يحيي العالم، اليوم الأحد (16 أيار/مايو)، اليوم العالمي للعيش معاً بسلام، والذي يعتبرُ مناسبة هامة على الصعيد العالمي.

وفي الواقع، فإنّ العيش معاً بسلام هو أن نتقبل اختلافاتنا وأن نتمتع بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين والتعرف عليهم واحترامهم، والعيش معاً متحدين.

وأعلنت الجمعية العامة بموجب قرارها 72/130 يوم 16 أيار/مايو يوماً عالمياً للعيش معاً في سَلام، مؤكدة أن يوماً كهذا هو السبيل لتعبئة جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والتسامح والتضامن والتفاهم و التكافل، والإعراب عن رغبة أفراد المجتمع في العيش والعمل معاً، متحدين على اختلافاتهم لبناء عالم ينعم بالسلام وبالتضامن وبالوئام.

ويمثل هذا اليوم دعوة للبلدان لزيادة تعزيز المصالحة وللمساعدة في ضمان السّلام والتنمية المستدامة، بما في ذلك العمل مع المجتمعات المحلية والزعماء الدينيين والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة، من خلال تدابير التوفيق وأعمال الخدمة وعن طريق التشجيع على التسامح والتعاطف بين الأفراد.

وبعد الخراب الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، تم إنشاء الأمم المتحدة بأهداف ومبادئ تسعى بصورة خاصة إلى إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب، وكان أحد هذه الأهداف هو بناء تعاون دولي لحل المسائل الدولية ذات الطابع الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والإنساني، وتعزيز احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية للناس جميعاً دون أي تمييز سواءاً كان عرقياً، جندرياً، دينياً أو لغوياً.

وأعلنت الجمعية العامة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1997 بموجب قرارها 52/15 سنة 2000 بوصفها “السنة الدولية لثقافة السّلام”. وفي 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1998، أعلنت الجمعية العامة الفترة 2001 – 2010 بوصفها “العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم”.

واعتمدت الجمعية العامة بموجب قرارها 53/243 في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1999 بأهمية الإعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السّلام اللذان يمثلان تكليفاً من العالم للمجتمع الدولي، خصوصاً نظام الأمم المتحدة من أجل تعزيز ثقافة السّلام واللاعنف التي تفيد البشرية وخاصة الأجيال القادمة.

وبُني هذا الإعلان على المفهوم الوارد في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي نصه: ”لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السّلام”.

كذلك، أكدت الجمعية العامة على أن السلام لا يتوقف على غياب الصراع وحسب، فهو عملية دينامية وإيجابية وتشاركية، حيث تُشجع الحوارات وحل النزاعات بروح التفاهم والتعاون المتبادل.

ومن الواضح أن تحقيق هذا الطموح يتطلب القضاء على جميع أشكال التمييز والتعصب، بما في ذلك التمييز القائم على العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو التوجه السياسي أو الحالة المالية أو القدرة الجسدية أو غيرها.

السلام مهدٌ للأمل والتفاؤل

وفعلياً، فإن السلام يزرع الأمل وبالتفاؤل والراحة بين الشعوب، كما أنه يكون مهداً لتبادل الأفكار والثقافات أكثر، مما يخلق فرصاً للابداع خصوصاً بين الشباب.

ومن خلال المعرفة والأدب والعلوم، يمكن نشر ثقافة السلام بين الناس، وهو الأمر الذي يمهد الطريق أمام البشرية لتفادي العنف واستخدام الأسلحة.

ووسط كل ذلك، فإن هناك أمراً بارزاً يكمن في إصرار بعد الأشخاص على اتخاذ نهج السلام منطلقاً أساسياً لحياتهم، خصوصاً بعد صراعات مروا فيها وعاشوها وكانوا جزءاً منها.

ولهذا، فإن خطوات هؤلاء الأشخاص بتكريس تجاربهم المريرة للدعوة إلى السلام هي تأكيد على أن ثقافة الحرب لا قيمة لها.

شاهد أيضاً: صور من قصف مدينة رمات غان شرق تل أبيب بصواريخ من قطاع غزة