جمعية شغف تنفذ حملة تنظيف وتوعية بالبيئة في واحة ناركا نتوكشا بالمغرب
نظم مجموعة من الشباب المنخرطين في جمعية شغف بشراكة مع أبناء تاركا نتوشكا يوم الثلاثاء، حملة بيئية وتحسيسية بواحة تاركا نتوشكا السياحية التابعة لإقليم اشتوكة آيت باها، جهة أكادير سوس ماسة بالمملكة المغربية. تضمنت الحملة التي شارك فيها 19 متطوعًآ من شباب المنطقة، تنظيف الواحة وجمع النفايات المتناثرة بها.
كما تخلل النشاط التطوعي رسم جداريات وتوعية الزائرين، الذين كان على رأسهم آباء وأمهات رفقة أبنائهم، قصدوا الواحة التي تميزها أشجار النخيل والمناظر الطبيعية والمياه المنبثقة من جوف الأرض بهدف الاستجمام و قضاء وقت ممتع في أحضان الطبيعة.
هذه الزيارات للواحة هذا الأسبوع، تأتي بالتزامن مع العطلة المدرسية الربيعية بالمغرب، وهذا ما جعل شباب جمعية شغف وباقي المتطوعين يضعون واحة تاركا نتوشكا ضمن برنامجهم البيئي التحسيسي.
وتندرج المبادرة في إطار الأيام البيئة التحسيسية بمدينة آيت باها والتي كانت جماعة آيت باها قد أعطت انطلاقتها الأسبوع الماضي.
في هذا الصدد، بيّن رشيد أموس رئيس جمعية شغف لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى بهالة، أن القيام بحملة بيئية و تحسيسية بواحة تاركا نتوشكا هذا الأسبوع كان متعمداً، من أجل استغلال تواجد الزوار و توعيتهم بأهمية الحفاظ على نظافة الواحة
وأضاف أن ذلك ضروري لأن الواحة تعتبر فضاء سياحيًا و طبيعيًا مشتركًا بين أهل المنطقة والمناطق الأخرى المجاورة، كما السياح من داخل المغرب وخارجه. ولم يخفِ رشيد أموس تفاجئه وباقي زملائه لحظة وصولهم للواحة، والعثور على كم هائل من النفايات والأزبال التي طغى وجودها على المكان.
وأوضح أن حملة التنظيف والتوعية انطلقت على الساعة التاسعة صباحًا واستمرت لغاية الساعة السابعة مساء من نفس اليوم، نظرًا لكبر المساحة، إذ قسم المتطوعون إلى مجموعات لتسهيل عملية التنظيف والتوعية.
وتكلف البعض بجمع النفايات ووضعها في أكياس بلاستيكية مخصصة لهذا الغرض، والتي كانت أيضا من ضمن المعدات التي اصطحبها شباب جمعية شغف معهم. وتكلف 5 من المتطوعين بالجانب التحسيسي والتحدث مع الأسر والأطفال المتواجدين بالمكان، وتوعيتهم بخطورة رمي الأزبال ومدى تأثيرها على صحتهم وما قد تسببه من مضاعفات صحية خطيرة مستقبلاً سواء على المدى القريب أو البعيد.
كما دعت هذه المجموعة الزوار إلى ضرورة الانخراط والمشاركة في الحفاظ على الفضاءات الخضراء والمنتزهات وإبقائها نظيفة، ورمي الأزبال في الأمكنة المخصصة لها. ولفت رشيد أموس إلى أن العديد من الزوار تفاعلوا بإيجابية مع الجانب التوعوي وبادروا في مد يد المساعدة وجمع الأزبال التي كانت على مقربة منهم.
من جهة أخرى، قام أحد أعضاء الجمعية والمتخصص في فن رسم الجداريات رفقة مساعده، بتزيين الواحة بجداريات متنوعة، منها ما هو معبر عن ضرورة المشاركة الجماعية في الحفاظ على البيئة والفضاءات الخضراء.
ولتحقيق أهداف الحملة البيئة والتحسيسية وجعلها أكثر نجاعة، ختم المتطوعون عملهم التطوعي بإلصاق مجموعة من الأوراق على الأشجار المتواجدة بالواحة، والتي تحمل عبارات داعية إلى المحافظة على نظافة المكان.
واعتبر أموس هذه الملصقات بمثابة رسائل للزوار لتذكيرهم ودعوتهم إلى المساهمة في إبقاء الواحة نظيفة، على أن يتم في الأيام المقبلة إلصاق مطبوعات خاصة في جنبات الواحة. وأيضا بمختلف الأحياء و الأماكن بآيت باها.
الحملات البيئية التوعوية من شأنها تنمية السياحة
وأكد أموس أن النتائج التي حصلوا عليها كانت سارة ومرضية ولقيت استحسان الأهالي، وهو ما ضخ طموحات جديدة في شرايين جمعية شغف، للقيام بالمزيد من الحملات التطوعية والتوعوية، خاصة البيئية منها لما تتميز به المنطقة من تنوع طبيعي وخصائص جيولوجية فريدة.
وأشار إلى أن ما قاموا به باعتبارهم ممثلين للمجتمع المدني ومن أبناء المنطقة، يعد بمثابة فخر لهم، وتكرار حملات مشابهة سيجعلهم قدوة للأجيال الصاعدة لتحمل مشعل التغيير الإيجابي وتكون حاضرة في الصفوف الأولى حين يتعلق الأمر بما يخدم المصلحة الجماعية.
وقال لمراسلة “تطبيق خبّر” إن تكرار مثل هذه الحملات من شأنه أن يعود بالنفع الكثير على المنطقة وحمايتها من التلوث، وكذلك النهوض بالسياحة المحلية، خصوصًا بعد أن توقفت عجلتها فقد متأثةا بتداعيات فيروس كوفيد 19.
وأشار أموس إلى ضرورة إشراك الأطفال في الأنشطة البيئية والتحسيسية، مؤكدًا أنهم وكباقي مكونات المجتمع المدني بالمنطقة، سيسهرون على الحضور المكثف للأطفال خلال الأنشطة المقبلة خاصة أيام العطل. وشدد على ضرورة إدماجهم في هذا النوع من الحملات كخطوة لربطهم بمحيطهم الخارجي و تنمية حس المسؤولية الاجتماعية والجماعية بداخلهم.
جدير بالذكر أن القطاع السياحي يعتبر على رأس القطاعات الأكثر تضررًا بجهة سوس ماسة بشكل خاص والمغرب ككل بشكل عام.