أعلن المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة بابار بالوش، أنّ الأزمة الإنسانية في إقليم تيغراي الإثيوبي حيث يحول الوضع الأمني دون إغاثة السكان، “تزداد تأزما”.
وقال بالوش من جنيف خلال مؤتمر صحافي: “من المهم أن تكون المنظمات الإنسانية قادرة على مساعدة الأفراد بسرعة بالتوافق مع القواعد العالمية للإنسانية والحياد وعدم الانحياز والاستقلالية العملانية”. وأضاف: “للأسف حتى الآن لم يتأمن هذا الممر”، مشيراً إلى أنّ المنظمة لم تتمكن منذ شهر من الوصول إلى اللاجئين الإريتريين الـ96 ألفاً في تيغراي.
وتابع أنّ المفوضية التي تفتقر إلى معلومات آنية عن هذه المنطقة، حصلت على معلومات مفادها أنّ هؤلاء اللاجئين نزحوا إلى قطاعات أخرى في تيغراي أو عبروا الحدود مع السودان على غرار الإثيوبيين الـ49 ألفاً الذين فروا أيضاً من المعارك.
والإثنين كانت أديس أبابا التي أعلنت في 28 نوفمبر السيطرة على العاصمة المحلية ميكيلي، أشارت إلى أنّ العملية العسكرية التي أطلقها رئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد “انتهت”.
الحكومة الإثيوبية تقر
إلى ذلك أكّد متحدث حكومي إثيوبي أنّ قوات بلاده أطلقت النار على فريق للأمم المتحدة لأنّ أفراده كما قال تجاهلوا تعليمات وخرقوا نقاط تفتيش للحكومة في إقليم تيغراي شمال البلاد.
ويأتي إطلاق النار في وقت تواصل الامم المتحدة ووكالات إغاثة السعي للوصول إلى شمال إثيوبيا، بعد أكثر من اسبوع على إعلان وقف المعارك هناك في 28 نوفمبر.
وقال المتحدث رضوان حسين: “تمّ توقيف عدد من موظفي الامم المتحدة وأُطلق النار على بعضهم. … لقد تجاوزوا نقطتي تفتيش للتوجه إلى مناطق لا يفترض بهم التوجه إليها، وتم إبلاغهم بعدم الذهاب. وعندما كانوا بصدد تجاوز نقطة التفتيش الثالثة أطلقت عليهم النار وتم توقيفهم”.
وشدد رضوان في مؤتمر صحافي في العاصمة أديس أبابا على أنّ موظفي الأمم المتحدة هم من يتحمل المسؤولية في الحادثة التي وقعت الأحد على مقربة من بلدة شيري، وقال إنهم “انخرطوا في مغامرة استكشافية ما”. وقال: “هذا البلد ليس أرضا مهجورة. لديه حكومة”. وأضاف: “إذ أُبلغ أحدهم بعدم الذهاب، عليه التقيد. لا يمكن تجاهل تحذير حكومي ثم السعي لتجاوز الجميع”.
مقتل وفرار الآلاف
وقتل آلاف في المعارك التي اندلعت في 4 نوفمبر بين القوات الحكومية والقوات الموالية لقيادة “جبهة تحرير شعب تيغراي”، فيما فرّ نحو 50 ألف شخص إلى السودان فيما يعول نحو 600 ألف في منطقة تيغراي على مساعدات غذائية حتى قبل اندلاع المعارك.
والأسبوع الماضي قالت الأمم المتحدة إنّها وقعت اتفاقية مع الحكومة الإثيوبية تضمن “دخولاً غير مشروط للمساعدة الإنسانية”، غير أنّ رضوان ناقض ذلك الثلاثاء.
وقال: “الاتفاقية التي أبرمناها هي على اساس الإعتقاد أنّ الأمم المتحدة ستتعاون معنا، ونحن أي الحكومة لنا الكلمة النهائية، لذا نحن ننسق ونقود لكن نحتاج لمساعدة ولشريك”. وتابع: “بعض الشركاء لا يُسمح لهم بالقيادة المنفردة والتحرك المنفرد. لا يوجد شيء اسمه الوصول من دون قيود إلى كلّ زاوية من إثيوبيا”.