في 27 ديسمبر/كانون الأول من العام 1945، جرى تقسيم كوريا إلى شطرين جنوبي وشمالي. فما هي القصة وراء ذلك؟

تفاصيل تقسيم كوريا

1- في العام 1910، احتلت اليابان كوريا ووضعتها تحت سيطرتها، وقامت بإنهاء النظام الإمبراطوري الذي كان يحكمها.

2- وتكرّست كوريا خلال الحرب العالمية الثانية التي اندلعت بين العام 1939 و 1945، واحدة من جبهات اليابان التي انخرطت في الحرب إلى جانب دول المحور (ألمانيا – اليابان – إيطاليا) ضدّ دول الحلفاء.

3- وفي الفترة التي كانت الحرب تشهدُ نهايتها، دخل الجيش الأحمر السوفياتي مع مقاتلين كوريين يقودهم كيم إيل سونغ إلى شمال كوريا، وحقق بذلك تقدماً سريعاً بدأت معه نهاية الاحتلال الياباني.

4- بعد ذلك بأيام، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإنزال قواتها في جنوب كوريا، وكانت واشنطن قلقة من تقدم القوات السوفياتية، كما أنها خشيت خروج كوريا من تحت نفوذها لتبني النظام الشيوعي.

27 ديسمبر يوم مفصلي في تاريخ كوريا.. هذه قصة تقسيمها إلى شطرين جنوبي وشمالي

صورة تظهر علم كوريا الجنوبية. المصدر: getty

5- جرى تكليف ضابطين هما دين راسك وتشارلز بونيستيل لتنفيذ مهمة تقسيم كوريا ووضع خط فاصل، وكان ذلك بناء على اتفاق بين أمريكا التي كانت تحتل الجزء الجنوبي وروسيا التي كانت تحتل الجزء الشمالي. وبذلك، تمّ تقسيم شبه الجزيرة الكورية، بناء على خط العرض 38 الذي يمرّ في منتصف شبه الجزيرة الكورية، والذي مثل الحدود الحالية لكوريا الشمالية مع كوريا الجنوبية.

6- بعد الحرب العالمية الثانية، وضعت كوريا تحت وصاية دولية مع وعود بإنشاء حكومة موحدة لها، لكن ذلك لم يحصل مع تصاعد الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي.

27 ديسمبر يوم مفصلي في تاريخ كوريا.. هذه قصة تقسيمها إلى شطرين جنوبي وشمالي

صورة من مدينة بيونغ يانغ في كوريا الشمالية. المصدر: getty

7- في العام 1948، جرى الإعلان عن تأسيس جمهورية كوريا الجنوبية برئاسة سنغ مان ري. أما في الشمال، فقد جرى تأسيس جمهورية كوريا الشمالية برئاسة كيم إيل سونغ.

8- في العام 1950، دارت حربٌ بين الكوريتين استمرت حتى العام 1953، وهي كرّست الانقسام بين الدولتين وسقط خلالها الملايين من الضحايا.

أسباب الحرب بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية

27 ديسمبر يوم مفصلي في تاريخ كوريا.. هذه قصة تقسيمها إلى شطرين جنوبي وشمالي

صورة أرشيفية من الحرب الكورية. المصدر: getty

كان كل من سونغ وري يعلن أنه يمثل الشرعية لكامل شبه الجزيرة الكورية، وأن يوماً ما سيتحقق له النصر، وكان جيش الشطر الشمالي أكثر انضباطاً وتدريباً وعتاداً مقارنة بجيش الجار الخائف والمضطرب، ما شجع بيونغ يونغ على إشعال فتيل الحرب.

ففي يونيو/حزيران 1950 نشب أول عمل عسكري في حقبة الحرب الباردة، عندما عبر نحو 75 ألف جندي من كوريا الشمالية خط عرض 38، أي تخطوا حدودهم مع الشطر الجنوبي، محاولين احتلالها والسيطرة على كامل شبه الجزيرة، وذلك بدعم سوفيتيي واضح.

وفي ظل اضطراب جيش سول، وفرار جنوده من المواجهة، تدخلت الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بعض من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، في الحرب باعتبارها “حرباً على القوى الشيوعية العالمية”، و”رمزاً للصراع بين الشرق والغرب والخير والشر”.

ونجح إنزال برمائي لقوات دولية، بقيادة أمريكية، في مدينة إنتشون في كوريا الجنوبية في دفع جنود الشمال للانسحاب إلى حدودهم، وتحولت الحرب من الدفاع عن أراض كوريا الجنوبية، إلى الهجوم على كوريا الشمالية “لتحريرها من الشيوعيين”.

27 ديسمبر يوم مفصلي في تاريخ كوريا.. هذه قصة تقسيمها إلى شطرين جنوبي وشمالي


صورة لقوات الأمم المتحدة على متن شاحنات تعبر خط العرض 38 بعد انسحابها من بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية عام 1950. المصدر: getty

وفعلياً، دخلت القوات الدولية كوريا الشمالية حتى وصلت إلى حدودها الشمالية مع الصين التي تدخلت في الحرب، إلى جانب بيونغ يانغ، بسبب ما قالت عنه إنه “عدوان مسلح على أراض صينية”.

ولم تكن الولايات المتحدة ترغب في الدخول في حرب مع الجيش الصيني داخل كوريا، بينما ينتهز الاتحاد السوفيتي الفرصة لشن حروبه وتوسعاته في أوروبا، فلجأت واشنطن إلى مفاوضات سلام، استمرت أكثر من عامين، واستمر معها القتال والمناوشات في منطقة الحدود بين الكوريتين.

وبلغ عدد القتلى أكثر من 5 ملايين، معظمهم من مدنيي الكوريتين. ولم يتم التوصل إلى وقف للحرب، بل وقع المتحاربون على هدنة، في يوليو/تموز 1953، سمحت للأسرى الكوريين الشماليين والصينيين بالعودة إلى بلدانهم، كما منحت كوريا الجنوبية مساحة أراض إضافية، تبلغ مساحتها 1500 ميل مربع، قرب خط العرض 38.

ونصت الهدنة على تحديد “منطقة منزوعة السلاح”، يبلغ عرضها نحو ميلين، لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.

وما زال النزاع الكوري قائماً ومستمراً. وخلال شهر مايو/أيار من هذا العام، تبادلت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية إطلاق النار بالمنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الدولتين.

وأُطلق رصاص من كوريا الشمالية فأصاب برجاً للحراسة ببلدة تشوروون الموجودة بوسط الحدود بين البلدين، بحسب ما أفاد الجيش في كوريا الجنوبية.

وفي حزيران/يونيو من هذا العام أيضاً، فجرت كوريا الشمالية مكتب الاتصال المشترك مع الجنوب الواقع في أراضيها قرب بلدة كيسونغ الحدودية، بحسب مسؤولين من كوريا الجنوبية.

وتأتي تلك الخطوة بعد تجديد كوريا الشمالية تهديدها باتخاذ عمل عسكري ضد الجنوب. وبحسب التقارير، فقد كان الموقع، الذي يوجد في أراضي كوريا الشمالية، قد افتتح في 2018 لمساعدة الكوريتين على التواصل.

كوريا الشمالية.. كورونا وقرارات كيم جونغ أون المتهورة يقودان إلى المجاعة التي لم تنتهِ أصلاً!

المجاعة في كوريا الشمالية.. هل تعرف عنها شيئاً؟ قد تستغرب هذا المصطلح لأنّ ما يأتي من هناك شحيح إلى حد كبير، نتيجة التضييق الإعلامي في ظل سطوة الحزب الحاكم وبطشه.