اعلن الجيش في ميانمار صباح الإثنين السيطرة على مقاليد السلطة في البلاد، بعد نحو عقد من موافقته على تسليم السلطة إلى المدنيين.

وأثار الانقلاب موجة خوف في عموم البلاد، التي رزحت تحت ثقل نحو 50 عاما من حكم الانظمة العسكرية القمعية قبل أن تتحول إلى نظام الحكم الديمقراطي في عام 2011.

وجاء اعتقال  رئيسة الحزب الحاكم أونغ سان سو تشي وسياسيين آخرين في الصباح الباكر تذكيرا للجميع بتلك الأيام الصعبة التي كان العديدون يأملون في أنهم قد تخلصوا منها وتركوها خلفهم في الماضي.

موقع ميانمار الجغرافي 

وتقع ميانمار وعاصمتها نايبيداو في الجزء الغربي من البر الرئيسي لجنوب شرق آسيا، ويحدها من الشمال والشمال الشرقي الصين، ومن الشرق لاوس ومن الجنوب الشرقي تايلند، بينما تقع كل من بنغلاديش والهند في غرب وشمال غرب البلاد..

دولة ليست محورية لا في السياسة العالمية ولا حتى اقتصاديا أو اجتماعيا، اذ ان كثيرا من شعوب العالم لا تعرف عنها شيئا باستثناء ملف الانتهاكات التي يقوم بها النظام بحق مسلمي الروهينغا وحملات التطهير العرقي والابادة الجماعية بحقهم.

مقارنة لمستوى المعيشة بين عاصمة ميانمار وبين القاهرة

الناظر لهذه الدولة يراها عادية ولا مميز فيها باستثناء عدد من العادات والتقاليد الغريبة بعض الشيء، ولتوضيح الصورة اكثر، نورد ادناه مقارنة بسيطة بين عاصمة ميانمار وعاصمة عربية مثل القاهرة، حيث توجد اختلافات حيناً، واحيانا تشابها أو قربا في مستوى المعيشة وأسعار المواد الأساسية مؤخراً.

فمثلا تتطابق تقريبا أسعار الكهرباء في نايبيداو والقاهرة عند 5 سنتنات أمريكية، فيما يظهر الاختلاف واضحا في أسعار الوقود والتي سجلت في القاهرة 0.26 دولارا ، فيما وصلت أسعاره الى أكثر من دولار أمريكي في ميانمار.
أسعار الأرز في القاهرة وصلت لمستوى 67 سنتا أمريكيا، فيما بلغت أسعار ذات السلعة في عاصمة ميانمار 1.26 دولارا، وفي حين بلغ أسعار الطحين في نايبيداو 97 سنتا، سجلت السلعة نفسها في العاصمة المصرية القاهرة سعراً يقرب من 0.8 دولارا.

المشروبات الغازية والقهوة والسجائر تعتبر من المتطلبات الأساسية هذه الايام، وفيما تؤشر أسعارهم على مستوى المعيشة في أي بلد، وصل سعر كوب القهوة والكوكا كولا – البيبسي – والسجائر في عاصمة ميانمار الى 1.96 دولارا و 1.2 دولارا و 2.12 دولارا على التوالي، فيما سجلت اسعارهم في العاصمة المصرية القاهرة عي التوالي 2.4 دولارا و 0.4 دولارا و حوالي 1.9 دولارا.

المياه المعدنية شكلت أيضاً احد اوجه المقارنة بين العاصمتين، حيث سجلت قارورة المياه في نايبيداو 36 سنتا، اما في القاهرة فوصلت الى حوالي 34 سنتا.

تعتبر “الكيات” العملة المحلية في ميانمار في الوقت الذي لا يمانع سكان ميانمار من تداول الدولار في أي مكان تقريباً.

هل هي ميانمار أم بورما؟

إحدى الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام حول ميانمار هو اسمها، إذ إن الكثيرين حول العالم لا يزالون يطلقون عليها اسم بورما وليس ميانمار.

بدأت القصة عندما احتل البريطانيون في عام 1824 مملكة أسام التي كانت تضم مناطق بورما ضمن حدودها، فقاموا بإطلاق اسم بورما على هذه المنطقة، وهو مشتق من مجموعة بامار العرقية التي كانت تشكل نحو 70% من السكان.

ولكن بعد حصول البلاد على الاستقلال اندلعت انتفاضة 8888 في عام 1988 ضد الجنرال ني وين الذي قرر الاستقالة من منصبه بعد مقتل المئات من الناس، فاستولى المجلس العسكري على الحكم وقرر في العام التالي 1989 تغيير اسم البلاد من بورما إلى جمهورية اتحاد ميانمار.

كما تم اعتبار تغيير الاسم حركة مهمة لتشمل جميع المجموعات العرقية مع الاحتفاظ بالثقافة البورمية، كما كان يُنظر إليه على أنه وسيلة لفصل البلاد عن ماضيها الاستعماري مع البريطانيين.

رغم ذلك لم تعترف العديد من الحكومات بحكم المجلس العسكري وبالتالي لم تعترف بتغيير الاسم. ولا تزال حتى الآن دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وفرنسا وبريطانيا تعترف بالاسم القديم فقط.