تأثيرات نفسية عميقة فرضتها جائحة كورونا على الأفراد والمجتمعات عمقت من حاجتهم إلى معالجات نفسية طارئة في ظل الانعكاسات السلبية الفجة التي أوجدتها مضاعفات كورونا عليهم.
وربما كان كل من الأطفال والنساء وذوي الإعاقة هم الأفراد الاكثر احتياجا للمعالجة النفسية من آثار الوباء.
ووفق خبراء، فإنه يجب البدء معالجتها فوراً حتى لا تتفاقم آثار الجائحة خاصة وأن لا مدة محددة لإنتاج لقاح يمكن من خلاله السيطرة على تمددها في دول العالم المختلفة.
وانتقد خبراء إخفاء الصين لحقيقة الجائحة ما فاقم من آثارها السلبية، وجعلها اليوم تفرض على المجتمعات والحكومات والأفراد حرصاً إجراءات قاسية وصارمة منعا لموجات من الانتحار أو الاكتئاب الذي يحوم حول المجتمعات جميعها بشراسة.
مضاعفات كورونا النفسية
وليست هذه هي المرة الأولى التي يحذر فيها خبراء وعلماء نفسيون من الآثار العميقة لوباء كورونا على الصحة النفسية، ما جعل الخبراء يدعون إلى ضرورة استغلال جميع الادوات التكنولوجية الحديثة للتعامل مع الأزمة الصحية التي يشهدها العالم.
وقالت الباحثة التربوية د. روان الخضر إن “جائحة كورونا فرضت على الأشخاص العزلة ما أدى إلى تأثيرات نفسية، كما أثرت على الأشخاص الذين يعانون أصلاً من أمراض وعزلة نفسية”.
وأضافت “لدى الأشخاص خوف من المستقبل خصوصا في ظل الانعكسات الكبيرة لـ مضاعفات كورونا عليهم وتأثير الجائحة سيزيد من نسبة الإقبال على الطب النفسي مستقبلا”.
وانتقدت الدكتورة الخضر عدم إبلاغ الصين عن آثار الجائحة مبكراً، قائلة: “لو أعلنت الصين عن الجائحة مبكراً لتجاوزنا هذه الأزمات النفسية وخسارة الأرواح بسبب الوباء الذي لم تتمكن أي دولة من السيطرة عليه وعلى اتساع موجاته”.
وكانت أكاديمية العلوم الطبية في المملكة المتحدة أجرت سابقا استطلاعين عبر الإنترنت قدّما لمحةً عن الوضع الحالي للصحة النفسية للجماهير في ظل تفشي وباء كورونا.
وغطّى الاستطلاع الأول عيّنة قوامها أكثرَ من ألفين ومئة شخص، بينهم كثيرون يعانون مشكلات في الصحة النفسية، وسلَّط الاستطلاعُ الضوء على مخاوفهم من الوصول إلى الدعم والخدمات أثناء الوباء، فضلا عن تخوّفهم من تردّي حالتهم الصحية، أما الاستطلاع الثاني، فغطّى عينة قوامها 1,099 شخصا من العامة، وكشف عن قلقهم من آثار العزل الاجتماعي والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن مضاعفات كورونا.
ووسط توقعات بزيادة معدلات القلق والتوتر أثناء الوباء، يتوقع الباحثون زيادة في أعداد المكتئبين والمُقدمين على الانتحار.