أخبار الآن | الصين – scmp
تسيرُ الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ على نهجٍ أساسه تجريد الحقوق الممنوحة سابقاً للمواطنين الذين يعيشون عند أطراف البلاد، وما انكشف أكثر هو أن بكين تريد أن تكون المناطق المتمتعة بالحكم الذاتي تحت سطوتها.
خلال الثورة الثقافية في الصين (1966 و 1976)، جرى تدمير الأديرة والمساجد في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في التبت وشينجيانغ، كما جرى حظر الممارسات الدينيّة بشكل فعّال.
وبعد هذه الحقبة من الزمن، خفّت قليلا وطأة الحكم الصيني , لكن خلال السنوات الماضية , حوّلت الصين مسارها نحو الوحشية، وسعت إلى جعل التبت وشينجيانغ تخضعان لسيطرتها، كما أنها تسعى بكل الوسائل للهيمنة على هونغ كونغ.
وفي شينجيانغ على وجه الخصوص، أنشأت بكين معسكرات الاعتقال، والتي تبيّن أنها مصممة لتحويل المنطقة لتصبح صينيّة بامتياز، وضرب الديانة المسلمة فيها. كذلك، أصبحت إجراءات المراقبة أكثر استغلالاً وانتشاراً، وتم اعتقال الأئمة والعلماء والمفكرين وجرى اخفاء الناشطين المعتدلين أيضاً.
أما في التبت، فقد جرى جعلها أكثر صينية، خصوصاً أن اللغة الصينية مفروضة بقوّة هناك، في حين أنّ الذين يطالبون بالإصلاحات مثل الناشط ” تاشي وانغتشوك” تمّ اعتقالهم وسجنهم.
وووفقاً لموقع “scmp”، فقد فرضت الصين في هونغ كونغ، قانون الأمن القومي، الذي أرادت من خلاله إخضاع المدينة، وجرى طرد المشرعين المؤيدين للديمقراطية من المجلس التشريعي، في حين فرّ بعض الناشطين الديمقراطيين من المدينة خوفاً من الاعتقال. وحتى في منغوليا الداخلية، جرى فرض اللغة الصينية لضرب اللغة المنغولية والحدّ من استخدامها خصوصاً في التعليم. وفعلياً، فقد أثارت هذه الخطوة استياء الكثيرين لدرجة أن المنطقة شهدت أول احتجاجات واسعة ضدّ بكين منذ عقود.
وإزاء ذلك، فإنّ السلوك الصيني يكشف عن تطرّف حاد وكبير، ويمثل ذلك تحدياً متزايداً لأولئك الذين يعيشون في التبت وشينجيانغ وهونغ كونغ. وفي الواقع، فإن كل الممارسات تهدفُ الى إجبار سكان هذه المناطق للخضوع للصين، وضرب فكرة المناطق ذاتية الحكم أيضاً. وبذلك، فإن الناس هناك قد أصبحوا أمام خيارات صعبة: إما السماح للرئيس الصيني شي جينبينغ بمواصلة تنفيذ سياسته وجعل الجميع تحت سلطة بكين، أو مقاومة هذه التحركات، الأمر الذي سيحمل الصين لفرض قيود تعسفية أكثر.
يضيف موقع ” scmp” أنه مع هذا، فإنّ سلوك الصين في تلك المناطق سيزيد من تآكل شرعية الحكم الصيني بالنسبة للذين يعيشون هناك. ووسط ذلك، فإن الصين سقطت بالنسبة لدول العالم، وممارساتها الوحشية ضدّ الإيغور والأقليات المسلمة تجعلها أمام المساءلة الدائمة، لا سيما أنها تخطّت كل الخطوط الحمر لناحية ضرب المعتقدات الدينية بالدرجة الأولى، والسيطرة على الناس من خلال الرقابة الدائمة، الأمر الذي يفتح الباب أمام انتهاكٍ كبير للحريات. ولعلّ أبرز الأدلة على ذلك هو أنّ الصين تواصل حالياً هدم المساجد وتغيير هويتها وطابعها الديني، وتغليب الولاء للدولة على الدين، في حين أنّ الإستهداف الكبير للعلماء يكشفُ عن حرب إلغاء ثقافية بالمقاييس كافة.
العمل القسري في شينجيانغ وراء تفشي فيروس كورونا في الصين
يبدو أن أوسع انتشار لفيروس كورونا في الصين منذ أشهر ظهر في مصنع في إقليم شينجيانغ مرتبط بالعمل القسري وسياسات السلطات الصينية المثيرة للجدل تجاه أقلية الإيغور.