفع
وارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة لتصل إلى 227 فلسطينيّاً بينهم 64 طفلاً و38 امرأة و17 مسنّاً، إضافة إلى 1620 إصابة بجروح مختلفة، وفق وزارة الصحةفي غزة، بينما قتِل 12 شخصاً في الجانب الإسرائيلي، منذ العاشر من شهر أيار (مايو) الحالي.
وأعلنت وزارة الصحّة في غزّة مساء الأربعاء مقتل شابّ فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة وزوجته الحامل وطفلتهما، بعدما أصاب صاروخ إسرائيلي منزلهما في دير البلح وسط غزة.
ويُعتبر هذا التصعيد الأعنف والأخطر منذ حرب 2014 بين إسرائيل وحماس.
وأفاد بيان للبيت الأبيض بأنّ الرئيس الأمريكي أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه ينتظر “تخفيضاً كبيراً” في أعمال العنف اعتباراً من الأربعاء، “تمهيداً لوقف إطلاق النار”. وجاء البيان بعد اتّصال قال البيت الأبيض إنّه الرابع بين بايدن ونتانياهو منذ اندلاع الأزمة.
مشاهد صادمة للأضرار التي لحقت بقطاع غزة بسبب الغارات الإسرائيلية
تزامناً، أوضحت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أنها لن تدعم مشروع قرار في مجلس الأمن اقترحته باريس يدعو إلى وقف المواجهات، بقولها إنّ واشنطن “لن تدعم الخطوات التي تقوّض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد”، وإنّها “تركّز على الجهود الدبلوماسية المكثفة الجارية”.
وقال البنتاغون إنّ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن دعا في اتّصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي الأربعاء إلى “وقف التصعيد” لكنّه أكّد أيضاً “الدعم المستمر لحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
على الأرض، استهدف الجيش الإسرائيلي الأربعاء مبنى في جباليا في غزّة، قال إنّه يضم “القسم التكنولوجي” لحماس، بالإضافة إلى مناطق في خان يونس ورفح، وفق ما أفاد صحافيّون في وكالة فرانس برس.
في إسرائيل، استمرّ إطلاق صفّارات الإنذار في القرى والمدن المتاخمة لغزة، منذرة بسقوط صواريخ تُطلَق من القطاع. كذلك، سُمع هدير صواريخ منظومة “القبّة الحديد” التي تنطلق لاعتراضها.
صواريخ جديدة من لبنان باتجاه إسرائيل
وللمرّة الثالثة خلال أيّام، أُطلقت أربعة صواريخ عصراً من جنوب لبنان باتّجاه إسرائيل، وفق مصدر عسكري لبناني والجيش الإسرائيلي، لترد إسرائيل من خلال قصف مدفعي.
وقال نتانياهو الأربعاء إنّ حماس أطلقت أربعة آلاف صاروخ باتّجاه إسرائيل.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي لصحافيّين الأربعاء “نبحث عن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار”، ولكن “نستعدّ لأيّام أخرى” من القتال.
وأضاف “نحن نقيّم ما إذا كانت إنجازاتنا كافية (…) وما إذا كان هدفنا (المتمثّل) في إضعاف القدرة القتاليّة لحماس في غزة قد تحقّق”.
وتساءل المصدر ما إذا كانت حماس ستفهم “رسالة” أنّ قصفها الصاروخي لإسرائيل لا يمكن أن يتكرّر.
وقال نتانياهو من جهته أمام مجموعة سفراء أجانب في تلّ أبيب “هناك طريقتان فقط يمكن التعامل بهما معهم (حماس): إما أن تسحقهم، وهذا دائمًا احتمال مفتوح، أو تردعهم، ونحن منخرطون الآن في ردع قوي”. وأضاف “يجب أن أقول إنّنا لا نستبعد أيّ احتمال”.
في الجهود الدبلوماسيّة، تجري وساطة لوقف النار عن طريق الأمم المتحدة بمساعدة قطر ومصر، وذكرت مصادر دبلوماسيّة مصريّة أنّها لم تثمر عن نتيجة بعد.
ويزور وزير الخارجيّة الألماني هايكو ماس الخميس القدس ورام الله لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف التهدئة.
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس الأربعاء في كلمة أمام البرلمان العربي، العمليّات العسكريّة لإسرائيل في غزّة بأنّها “إرهاب دولة منظّم”، مشدّداً على أنّ السلطة الفلسطينيّة “لن تتهاون في ملاحقتها أمام المحاكم الدوليّة”.
وأكّد أنّ العمل منصبّ اليوم على وقف القصف الإسرائيلي على “شعبنا”.
تحذير أممي من خطر حدوث أزمة إنسانية في غزة
حذّرت الأمم المتحدة من خطر حدوث أزمة إنسانية في غزة مع نزوح 72 ألف فلسطيني من منازلهم وخسارة 2500 شخص بيوتهم في القصف.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء إن الناس في غزة وإسرائيل “بحاجة ماسة إلى الراحة من الأعمال العدائية المستمرة”.
وقال مدير اللجنة الدولية في الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني “أبلغنا اليوم سلطات حماس وإسرائيل أننا سنتحرك اعتبارا من الغد ونعزز بشكل تدريجي استجابتنا للاحتياجات الملحّة”.
وأكّد كاربوني في بيان أنّ “الطرفين يتحمّلان مسؤولية قانونية واضحة تتعلق بتسهيل هذه الإجراءات والتحرّكات”.
وألغت إسرائيل عدداً من شحنات المساعدات الدولية التي كان يُفترض أن تصل إلى غزة الثلاثاء والأربعاء، بعد إطلاق نار من الجانب الفلسطيني على المعابر، وفق ما قال الجيش الإسرائيلي.
حي الشيخ جراح
بدأ النزاع بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل تضامنا مع مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين أصيبوا في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية وباحة المسجد الأقصى، على خلفية تهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين إسرائيليين.
وتتواصل التحركات الاحتجاجية في الضفة الغربية تضامنا مع غزة.
وتحوّلت تظاهرات واحتجاجات خلال الأيّام الماضية إلى مواجهات بين الفلسطينيين والقوى الأمنية الإسرائيلية راح ضحيتها 25 فلسطينيّاً، على ما أكّدت وزارة الصحّة الفلسطينيّة.
كذلك، يُسجّل توتر حادّ في القرى والمدن الإسرائيليّة المختلطة اليهودية العربية.