علي خامنئي يمهد الطريق أمام نجله مجتبى لتولي زمام الحكم
يضع المرشد الإيراني علي خامنئي الأساس لابنه “مجتبى خامنئي”، لكي يتولى الأخير زمام الحكم من بعده في إيران، وفق ما ذكر موقع “asiatimes“.
ومنذ فترة، انتشرت ملصقات في شوارع العاصمة طهران من قبل مصادر غير معروفة، تروج إلى أن مجتبى خامنئي هو المرشد المقبل.
لضمان خلافة سلسة لنجله.. هذا ما فعله علي خامنئي
ولدى مجتبى خامنئي العديد من المؤيدين بفضل جهود والده الذي يتجه أكثر وأكثر إلى ضرب ما تبقى من ديمقراطية إيران المعيبة بشدة، من خلال إدارة الانتخابات الرئاسية المقبلة في حزيران/يونيو المقبل، وذلك في سبيل ضمان خلافة سلسلة لنجله البالغ من العمر 51 عاماً.
وفي الأشهر الأخيرة، عمل علي خامنئي الذي يقال أنه مريض، على تعيين شخصيات معينة بمناصب رئيسية في النظام الإيراني، وذلك لضمان خلافة سلسة لنجله. وعلى سبيل المثال، فقد تمّ تعيين حسين نجاة، حليف مجتبى، قائداً لمقر “ثأر الله” وهي قوة أمنية تابعة للحرس الثوري الإيراني ومسؤولة عن حماية النخبة السياسية في طهران، والأهم أنها مسؤولة عن سحق الاحتجاجات المناهضة للحكومة. كذلك، جرى تعيين حسين طائب، وهو حليف لمجتبى، في منصب رئيس جهاز الاستخبارات بالحرس الثوري الإيراني.
ولمجتبى خامنئي صلات مع الحرس الثوري وقوة الباسيج شبه العسكرية، ولديه أيضاً إمكانية الوصول إلى الموارد المالية الهائلة التي سيستغلها لتأمين الدعم لنفسه.
ووفقاً لـ”asiatimes”، فإنّ إيران بقيادة مجتبى خامنئي كمرشد أعلى، ستكون مدفوعة أكثر بالإيديولوجية. فعلى الصعيد المحلي، سيكون هناك المزيد من حملات القمع ضد الحريات المدنية، وسيجد المعارضون السياسيون والمواطنون العاديون أنّ منافذ التعبير الديمقراطي أصبحت أكثر محدودية، وذلك لأن مجتبى وأعوانه قد أظهروا في العام الماضي استعدادهم لإراقة الدماء للحفاظ على قبضة النظام على السلطة.
وتشكلت نظرة مجتبى للعالم من خلال تعليمه الديني في قم تحت قيادة رجال دين محافظين مثل آية الله محمد تقي مصباح يزدي، الذي لم يؤمن بالديمقراطية ودعا إلى استخدام العنف لقمع المعارضة السياسية داخل إيران.
وعندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، فإن حلفاء مجتبى، وجميعهم من قدامى المحاربين في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، يعارضون بشدة الاتفاق النووي لعام 2015 وينتقدون الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.
ووسط كل ذلك، فإن اسم مجتبى خامنئي ارتبط بفضائح فساد وصفقات أسلحة مشبوهة. ففي مايو/أيار 2019، كشفت المفتشة السابقة في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، شهرزاد ميرقلي خان، أن لديها وثائق تثبت تورط مجتبى في صفقات شراء أسلحة بشكل غير قانوني، فضلاً عن الالتفاف على العقوبات المفروضة على طهران منذ سنوات.
وأوضحت أنها تمتلك وثائق تتعلق بأساليب حكومية مجهولة بهدف التحايل على العقوبات، لافتة إلى الدور الكبير الذي لعبه نجل المرشد الاعلى في هذه القضية، باعتباره مقرباً من استخبارات الحرس الثوري.
وقد تأتي إحدى الصعوبات المحتملة التي قد يواجهها مجتبى، من إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية حالياً والمرشح الأوفر حظاً للرئاسة. ومن بين المرشحين المحتملين الآخرين سعيد جليلي، رئيس البرلمان السابق، ومحمد باقر قاليباف، رئيس بلدية طهران السابق، وقادة الحرس الثوري الإيراني سعيد محمد ومحمد دهقان. وفي حين أنه قد يرشح نفسه للرئاسة، يقال إن طموح رئيسي الحقيقي هو أن يصبح المرشد الأعلى.
وإزاء كل ذلك، فإن الصراع في إيران سيبرز بقوة بين الفصائل المتعددة، وسيصمم كل معسكر على التفوق على الآخر. وفي الوقت نفسه، فإن الشعب الإيراني، الذي سيلعب دوراً محدوداً في اختيار المرشد الأعلى، لا يمكنه إلا أن يراقب ما يحصل من دون أي قدرة على إحداث فرق أو تدخل، في حين أن الحريات تتناقص والبلاد تغرق في الاضطرابات السياسية. وفي حال وقع فراغ في السلطة، فقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات مدنية أو استيلاء الحرس الثوري الإيراني على الحكم.
وبالنسبة للاتفاق النووي ، إذا لم تتمكن الولايات المتحدة وإيران من العودة إليه من الآن وحتى يونيو/حزيران، فإن فرص الصفقة تبدو أكثر كآبة في الفترة التي تليها.
شاهد أيضاً: النائب المستقيل سامي الجميل لـ “عيش الآن”: إيران تسيطر على لبنان عبر حزب الله