كشفت وزارة الخزانة الأمريكية أن شبكة حقاني، المتشددة والتي تعد من أكثر الجماعات تشددا في أفغانستان وأدينت بهجوم إرهابي على منتمين إلى عقيدة السيخ في كابول، عن توجه الشبكة إلى تشكيل تحالف جديد مع تنظيم القاعدة الإرهابي.
وكشفت الولايات المتحدة الأمريكية في تقرير أوردته شبكة flanewsonline الإخبارية أن العلاقة توثقت بشكل ملفت بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، و جماعة طالبان من جهة أخرى. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلنت فيه جماعة طالبان أنها سوف تحارب الوجود الأمريكي في أفغاستان، بحسب ما أوردته جماعة طالبان في بيان لها نشرته وسائل الإعلام المختلفة.
وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكي الأسبق الأدميرال مايك مولين وصف شبكة حقاني الإرهابية بأنها جزء من شبكة إرهابية تعتمد على في تمويلها على استخدام غسيل الأموال، مشيراً إلى إدانة الشبكة بتهمة مهاجمة موقع حج للسيخ في كابول العام الماضي وأدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية سلمت مجموعة من الوثائق إلى البنتاغون، قالت فيها إن “نشطاء من شبكة حقاني العليا ناقشوا تشكيل وحدة مشتركة جديدة من المقاتلين المسلحين بمساعدة تنظيم القاعدة الإرهابي”.
واتهمت شبكة حقاني مراراً باستهداف مصالح الهند في كابول، كما أشارت تقارير إلى تعرض السيخ لهجوم في مارس من العام الماضي في أعقاب هجوم فاشل على السفارة الهندية في كابول.
وفي مايو من العام الماضي، ألقت قوات الأمن الأفغانية القبض على ثمانية أعضاء في شبكة حقاني وتنظيم داعش الإرهابي في كابول لمهاجمتهم السيخ.
وقالت حينها وكالة الأمن الأفغانية إن “الوحدة مسؤولة عن مهاجمة اجتماع جماعة الهزارة الشيعية، ومراسم أداء اليمين للرئيس أشرف غني والهجوم الصاروخي على القاعدة الجوية”.
وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية أيضاً إن القاعدة اكتسبت قوة في أفغانستان العام الماضي مع استمرارها في العمل مع طالبان في الدفاع.
وكان جلال الدين حقاني أسس هذه الشبكة في سبعينيات القرن الماضي، ويقودها حاليا ابنه سراج الدين حقاني، نائب زعيم طالبان الأفغانية الذي كانت الولايات المتحدة رصدت مكافأة خمسة ملايين دولار مقابل تسليمه.
هل يتحالف داعش مع شبكة حقاني في أفغانستان؟
وأشار تقرير أعده مركز المستقبل البحثي بعنوان “هل يتحالف داعش مع شبكة حقاني في أفغانستان؟” إلى أبرز القواسم المشتركة بين داعش وحقاني، والمتمثلة في العداء المشترك؛ حيث تمثل القوات الأجنبية والأفغانية هدفاً مشتركاً للعمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم داعش وشبكة حقاني.
وقال التقرير “يرى التنظيم أن استهداف تلك القوات عبر عمليات إرهابية مستمرة في المناطق التي تتواجد بها يعزز من نشاطه داخل أفغانستان ويساعده في توسيع نطاقه ليصل إلى مناطق ومواقع جديدة، كما يدعم قدرته على استقطاب مزيد من العناصر الإرهابية سواء من داخل طالبان أو من خارجها”.
ووفق التقرير، ترى الشبكة أن أحد أهداف تأسيسها من البداية يكمن في تنفيذ هجمات ضد تلك الأهداف، على غرار الهجوم الذي وقع في مايو 2017 بالعاصمة كابول وأسفر عن سقوط 150 قتيلاً، حيث تعتمد الشبكة على السيارات المفخخة كآلية رئيسية في هذا الصدد.
وقال التقرير إن تنظيم “داعش” في الفترة الحالية إلى البحث عن آليات جديدة للتعامل مع التطورات الميدانية والسياسية التي تشهدها الساحة الأفغانية، لاسيما في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية و “طالبان” في 29 فبراير الماضي.
وأوضح أن ذلك “بدا جلياً في إعلان وكالة الاستخبارات الأفغانية، في 6 مايو الجاري، عن تفكيك خلية إرهابية مشتركة تضم عناصر من التنظيم وشبكة حقاني، وجهت إليها اتهامات بتنفيذ عدة هجمات إرهابية في الفترة الأخيرة، وذلك بعد أن تمكنت قوات الأمن من اقتحام موقعين تابعين للخلية في عملية أسفرت عن مقتل 5 إرهابيين وتوقيف 8 آخرين”.
