“دبلوماسية الذئب المحارب”.. سياسة الصين العدوانية ضد الدول
يلجأ العديد من الدبلوماسيين الصينيين إلى ما يعرف بـ”دبلوماسية الذئب المحارب”، وذلك لشنّ حرب ضد الانتقادات التي توجّه إلى بكين بسبب مختلف الملفات.
وعادة ما يستخدم أولئك الدبلوماسيون مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن الدولة والحزب الشيوعي والترويج لهما.
ويعتبرُ أسلوب هذه الدبلوماسية عدوانياً بشكل كبير، وتعتمد الصّين عليه اليوم للتعتيم بشكل أساسي على قضية الإنتهاكات التي تتعرض لها أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ، وذلك وسط الضغط الدولي الذي يتزايد بشأن هذا الملف.
ويأتي لقب “الذئب المحارب” من عنوان فيلم صيني ضخم حول جندي من القوات الخاصة يشبه شخصية رامبو في سلسلة أفلام أمريكية، ومهمته قتال المرتزقة الأجانب.
وفي الشهور الأخيرة، لاحظ خبراء الشؤون الصّينية العشرات من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية الجديدة والفعالة للغاية التي تمثل السفارات والدبلوماسيين الصينيين. وفعلياً، فإن كل هذه الحسابات تندرجُ في إطار “دبلوماسية الذئب المحارب”، إذ تُستخدم لشن الهجوم ضدّ أي جهة تنتقد بكين، ويعود الحساب الأكثر شهرة إلى تشاو ليجيان من وزارة الخارجية الصّينية.
وتعد الولايات المتحدة أول المستهدفين عبر “دبلوماسية الذئب المحارب”، كما أن أستراليا والدول الغربية أيضاً هي على قائمة “أعداء الصّين”، نظراً لمواقفهم البارزة والواضحة ضد بكين وسياساتها، خصوصاً في ما يتعلق بملف شينجيانغ وأقلية الإيغور.
وكان مصطلح “دبلوماسية الذئب المحارب” قد أصبح شائعاً في العام 2019 عندما تبنى الدبلوماسيون الصّينيون، أبرزهم ليجيان، دفاعاً صاخباً عن الدولة التي يقودها الشيوعيون، وذلك من خلال استخدام مواقع التواصل مثل “تويتر” المحظور أساساً في الصّين.
وأثار ليجيان الدهشة من خلال ترويجه لنظريات المؤامرة بأن الجيش الأمريكي ربما جلب “كورونا” إلى الصّين، ثم انتقد كانبيرا في تغريدات زعم فيها “قتل مدنيين أفغان وسجناء على يد جنود أستراليين”.
ومع تولي جو بايدن الرئاسة الأمريكية في يناير/كانون الثاني، أبدى الدبلوماسيون الصّينيون آمالهم في إعادة ضبط العلاقات، إلا أن عدم وجود أي نتيجة واضحة من المحادثات الصينية – الأمريكية في ألاسكا خلال شهر مارس/آذار الماضي سيؤدي حُكماً إلى استعار الجبهة الصينية من جديد. ووسط ذلك، يعتبر الدبلوماسيون الصينيون أنه يجب الرد في وقتٍ يتحد الخصوم للحد من صعود الصين.
“دبلوماسية الذئب المحارب” تنقلب ضدّ الصين
ورغم أن بكين ترى أن شنّ الهجمات ضد الآخرين قد يكون فعالاً عبر تلك الدبلوماسية، إلا أن الانعكاسات المرتبطة بها ستضربُ بكين أكثر وتكشف عن عدم تقبلها للحقائق التي تكشفها الدول الأخرى.
ويرى مدير المعهد الصيني في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن ستيف تسانغ أن سياسة بكين الخارجية مدفوعة أولا بمصالح الحزب الشيوعي الحاكم وأولوياته للبقاء في السلطة، خصوصاًمع اختبار أزمة “كورونا”.
ولفت تسانغ إلى أنّ “الدعاية العدوانية ودبلوماسية الذئب المحارب قلبت الكثيرين في الغرب ضد الصّين، ولكن هذا مجرد ثمن يجب دفعه مقابل هدف أكثر أهمية لسياسة الصين”.
وفيما قد تثمر هذه السياسة داخلياً، إلا أن كسب الأصدقاء على الصعيد الدولي قد يكون أكثر صعوبة. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة باكنيل في بنسلفانيا تشي تشيون تشو إن الصين “تواجه معركة شاقة لتحسين صورتها الدولية”. وأضاف: “لا أعتقد أن الصّين قد فازت في معركة العلاقات العامة لأن القوة الناعمة للصين ضعيفة وروايتها تعتبر إلى حد كبير دعاية رسمية”.
تورســوناي سيدةٌ عانت الأمريْن من قمعِ السلطات في الصّين
هذه السيدّة عانت الأمرين في معسكرات الإعتقال، وفقدانُها فرصةَ الإنجاب كان أكثر ما عبرت عنه بحرقة، فالتعذيب أسفر في النهاية عن استئصال رحْمِها. تورسوناي هي واحدة من نساء إيغوريات كثيرات تعرضن للتعذيب وعشن الجحيم في معسكرات الإعتقال.