كوريا الشمالية تعيش أوضاعا اقتصادية مزرية
أورد موقع إذاعة “آسيا الحرة” تقريراً تناول قيام السلطات في كوريا الشمالية بإجبار المواطنين هناك على التبرع بشكل قسري للجيش رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة، مستغلين الذكرى السنوية للجيش الكوري والتي ستحل يوم الاثنين القادم.
وأنشأت السلطات نظام حصص يجعل كل مواطن مسؤولاً عن تقديم اللحوم والحبوب والإمدادات الأخرى لدعم الجنود، وهو مشروع يقولون إنه يتماشى مع دعوات الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ أون” لتجديد الاكتفاء الذاتي الذي صدر خلال المؤتمر الثامن لحزب العمال الكوري الشهر الماضي.
الإجراءات السابقة أثارت سخطاً لدى الكوريين الشماليين والذين يعانون من صعوبة العيش في ظل أوضاع اقتصادية سيئة زاد من حدتها انتشار جائحة كورونا والعقوبات الغربية المفروضة على بيونغ يانغ.
ولتوسيع رقعة الحملة، أنشأت السلطات نظام منافسة بين المدن والمقاطعات الكورية لتحديد أي منطقة قام سكانها بالتبرع بأكبر حصص للجيش.
مصدر رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، صرح لإذاعة آسيا الحرة، بأن “الحزب الحاكم أجبر السكان على المشاركة في مشروع المساعدة، دون أن يمكنهم من إبداء أي اعتراض رغم الوضع الاقتصادي الصعب”.
وأضاف: “تم تسليم إمدادات المساعدات التي جمعتها كل أسرة إلى الوحدات العسكرية المعينة من قبل عمال الدعم في مكاتب الحكومة المحلية، وأجروا زيارات للوحدات العسكرية لتوصيل الطعام والإمدادات، كما نظموا عروضا لرفع الروح المعنوية لدى الكوريين”.
المصدر نوه أن “الحزب أعطى الأولوية للتبرع بلحم الخنزير والأرانب والدجاج والبط، إضافة إلى توفير أغذية أخرى، ومواد أساسية للاستعمال اليومي مثل القفازات القطنية وفراشي الأسنان والصابون”.
واللافت أنه على الرغم من الأوامر الصارمة الصادرة عن الحزب بضرورة تبرع المواطنين بالحصص الغذائية والسلع الأساسية إلا أن معظم الكوريين لم يتمكنوا من المشاركة في مشروع المساعدة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة للغاية.
كوريا الشمالية وشعارات براقة
ما سبق دفع الحزب الحاكم إلى إجبار السكان على التبرع عبر ما يعرف بوحدات مراقبة الناس المنتشرة في مقاطعات البلاد. فعلى سبيل المثال تم إجبار كل أسرة على التبرع بـ300 غرام من الأرز والفاصولياء والذرة.
مصدر آخر صرح لإذاعة آسيا الحرة، أن “الكوريين يحاولون التملص من المساهمة في مشروع المساعدة، بسبب انشغالهم بتأمين قوت يومهم وهو بالكاد يكفيهم على العيش”.
وأضاف: “السكان مشغولون بكسب عيشهم، لذا فهم يتجاهلون أوامر اللجنة المركزية.. السلطات تجبر كل عائلة على توفير إمدادات المساعدات، الأمر الذي أثار غضب السكان”.
ولفت إلى أن الكوريين في الأساس لا يستطيعون تناول اللحوم بسبب غلاء أسعارها، وهم اليوم مجبرون على تقديمها إلى الجيش كمساعدات”.
وحاولت اللجنة المركزية التابعة للحزب، اللعب على أوتار الوطنية وضرورة دعم المؤسسة العسكرية المنوط بها الدفاع عن البلاد، وهو ما دفع المصدر إلى التهكم على تلك الدعوات قائلاً: ” إلى متى ستستمر الحكومة بنقل مسؤولياتها إلينا”.
جدير بالذكر أن اطلاق حملات تبرع للجيش يعتبر أمرا شائعا في كوريا الشمالية كما حدث في شهر نوفمبر عام 2019 حين تم إجبار الكوريين على على التبرع للجيش استعدادًا للتدريبات العسكرية في ذلك الشتاء”.