تراجعت صحيفة “نيويورك تايمز” عن جوهر سلسلة بودكاست “الخلافة” لعام 2018، وقد تبين أن الشخص الذي اعتمدت عليه الصحيفة في روايتها لا يمكن الوثوق فيه لقول الحقيقة، وفق ما ذكر موقع “npr” الإلكتروني.
نيويورك تايمز تقع في فخ داعشي مزعوم
وكانت الصحيفة أعدّت تقارير حول تنظيم “داعش” الإرهابي باعتمادها على أقوال شاب كندي لم تطأ قدماه الشرق الأوسط أبداً، ويدعى شهروز شودري (25 عاماً)، وقد زعم أنه قاتل في صفوف التنظيم في سوريا تحت لقب “أبو حذيفة”.
وجرى اعتقال شودري من قبل الشرطة الكندية ووجهت إليه تهمة “التحريض على إثارة الخوف من وقوع أنشطة إرهابية” بناء على معلومات ملفقة، وهو يواجه عقوبة السجن تصل إلى 5 سنوات لتلفيقه روايات مروعة عن قطع الرؤوس وشهادات من داخل تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقالت الشرطة الكندية الملكية في شهر سبتمبر/أيلول الماضي إن الاتهامات الموجهة لشودري مستمدة من عدة تصريحات إلى الإعلام، ادعى فيها الرجل البالغ من العمر 25 عاماً ذهابه إلى سوريا في العام 2016 للانضمام إلى التنظيم الإرهابي وارتكابه أفعالاً إرهابية”.
وقدم “الداعشي المزعوم” روايات عن أعمال عنف بشعة مثل الجلد وقطع الرؤوس والصلب، لافتاً إلى أنه عانى من كوابيس وكان يستيقظ متصببا عرقًا 3 مرات على الأقل في الأسبوع.
لكن المفاجأة تمثلت في أن جميع تصريحات شودري حول كونه داعشياً تبين أنها “أكاذيب” نسجها من وحي خياله.
وقال دين باكيه، المحرر التنفيذي لصحيفة “نيويورك تايمز”: “لقد وقعنا في حب حقيقة أننا حصلنا على عضو في داعش يصف حياته في الخلافة ويصف جرائمه”.
ولفت باكيت إلى أن “التايمز” لم يكن لديها دليل على أن تشودري ذهب إلى سوريا، ولا يمكنها أن تظهر أنه انضمّ إلى داعش.
وكان شودري أحد أكثر الشهود بروزاً في بودكاست “الخلافة” الذي بث في أكثر من 10 حلقات، ليكون واحداً من البرامج الرئيسية التي ساهمت في تحول نيويورك تايمز نحو الوسائط المتعددة الجديدة.
وأعدت هذا المسلسل الصحفية الاستقصائية روكميني كاليماشي المتخصصة في الحركات الجهادية منذ العام 2014 لدى صحيفة نيويورك تايمز، بعد أن كانت أول من نشر عام 2016 تحقيقاً معمقاً عن الأجهزة الأمنية التابعة لتنظيم “داعش”.
ومع هذا، يقول باكيه: ” لقد قامت صحيفة نيويورك تايمز بعمل صحافي طموح بشكل هائل خلال السنوات القليلة الماضية. كل ذلك كان عرضة لمزيد من التدقيق”. ويضيف: “ما آمله هو أنه من خلال الحديث عن ذلك، سوف يفهم الناس أننا نريد كسب ثقتهم، ونريدهم أن يصدقوا ما نورده”.
تحويلات مالية وشركات وهمية.. كيف يحصل تنظيم داعش الإرهابي على أسلحته؟
تحويلات مالية سرية، وشركات وهمية، وعمليات بيع أسلحة “ضخمة” لتنظيم داعش الإرهابي من شتى أنحاء العالم، هو ما كشفت عنه دراسة متخصصة لمنظمة “كونفليكت آرممنت ريسيرتش”.