تعرّضت عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني في يناير/كانون الثاني الماضي، لحملة من المضايقات والترهيب.
وصادف يوم الجمعة 8 يناير/كانون الثاني الماضي، الذكرى السنوي للكارثة التي أودت بحياة ركاب الطائرة وعددهم 176، من بينهم 57 كندياً و 4 بريطانيين ومواطنين من إيران وأوكرانيا والسويد وأفغانستان وألمانيا.
التخويف يلاحق عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية
وقال حامد إسماعيلون، الذي قتلت زوجته وابنته على متن الطائرة، أنّه تلقى تهديدات بعد حضوره مسيرة في كندا أقيمت بعد 9 أشهر من الحادثة، وفق ما ذكر موقع “arabnews” الإلكتروني.
ولفت إسماعيلون (43 عاماً) إلى أنّ شخصاً مجهولاً اتصال هاتفياً به للحديث عن اللحظات الأخيرة لأحبائه، في حين أنّ سيارة وقفت بشكل مريب خارج منزله في تورونتو.
ولاحقاً تلقى إسماعيلون رسالة جاء فيه: “أنت على قائمة الإرهاب، إستمتع بحياتك قبل أن يتمّ إنهاؤها، وستكون درساً للخونة من خارج البلاد”.
وبعد مرور عامٍ على الكارثة، فإنّ العائلات في كندا ما زالت تطالب بالعدالة، وهي تتهم إيران بشنّ حرب نفسية ضدهم.
ومع هذا، يقول إسماعيليون أن “عاماً واحداً مرّ على الكارثة، ولا إجابات بشأنها”، ويضيف: “كانت زوجتي طبيبة أسنان متفانية وشخصية واسعة المعرفة وأفضل أم وزوجة عرفتها على الإطلاق، وإبنتي ريرا كانت أغلى طفلة. نحنُ نكافح من أجل العدالة وهذا واجبنا وهدفنا ولن نستسلم”.
وزعمت السلطات الإيرانية أنه تم اعتقال 6 أشخاص على صلة بعملية إسقاط الطائرة، لكن تم إطلاق سراح 5 منهم الآن بكفالة. وفي ظلّ هذا، فإن إيران مطالبة بإجراء تحقيق، إلا أنها تعتمد المراوغة والسرية وتحاول التستر على معلومات هامة.
من جهته، يقول مايكل بيج، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايتس ووتش”: “يحق لعائلات الضحايا الـ 176 في الطائرة الأوكرانية المنكوبة معرفة المسؤول عن وفاة أحبائهم. على الحكومة الإيرانية دفع تعويضات مناسبة على وجه السرعة للعائلات وإجراء تحقيق شفاف وحيادي مع إجراء الملاحقات القضائية المناسبة بغض النظر عن المنصب أو الرتبة”.
ومع هذا، فقد واجهت إيران انتقادات كثيرة من أوكرانيا بعدما رفضت السماح لها بالمشاركة في التحقيق. وقال رالف جودال، الوزير الكندي السابق رالف جوديل، المكلف بمساعدة أسر الضحايا، لصحيفة “ذا تايمز”، إن إيران “لوثت” الموقع واستخدمت الجرافات لإخفاء معلومات مهمة. كذلك، قالت عائلات الضحايا أن الأغراض الشخصية الخاصة بالركاب قد صودرت من على متن الطائرة الأوكرانية.
وأضاف جوديل: “إنه أمرٌ غير محترم، وهو مخز ويظهر ازدراء حقيقياً للحياة البشرية”. وتابع: “إنّ التهديدات والترهيب والمطاردة التي واجهها الكنديون أمر مستهجن”.
بعد عام على إسقاط الطائرة الأوكرانية مطالبات كشف الحقيقة تطارد الحرس الثوري
صور أطفال ونساء وعائلات سعيدة تحول مصيرها في لحظات سوداء إلى مجرد ذكرى لا تزال تحرق في القلوب، مئة وستة وسبعون قتيلاً هم ضحية إسقاط الطائرة الأوكرانية.