مع إعادة كوريا الشمالية وإيران التأكيد أنّ علاقتهما “ممتازة”، واستمرارهما في تطوير التعاون الثنائي بينهما يتخوف مراقبون من أن يواصل البلدان نشاطهما النووي، على اعتبار أنّ إيران هي العميل الوحيد لكوريا الشمالية والذي يسعى إلى الحصول على الصواريخ الكورية.
الخبر المقتضب الذي بثته وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” جاء فيه تصريح لمساعد وزير خارجية كوريا الشمالية يتحدث فيه عن التعاون الوثيق بين البلدين، ورفع مستوى التعاون، لكنه لم يحدّد شكل هذا التعاون أو النتيجة المترتبة عليه.
كما تضمّن الخبر إشادة من قبل السفير الإيراني بجهود الزعيم الكوري الشمالي لبناء صرح دولة قوية بواسطة حكومة وشعب بلاده، وهو تصريح لافت للنظر في ظل ما يتعرض له الرئيس الكوري الشمالي من انتقادات بسبب سياسته القمعية.
وفي هذا السياق يقول الخبير في الشأن الإيراني حسن راضي لـ “أخبار الآن”: إن “كلا من كوريا الشمالية وإيران تواجهان عقوبات وأزمات مشتركة داخلياً وخارجياً”، مشيراً إلى أنّ “أمريكا تمارس حالياً ضغوطاً على البلدين بسبب انتهاكهما لحقوق الإنسان وأسلحة الدمار الشامل”.
وتابع راضي أنّ “كوريا الشمالية باعت لإيران صواريخ وتكنولوجيا تصنيع صواريخ بما يهدد الأمن والسلم الدوليين”. ووفق راضي، فإن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب حاول الوصول إلى اتفاق مع كوريا الشمالية، كما توقع أن يمارس ذات الضغوط السابقة على البلدين، الأمر الذي سيحاول البلدان الهرب من الضغوط عليهما من خلاله بزيادة التعاون بينهما.
يشار إلى أن كوريا الشمالية وإيران ترتبطان بمصير مشترك، وفق الموقف الأمريكي، الذي يصفهما بالخطر المستمر على أمن الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً أن إيران حصلت على صواريخ متطورة ومنها سكود – ب و سكود – ج في الثمانينات والسعينييات من القرن المنصرم من كوريا الشمالية.
وكانت واشنطن حذرت سابقاً من مواصلة التعاون بين كل من إيران وكوريا الشمالية خاصة في المجال النووي، كما أكدت على أنها “ستوقف التعاون بين البلدين بجميع الطرق والوسائل”، حيث قال إليوت أبرامز، المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، في أيلول الماضي إنّ “الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بقلق كبير من تعاون إيران مع كوريا الشمالية في مجال تطوير وستفعل كل ما تستطيع لوقفه”.
وجاءت هذه التصريحات بعد فترة وجيزة من فرض إدارة الرئيس دونالد ترامب، المنتهية ولايته، عقوبات جديدة على إيران بسبب برامجها النووية، ما يثير تساؤلات بسبب خبراء عن العودة عن إعلان مواصلة العلاقات بين البلدين، لا سيما بعد انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد الديموقراطي جو بايدن.
وكان الاتحاد الأوروبي أعرب عن قلقه بشأن استمرار أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية والتي لا تتماشى وخطة العمل المشتركة الشاملة”، في إشارة إلى الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فرض عقوبات على وزارة الدفاع الإيرانية، ضمن حزمة عقوبات جديدة، تشمل 5 علماء و27 كياناً وفرداً على صلة ببرنامج إيران النووي، وإعادة فرض العقوبات على إيران سيمنع طهران من شراء أسلحة متطورة.