اللقاحُ المنشود… حدثٌ يترقبهُ العالمُ بعدما فَعل فيروس كورونا فِعْلتَه في حياةِ البشر مغيّراً عاداتِهم، وأحدث أضراراً جسيمة في اقتصادات دولة عظمى حتى. المشهد حتى اللحظة ضبابي رغم الإعلان عن قرب إصدارِ لقاح واحد أو لُقاحات، وسط أمل في إيقاف التفشي لعودة الحياة إلى طبيعتها.
لكن على ما يبدو، فإنّ ذلك ليس قريباً، خصوصاً مع تصريح للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، الذي أكّد أنّ لقاحاً لن يقضي بمفرده على جائحة كوفيد-19. وقال إنّ “اللقاح سيقوم بدور مكمّل للأدوات الأخرى التي لدينا لكنه لن يكون بديلا لها”.
وأوضح تيدروس أنّ إمدادات اللقاح سيتم تقييدها في البداية مع “إعطاء الأولوية للعاملين في القطاع الصحي وكبار السن وغيرهم من السكان المعرضين للخطر”.
وتأمل منظمة الصحة العالمية أن يؤدّي ذلك إلى تقليل عدد الوفيات، وتمكين الأنظمة الصحية من التأقلم. لكنّها حذّرت بالقول: “سيظل ذلك يترك مجالاً كبيراً للفيروس للإنتشار”.
وحتى لو تمّ إنتاج اللقاح، فالأمر سيُوجب وفقَ المنظمة، مواصلةَ مراقبة الوضع الصحي، وسيبقى على الناس الخضوعُ للإختبارات والعزل والرعاية، كما ستظل هناك حاجة إلى تعقّبِ المخالطين، وكذلك الحاجة للعناية بالأشخاص.
ويواصل الوباء الانتشار بعد أشهر من الإبلاغ عن ظهوره في الصين نهاية ديسمبر، حيث أصاب أكثر من 54 مليون شخص وأودى بحياة أكثر من مليون و300 ألف.
لعدم التراخي
وإذ رحّب بـ”الأنباء المشجعة” على صعيد التوصل الى لقاحات مضادة لوباء كوفيد-19، أكّد مدير منظمة الصحة العالمية وجوب “عدم التراخي”. وقال في مؤتمر صحافي، إنّه “فيروس خطير يمكنه مهاجمة كلّ وظائف الجسم، والدول التي تدع الفيروس يتفشى بحرية تلعب بالنار”، مضيفاً: “ما زلنا نتلقى معلومات مشجعة عن لقاحات ونبقى متفائلين بحذر إزاء إمكان بدء وصول أدوات جديدة في الأشهر المقبلة”.
وشكل إعلان شركة موديرنا الاميركية الاثنين التوصل الى لقاح مضاد للوباء تناهز نسبة فاعليته 95 في المئة، أملاً جديداً في العالم حيث يتواصل تشديد القيود في دول عدة للحد من تفشي الوباء. وأعرب مدير منظمة الصحة عن “قلقه الشديد لازياد عدد الاصابات في بعض البلدان”، مشيراً إلى أنّ “الطواقم الصحية والانظمة الصحية باتت مستنفدة خصوصاً في أوروبا وأمريكا”.
واكد مدير منظمة الصحة أن “الدول التي استثمرت في رصد الاصابات والعلاجات والعزل والفحوص المناسبة مع نتائج سريعة والبحث عن المخالطين وفرض الحجر الصحي تواجه اضطرابات أقل بكثير”. وقال: “لا عذر لعدم التحرك، إنّ رسالتي واضحة جدًاً: تحركوا بسرعة، تحركوا الآن، تحركوا في شكل حاسم”، مندّداً بأيّ “تراخ”. وكرّر أن “السبيل للإسرع في فتح الاقتصادات يكمن في التغلب على الفيروس”.