الهند تنهار أمام كورونا.. المرضى يموتون أمام المستشفيات
نشرت شبكة “CNN” الأمريكية تقريراً جديداً وثقت فيه معاناة الناس في الهند جراء فيروس “كورونا” الذي يضرب البلاد.
وسلط التقرير الضوء على تجربة مريرة عاشتها سيدة تدعى جولدي باتيل (25 عاماً)، حاولت العثور على سريرٍ لزوجها داخل مستشفى من أجل انقاذ حياته بعد إصابته بالفيروس، إذ كان يختنق بشدة.
وكانت باتيل على مدى 3 أيام، تنتقل من مستشفى إلى آخر تحت وطأة الحرارة المرتفعة في نيودلهي لتأمين العلاج لزوجها ساداناند باتيل (30 عاماً). وبحسب “CNN”، فإن 4 مستشفيات رفضت إدخال الرجل إليها، إلا أنه بعد جهد كبير ومتواصل، قبلت مستشفى أخرى مكوث ساداناند فيها، وهو مستشفى “سردار باتيل كوفيد كير”، الذي يعد مرفقاً مؤقتاً لمكافحة الأوبئة في ضواحي العاصمة الهندية. ومع هذا، فإن مستوى الرعاية في هذا المكان ضعيف جداً، لدرجة أن ساداناند باتيل كان يتوسل المغادرة.
ووفقاً لـ”CNN”، فإنه الناس يموتون حول باتيل، وبالكاد كان لديه أي اتصال بالأطباء، كما أن الأدوية محدودة. ومع إصابة 80% من رئتيه بالعدوى بالفعل، فإنه شعر بالرعب مما سيحدث إذا ساءت حالته.
ويوم السبت، قال ساداناند من سريره في المستشفى وهو يعاني من صعوبة في التنفس: “أنا خائف للغاية. إذا أصبحت صحتي حرجة، فلا أعتقد أنهم سيكونون قادرين على انقاذي”.
وحالياً، فإن حالات الاصابة بـ”كورونا” في الهند آخذة بالارتفاع، كما إن نظام الرعاية الصحية منهك تماماً، وهناك نقصٌ في الأسرة والأكسجين والعاملين في المجال الطبي. ووسط ذلك، فإن بعض مرضى “كورونا” يموتون في غرف الانتظار أو خارج العيادات المكتظة حتى قبل أن يفحصهم الطبيب.
ومع هذا، فقد تمكن بعض مرضى “كورونا” فقط من الدخول إلى مستشفيات الهند المثقلة بالأعباء. ولكن بمجرد دخولهم، يواجه البعض نوعاً مختلفاً من الرعب: غياب الرعاية الطبية أو الإمدادات، كما أن الناس يموتون من حولهم.
ويقول ساداناند إن الاطباء يفحصون المرضى بشكل غير منتظم. وفي بعض الاحيان، يتحدث الرجل مع مريض في سرير قريب له، وقد نصحه الأخير بالخروج من المركز إذا كان يشعر بتحسن طفيف، وقال له: “ستموت مستلقياً على سريرك لأنه لا يوجد من يتصل بالطبيب”.
وفعلياً، فإن التجربة التي يعيشها ساداناند هي نفسها لدى آخرين. وفي حديث لـ”CNN”، قالت سيدة تُدعى ساريتا ساكسينا إن “شقيق زوجها دخل المركز الذي يمكث فيه ساداناند، بعدما رفضته 7 مستشفيات على الأقل”.
ولفتت ساكسينا إلى أنها “لا تعتقد أن أي طبيب يعالج المرضى، إذ أن الأشخاص الوحيدين الذين يعتنون بهم هو العائلة والأصدقاء، وهؤلاء معرضون لخطر الاصابة بـ”كورونا”، إذ لا توجد داخل المركز جدران لوقف الانتشار.
كذلك، يشعر آخرون خارج المستشفى بقلق شديد بشأن نقص الرعاية لدرجة أنهم يحاولون إخراج أقاربهم من المستشفى. وفي هذا السياق، كان ساداناند يشعر بالخوف بشكل كبير لدرجة أنه طلب من الطبيب مراراً وتكراراً نقله إلى مستشفى آخر. وهنا، تقول زوجته جولدي: “كان يطلب مني أن أخذه بعيداً عن هذا المكان، وأنه سيبقى في المنزل، ولا يشعر بالرضا هنا وهو خائف جداً. ظللت أحاول أن أوضح له أنه إذا بقي هنا، فسيحصل على الأقل على الأكسجين”.
وعلى الرغم من أنّ جولدي باتيل تشعر بالارتياح لأن زوجها يحصل على الأكسجين، إلا أنها قلقة بشأن حالته العامة. فبدون دواء لعلاج عدوى الرئة، فإن الضرر ضربَ 80% من الرئتين، حسبما أظهر الفحص بالأشعة المقطعية.
وقالت جولدي إنه كلما كان زوجها يجلس، يبدأ في السعال بعنف. وفي المستشفى، تم اعطاؤه الطعام والماء والأكسجين ولكن القليل من الأدوية.
وبحسب “CNN”، فإن جولدي تتصل كل ساعتين أو 3 ساعات بزوجها، ويتحدثان فقط لبضع دقائق قبل أن يصبح نفسه متعباً. وتقول السيدة: “إنه شعور خطير.. أنا لا أجعله يتكلم كثيراً.. أشعر بالتوتر طوال النهار”.
ومع هذا، فإن جولدي خائفة على نفسها، إذ أنها حاملٌ في شهرها السابع ولا تعرف ما إذا كانت مصابة بـ”كورونا”، فهي ليس لديها أعراض، لكن لم يتم فحصها لأن ذلك سيكلف 900 روبية (12 دولاراً)، في وقت تسعى لإعالة زوجها.
شاهد أيضاً.. قصة انهيار الهند في مواجهة فيروس كورونا