أعلن مسؤولان في الأمم المتحدة الجمعة أن المنظمة بحاجة إلى نحو 200 مليون دولار لمساعدة آلاف اللاجئين الذين يتدفّقون إلى السودان هرباً من القتال الدائر في إثيوبيا.
وعبر أكثر من 30 ألف شخص إلى حد الآن الحدود إلى السودان هرباً من المعارك الدائرة في إثيوبيا، في حين تتوقّع الأمم المتحدة أن يرتفع هذا العدد إلى مئتي ألف خلال الأشهر الستة المقبلة.
وأطلق رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر حملة عسكرية في منطقة تيغراي بهدف إطاحة سلطات الإقليم التي يتّهمها بالتمرّد على الحكومة المركزية وبالسعي لإضعافها.
وتفيد تقارير بمقتل المئات في المعارك.
وقال ممثل المفوضية العليا للاجئين في السودان آكسل بيشوب إنه يتعذّر معرفة عدد الذين قد يعبرون الحدود هرباً من المعارك في إثيوبيا، لكن إذا كان عدد هؤلاء يقدّر بما بين ألفين وأربعة آلاف يومياً، “فعلينا أن نستعد” لما يصل إلى مئتي ألف لاجئ.
وقال المسؤول في الأمم المتحدة في مؤتمر عبر الفيديو من جنيف إن هذه الأرقام “ليست توقعات، إنها أرقام يتعيّن التخطيط على أساسها لكي نكون على أهبة الاستعداد في حال حصول ذلك”.
وسبق أن أعلنت مصادر حكومية سودانية أنها تتوقّع لجوء ما يصل إلى مئتي ألف إثيوبي إلى أراضي السودان هرباً من المعارك الدائرة في بلادهم.
وقال بيشوب “سنطلب مبلغاً أولياً لإطلاق هذه الاستجابة قدره 50 مليون دولار، ومن المرجّح أن يرتفع مع مرور الوقت خصوصاً في العام 2021 ليبلغ مئتي مليون دولار”.
وقال بيشوب إن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة تحاول نقل اللاجئين إلى مخيمات بعيدة عن الحدود في إجراء احترازي لتخفيف الضغط عن المناطق الحدودية.
ومن جنيف قال المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش إن اللاجئين يصلون إلى مناطق سودانية نائية وضعيفة البنى التحتية.
وتابع “يقول لنا اللاجئون إنهم كانوا يعيشون حياتهم اليومية العادية حين اندلعت المعارك بشكل مفاجئ. لقد التقينا مدرّسين وممرضين وموظفين ومزارعين وطلبة فوجئوا تماماً باندلاع المعارك”.
وأضاف بالوش “فر كثر بما تيسّر عليهم حمله واضطروا للسير ساعات وعبور نهر بحثاً عن الأمان في السودان”.
أعداد متزايدة
وأوضح بيشوب أن أعداد النازحين داخل أراضي إثيوبيا يتزايد يومياً.
وقال بالوش إن “تعذّر الوصول إلى من هم بحاجة، وتعذّر إدخال المساعدات إلى المنطقة أمران يشكّلان عائقاً كبيراً”.
وتابع “نحن قلقون بشكل متزايد حيال سلامة كل مدنيي تيغراي وأمنهم، لا سيما اللاجئين الإريتريين المئة ألف المتواجدين في أربعة مخيمات هناك. لم ترد المفوضية العليا للاجئين أي أنباء من فريقها منذ يوم الإثنين. نحن بغاية القلق”.
وقال إن اللاجئين الإريتريين في تيغراي كانوا قبل اندلاع النزاع يعتمدون بشكل كامل على المساعدات بما فيها الماء والغذاء، وهناك تخوف كبير من أن تؤثر المعارك الدائرة على الخدمات في تلك المخيمات.