شيع الأرجنتينيون جثمان الأسطورة الكروية دييغو مارادونا إلى مثواه الأخير وسط حالة من الحزن اجتاحت العاصمة بوينس آيرس، وحمل موكب جنائزي جثمان مارادونا إلى مقابر “بيا فيستا” على مشارف العاصمة، حيث دفن هناك بجوار والديه في مراسم خاصة بحضور عائلته وأصدقائه المقربين فقط.
وشهد الموكب الجنائزي في طريقه إلى المقابر، أعمال شغب وعنف بين آلاف الأرجنتينين الذين اصطفوا على جانبي الطريق لتحية الموكب ورجال الشرطة، وتحولت جنازة مارادونا، إلى مواجهة ساخنة بين رجال الشرطة وآلاف الغاضبين في العاصمة، بعدما عجزوا عن إلقاء نظرة أخيرة على النعش.
وعندما وجد الغاضبون أنفسهم غير قادرين على إلقاء نظرة الوداع، شرعوا في أعمال عنف فألقوا قطع حجارة وزجاجات على رجال الشرطة الذين حضروا بكثافة لأجل تأمين الجنازة.
من جانبها، ردت قوات الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لأجل ثني المحتجين عن مواصلة الشغب.
وكانت رحلة الموكب الجنائزي استغرقت نحو ساعة تقريبا من قصر “كاسا روسادا” الرئاسي في بوينس آيرس إلى المقابر، بسبب الاشتباكات.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن بداية الأزمة تعود إلى وضع جثمان مارادونا في قصر “كاسا روسادا” الرئاسي، وذلك من أجل السماح للمشجعين بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه قبل الدفن.
ولكن السلطات المحلية وضعت وقتا محدداً ستقوم بعده بمنع دخول أي شخص إلى داخل القصر، وذلك تمهيدا لنقل الجثمان إلى المقابر، وهو ما منع آلاف الجماهير من إلقاء نظرة الوداع على الأسطورة الأرجنتينية.
هذا الأمر دفع الآلاف من المشجعين إلى الاصطفاف في الشوارع في محاولة لإلقاء نظرة الوداع على الجثمان وهو في طريقه إلى المقابر، غير أن ذلك تسبب في حالة من الفوضى دفعت الشرطة إلى التدخل لتفريق الجماهير، ما جعلهم يلقون بالحجارة والزجاجات على رجال الأمن.
وأمام هذه التطورات، قام رجال الشرطة بالرد على هذا الشغب عبر إلقاء القنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي لتفريق المشجعين من الطريق، وحتى يتم السماح للموكب بالوصول بشكل أسرع إلى المقابر.
يذكر أن مارادونا قد توفي في منزله يوم الأربعاء الماضي عن عمر يناهز الـ60 عاما إثر أزمة قلبية، مما دفع الرئاسة الأرجنتينية إلى إعلان حالة حداد عامة في البلاد لمدة 3 أيام.