ويقدر عدد مقاتلي شبكة حقاني الإرهابية بـ 10 آلاف مسلح، اعتادت أن تنظم الهجمات ضد قوات حلف شمال الأطلسي، كما أقامت الشبكة علاقات مع عدد كبير من المتطرفين وعلى رأسهم زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي السابق أسامة بن لادن.
ودائما ما تحمل السلطات الرسمية الأفغانية الشبكة مسؤولية مقتل العديد من الشخصيات الأفغانية الكبيرة، وخطف العديد من الأجانب، وذلك بهدف الحصول على فدية، فيما تضغط واشنطن على باكستان وأفغانستان من أجل وقف نشاط شبكة حقاني الإرهابية، نظرا للجرائم العديدة التي تورطت بها الشبكة وتعاونها مع التنظيمات الإرهابية المتشددة وعلى رأسها تنظيم القاعدة الإرهابي ولاحقا تنظيم داعش الإرهابي والعديد من التنظيمات التابعة لها.
حقاني وطالبان .. الجناح المتطرف
وتعتبر شبكة حقاني جزءا وثيقاً متطرفاً من جماعة طالبان الأفغانية؛ حيث جاء إعلان وفاة مؤسس شبكة حقاني جلال الدين حقاني من قبل جماعة طالبان، وفق ما كان أعلن موقع “سايت” لرصد المواقع المتطرفة على شبكة الإنترنت في العام 2018.
وكان جلال الدين حقاني شغل منصب وزير في حكومة طالبان قبل تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان، وتلجأ الشبكة إلى إرهابيين انتحاريين، وأدرجتها الولايات المتحدة الأمريكية سابقا ضمن قائمة الجماعات الإرهابية والمتطرفة حول العالم.
سلسلة هجمات
وفي تطور لافت، نقلت “رويترز” أن مسؤولاً بوزارة السلام الأفغانية لإصابات طفيفة جراء انفجار قنبلة في العاصمة كابول الاثنين، وذلك في أحدث هجوم ضمن سلسلة هجمات على أهداف مدنية.
وتتسبب عمليات قتل بواسطة قنابل مغناطيسية صغيرة توضع أسفل السيارات، وكذلك عمليات إطلاق الرصاص؛ بقلق بالغ للمسؤولين والنشطاء والصحفيين الأفغان، وهي في تزايد رغم المفاوضات الجارية لإنهاء عقدين من الحرب.
وقالت الشرطة إن الانفجار الأحدث وقع قرب سيارة مصفحة كانت تقل خوشنود نبي زادة المسؤول في وزارة السلام، والذي يعمل أيضاً رئيس تحرير لوكالة الأنباء المحلية «خاما»، إلى مقر عمله.
ونددت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان بالهجوم، وكتبت على تويتر أن “هجوم اليوم في كابول الذي استهدف مسؤولاً كبيراً منخرطاً في عملية السلام هو حادث مؤسف آخر، يماثل الهجوم على عملية السلام ذاتها”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بعد، وعادة ما يلقي المسؤولون باللوم على مسلحي حركة طالبان في عمليات القتل العمد، وهو تكتيك يقول مسؤولون أمنيون كبار ودبلوماسيون غربيون إنه يهدف إلى إثارة الخوف مع تجنب الخسائر المدنية على نطاع واسع، كما وقع هجوم آخر منفصل، أدى إلى وفاة رجل أمن ومدني، ويعتقد أن المسؤولية عن الانفجار تعود إلى شبكة حقاني الإرهابية من دون معرفة دوافعه.
العلاقة مع إيران
وتثير العلاقة بين شبكة حقاني وجماعة طالبات وإيران تحفظات دولية؛ لا سيما وأن مجموعة من جماعة طالبان زارت إيران والتقت وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، ما يشير إلى علاقة قوية وطويلة مع إيران.
ونقل بيان رسمي إيراني أن المتحدث باسم طالبان محمد نعيم ذكر أن الاجتماع مع ظريف ركز على القضايا المتعلقة بالبلدين والوضع في أفغانستان ومحادثات السلام والتنفيذ الكامل لاتفاق الدوحة، ما يؤكد سعي إيران لإفشال جهود السلام.
وكان رئيس أركان الجيش الأفغاني ياسين ضياء قد رد على تصريحات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي قال إن طالبان مصممة على مواجهة أمريكا بالقول: “غير صحيح.. فطالبان لا تقاتل ضد الولايات المتحدة، بل ضد شعب أفغانستان وسنعمل بحزم ضد أي مجموعة من أعداء الشعب الأفغاني”.